المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02

تقویم عمليات الخصخصة في الأردن
24-8-2021
تعاليم القرآن الصحّيّة
13-02-2015
كيفية الاذان والإقامة
2024-07-14
الرومانسية
25-03-2015
الحسين بن محمد بن الحسن.
24-6-2017
Nonreplicative Transposition Proceeds by Breakage and Reunion
22-4-2021


الكاظم (عليه السلام) حليف السجدة الطويلة والعابد الصالح  
  
5506   05:48 مساءً   التاريخ: 17-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2ص243-245.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام) /

قال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في حقّه : هو الامام الكبير القدر العظيم الشأن الكبير المجتهد الجاد في الاجتهاد المشهور بالعبادة المواظب على الطاعات المشهور بالكرامات يبيت الليل ساجدا و قائما و يقطع النهار متصدّقا و صائما و لفرط حلمه و تجاوزه عن المعتدي عليه دعي كاظما كان يجازي المسي‏ء بإحسانه إليه و يقابل الجاني بعفوه عنه و لكثرة عبادته كان يسمّى بالعبد الصالح و يعرف في العراق بباب الحوائج إلى اللّه لنجح مطالب المتوسّلين إلى اللّه تعالى به كراماته تحار منها العقول و تقضي بانّ له عند اللّه تعالى قدم صدق لا تزل و لا تزول‏ .

و الخلاصة : انّ الامام موسى الكاظم (عليه السلام) كان أعبد أهل زمانه و أفقههم و أسخاهم و أكرمهم و روي انّه كان يقوم الليل للتهجد و العبادة حتى الفجر فيصلّي صلاة الفجر و يبدأ بالتعقيب إلى طلوع الشمس ثم يظلّ ساجدا إلى قبيل الزوال و كان كثيرا ما يقول : «اللهم انّي أسألك الراحة عند الموت و العفو عند الحساب» و يكرر هذا الدعاء و من دعائه أيضا : «عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك» ؛ و كان يبكي من خوف اللّه كثيرا حتى تجري دموعه على لحيته و كان اكثر صلة لرحمه من‏ غيره و اكثر صلة لفقراء المدينة حتى انّه كان يحمل إليهم كلّ ليلة الذهب و الفضة و الخبز و التمر و هم لا يعرفونه و من كرمه اعتاقه الف مملوك .

قال أبو الفرج : كان موسى بن جعفر إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرّة دنانير و كانت صراره ما بين ثلاثمائة إلى المائتين دينار فكانت صرار موسى مثلا .

و روي عنه كثيرا و كان أفقه أهل زمانه و احفظهم لكتاب اللّه و أحسنهم صوتا لتلاوة القرآن و يتلوه بحزن حتى كان يبكي كلّ من سمعه و لقّبه أهل المدينة بزين المجتهدين و قيل له الكاظم لكظم غيظه و صبره على ما لقى من ظلم الظالمين حتى قتل في سجنهم و كان يقول انّي لأستغفر كلّ يوم خمسة آلاف مرّة .

قال الخطيب البغدادي و هو من أعاظم أهل السنة و الموثقين و المؤرخين القدماء : كان موسى بن جعفر يدعى العبد الصالح من عبادته و اجتهاده و روى اصحابنا انّه دخل مسجد رسول اللّه (صلى الله عليه واله)فسجد سجدة في أوّل الليل و سمع و هو يقول في سجوده : «عظم الذنب عندي فليحسن العفو عندك يا أهل التقوى و يا أهل المغفرة» فجعل يردّدها حتى أصبح‏ .

و في خبر انّ المأمون قال لما رأى الامام (عليه السلام) داخلا على هارون الرشيد : إذ دخل شيخ مسخّد  قد انهكته العبادة كانّه شن‏  بال قد كلم السجود وجهه و انفه .

و نقرأ في ضمن الصلوات الواردة عليه : حليف السجدة الطويلة و الدموع الغزيرة .

يقول المؤلف : تجدر الاشارة إلى بعض الروايات في مناقبه الفاخرة (عليه السلام) روى الشيخ الصدوق عن عبد اللّه القروي انّه قال : دخلت على الفضل بن الربيع و هو جالس على سطح فقال لي : ادن فدنوت حتى حاذيته ثم قال لي : أشرف على البيت في الدار فأشرفت فقال : ما ترى في البيت؟ قلت : ثوبا مطروحا فقال : انظر حسنا فتأمّلت و نظرت فتيقّنت فقلت : رجلا ساجدا.

 

فقال لي : تعرفه؟ قلت : لا قال : هذا مولاك قلت : و من مولاي؟ فقال : تتجاهل عليّ؟
فقلت : ما أتجاهل و لكنّي لا أعرف لي مولى فقال : هذا أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) انّي أتفقّده الليل و النهار فلم أجده في وقت من الاوقات الّا على الحال التي أخبرك بها انّه يصلّي الفجر فيعقّب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس و قد وكّل من يترصّد له الزوال فلست أدري متى يقول الغلام : قد زالت الشمس إذ يثب فيبتدئ بالصلاة من غير أن يجدّد وضوءا فاعلم انّه لم ينم في سجوده و لا أغفى فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر ؛ فاذا صلّى العصر سجد سجدة فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس فاذا غابت الشمس وثب من سجدته فصلّى المغرب من غير أن يحدث حدثا و لا يزال في صلاته و تعقيبه إلى أن يصلّي العتمة فاذا صلّى العتمة أفطر على شويّ يؤتى به ثم يجدّد الوضوء ثم يسجد ثم يرفع رأسه فينام نومة خفيفة ثم يقوم فيجدّد الوضوء ثم يقوم فلا يزال يصلّي في جوف الليل حتى يطلع الفجر فلست أدري متى يقول الغلام : انّ الفجر قد طلع إذ قد وثب هو لصلاة الفجر فهذا دأبه منذ حوّل إليّ .

 

فقلت : اتّق اللّه و لا تحدثنّ في أمره حدثا يكون منه زوال النعمة فقد تعلم انّه لم يفعل أحد بأحد منهم سوءا الّا كانت نعمته زائلة فقال : قد أرسلوا إليّ في غير مرّة يأمروني بقتله فلم أجبهم إلى ذلك و أعلمتهم انّي لا أفعل ذلك و لو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.