المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

مثال الاستقامة "آسية بنت مزاحم"
27-2-2022
نطاق تطبيق نظرية الأعمال التجارية بالتبعية
18-10-2017
أشـكال الاحـتكارات الرأسـمالية
14-1-2019
Dialects—The Standard as Token of the Past
2024-01-15
كيفية الحصول على الافكار
22-10-2019
دعاء للمغص.
18-1-2023


مضار الانفصال على الطفل  
  
2009   12:08 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأب في التربية
الجزء والصفحة : ص240ـ241
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ينبغي ان يوفر الأب المناخ الملائم للود والالفة من خلال اقامة العلاقة مع ولده، ويمكن تحقيق هذه العلاقة من خلال عدة أساليب منها عقد جلسات للاستشارة في البيت واشراك الطفل في اتخاذ القرارات فيشعر بانه قريب من والده.

وبخلاف ذلك فان ترك مساعدة الطفل والتحدث معه ستدفعه إلى الابتعاد تدريجيا عن والده، وتعميق علاقته بأصدقائه ومعاشريه فيأتمنهم على اسراره، ويلجا مثل هؤلاء الاطفال احيانا إلى معلميهم او من لهم مقام اعلى وينفصلون عن ابائهم.

وقد يكون ذلك لصالح الطفل احياناً، ولكن ينبغي عدم الغفلة عن مخاطره واعراضه السيئة. فقيام الهوة بين الاب وطفله ولجوء الاخير إلى رفقائه واصدقائه تؤدي إلى فضيحة الولد في بعض الاحيان وانحرافه وانتقال عدوى ذلك إلى الاسرة.

ـ ضرورة تخصيص الوقت :

إن أولادكم بحاجة إلى ان تخصصوا لهم وقتا من اجل ان يستفيدوا منكم ويتزودوا من مودتكم وألفتكم ويتعلموا منكم الطريق الصحيح في الحياة لكي يسلكوه.

حاولوا ان تخصصوا ولو نصف ساعة في اليوم لأولادكم مهما كانت مشاغلكم لان هذا في صلاحكم، حيث تتحدثون اليهم وتمازحونهم وترفهون عنهم. ويمكنكم من خلال ذلك ان تقيموا سلوكهم وتطلعوا على خلفيات ذلك. فتقوموا السلوك السيء. كما يمكنكم ان تعلموا بميولهم ورغباتهم فتتخذوا القرارات المناسبة والصحيحة في ذلك.

وسوف يرتبط الطفل مستقبلا مع ذلك الشخص الذي تربطه به علاقة تقوم على الود والالفة، وسيستمع لكلامه ايضاً. ويتمكن الاب من خلال تخصيص الوقت ان يقوي علاقته بولده وبباقي افراد اسرته والاهم من ذلك كله بربه وخالقه.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.