المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



التعلم مع الوالدين  
  
2632   04:29 مساءً   التاريخ: 19-4-2021
المؤلف : شيريل ايروين
الكتاب أو المصدر : دليل تربية الصبيان
الجزء والصفحة : ص28-29
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

أثارت الإجابة على الاسئلة المتعلقة بطفولتك بعض الذكريات القديمة على الارجح. ولعل بعضها سعيد فيما جعلك البعض الاخر تشعرين بالحزن او حتى بالغضب. فكّري مليا في ذكرياتك ولاحظي ما اذا كان من السهل ان تخبري قصتك. اذا استطعت ان تبدئي من بداية حياتك وان تروي قصتك بنعومة وسلاسة من دون ثغرات كبيرة ومن دون أن تشعري بالصدمة او الضيق ، فثمة احتمال كبير ان تملكي سرداً متماسكاً .

القصص ، قصصنا وقصص الاخرين ، هي المعنى الذي نعطيه لحياتنا. يقول الباحثون ان ما يحدث لنا ليس مهما بقدر ما نقرره بشان ما حدث لنا اي ان المعنى الذي اعطيناه لتجاربنا الاولى أهم من وقائع ما حدث لنا .

بالتالي ، يمكن للطفولة الصعبة ان تجعل تربية ابنك اكثر تعقيدا . في العام 1995 ، بدأ مركزا السيطرة على الامراض وكايسر برماننت دراسة متقدمة على 17000 شخصا عرفت باسم دراسة ACE . وقد وجدت الدراسة ان الاشخاص الذين عاشوا تجارب غير ملائمة في الطفولة ، كالاعتداء الجسدي ، او الاهمال ، او سجن احد الوالدين ، او معاناة احد الوالدين من مرض عقلي او اكتئاب احد الوالدين ، هم اكثر عرضة للإدمان على الكحول او المخدرات ، او الاصابة بالاكتئاب او لمحاولة الانتحار او العنف المنزلي او المشاكل الصحية كأمراض الرئتين او الكبد. اذا عشت طفولة صعبة ، فأفضل ما يمكن ان تقدميه لابنك هو ان تفهمي وتعالجي اي مسائل عالقة من ماضيك الخاص .

شكّل والداك تجاربك الاولى للأحسن أو للأسوأ وانت تشكلين تجارب ابنك. سيساعدك تخصيص بعض الوقت لتفهمي من أين أتيت ((ولتقرري الوجهة التي تريدينها) على ان تكون أماً حكيمة وحنوناً . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.