أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1419
التاريخ: 1-12-2014
1842
التاريخ: 7-12-2015
1597
التاريخ: 29-07-2015
1617
|
قال تعالى : { لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} [التوبة : 25 ، 26] ممّا لا شك فيه أنّ الأكثرية الساحقة فرّت بادئ الأمر من ساحة المعركة ، وما تبقى منهم كانوا عشرةً فحسب ، وقيل أربعة عشر شخصاً ، وأقصى ما أوصل عددُهم المؤرخون لم يتجاوزوا مئة شخص.
ولما كانت الرّوايات المشهورة تصّرح بأن من بين الفارين الخلفاء الثلاثة ، فإنّ بعض المفسّرين سعى لأن يعدّ هذا الفرار أمراً طبيعياً. يقول صاحب تفسير المنار ما ملَخصُه : لما رشق العدوّ المسلمين بسهامه ، كان جماعة قد التحقوا بالمسلمين من مكّة ، وفيهم المنافقون وضعاف الإِيمان والطامعون «للغنائم» ففرّ هؤلاء جميعاً وتقهقروا إِلى الخلف ، فاضطرب باقي الجيش طبعاً ، وحسب العادة ـ لا خوفاً ـ فقد فرّوا أيضاً ، وهذا أمر طبيعي عند فرار طائفة فإنّه يتزلزل الباقي منهم فيفر أيضاً ـ ففرارهم لا يعني ترك النّبي وعدم نصرته أو تسليمه بيد عدوه ، حتى يستحقوا غضب الله !! (1)
ونحن لا نعلّق على هذا الكلام ، لكن نتركه للقراء ليحكموا فيه حكمهم.
كما ينبغي أن نذكر هذه المسألة وهي أنّ «صحيح البخاري» حين يتكلم عن الهزيمة وفرار المسلمين ينقل ما يلي :
فإذا عمر بن الخطاب في الناس ، وقلت : (الراوي) : ما شأن الناس؟ قال : أمر الله ، ثمّ تراجع الناس إِلى رسول الله(2).
غير أننا تجرّدنا من الأحكام المسبقة ، وإلتفتنا إِلى القرآن الكريم ، وجدناه لا يذم جماعةً بعينها ، بل يذم جميع الفارين.
ولا ندري ما الفرق بين قوله تعالى (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) حيث قرأنا هذه العبارة في الآيات محل البحث ، وبين عبارة أُخرى وردت في الآية (16) من سورة الأنفال إذ تقول (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ) ؟!
فبناءً على ذلك لو ضممنا الآيتين بعضهما إِلى بعض لعرفنا أنّ المسلمين إرتكبوا خطأً كبيراً يومئذ إلاّ القليل منهم ، غاية ما في الأمر أنّهم تابوا بعدئذ ورجعوا.
___________________
1- راجع تفسير المنار ، وإقرار التفصيل فيه ، ج 1 ، الصفحات 262 و 263 و 265
2- المصدر السابق .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|