المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

علاقة علم الأجرام بالعلوم الجنائية الأخرى
4-7-2022
محمد بن محمد بن القاسم بن أحمد
13-08-2015
طاقة إضافية سريعة!
2024-09-28
عصر الرواد في العلاقات العامة- George Creel جورج كريل
15-7-2022
إعلام جديد
13-7-2019
إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها
1-7-2017


المبالغة في التضييق على العلويين  
  
3128   01:58 مساءً   التاريخ: 15-05-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص379-380.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

[قال الشيخ السبحاني : ] ان سلوك المهدي يختلف عن سلوك أبيه المنصور من عدّة جهات، ولكنّهما كانا يتشابهان من جهة واحدة وهي التضييق على العلويين والمبالغة في ذلك، وقد ورث المهدي من أبيه العداء الشديد للعلويّين، وكان لا يألو جهداً في مضايقتهم، وكانت قمعيته تتجاوز قمعية المنصور أحياناً، وكان على استعداد دائم لقمع أي حركة تظهر من جانبهم، لأنّه كان يرى في أولاد علي خطراً على سلطانه، وحارب التشيّع والقادة العلويين بشكل كبير .

وكتب المؤرّخون انّ القاسم بن مجاشع التميمي بعث عند احتضاره بوصيته إلى المهدي ليشهد فيها، ولما قرأ بعد الإقرار بوحدانية اللّه ونبوة نبي الإسلام (صلَّى الله عليه وآله) الفقرات التي يقول فيها انّ علي بن أبي طالب (عليه السَّلام ) وصي رسول اللّه ووارث الإمامة بعده، رماها من يده ولم ينظر في باقيها .

تحريم الخمر في القرآن المثال الآخر لعداء المهدي للشيعة والتشيع هو الحوار الذي دار بينه و بين الإمام موسى الكاظم في المدينة؛ وفي سنة من السنين قدم المهدي المدينة وبعد زيارة قبر النبي التقى بالإمام الكاظم وأراد أن يختبر علم الإمام ومعرفته، فتناول موضوع حرمة الخمر في القرآن وسأل: هل هي محرمة في كتاب اللّه عزّ وجلّ، فانّ الناس إنّما يعرفون النهي عنها ولا يعرفون التحريم لها ؟

فقال الإمام: بل هي محرمة في كتاب اللّه .

فقال: في أي موضع هي محرمة ؟

فقال (عليه السَّلام ) :  قول اللّه عزّوجلّ { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ } [الأعراف: 33] ثمّ بعد أن تناول عدة أشياء أُخرى حرمت في هذه الآية قال: وأمّا الإثم فانّها الخمرة بعينها، وقد قال اللّه تعالى في موضع آخر: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219] والإثم الذي ذكر انّه حرام في سورة الأعراف بشكل صريح أُريد منه الخمر والميسر في سورة البقرة، وعليه فالخمر محرم في القرآن بشكل صريح  .

انبهر المهدي بهذا الاستدلال فرأى نفسه يقول لعلي بن يقطين وقد كان حاضراً: واللّه هذه فتوى هاشمية .

فقال علي: الحمد للّه الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل البيت .

فانزعج المهدي من هذا الجواب، وهو يبتلع غضبه بصعوبة، وقال: صدقت يا رافضي .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.