المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17615 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



حقيقة ربانية السنة التاريخية ، وارتباطها باللّه سبحانه  
  
6252   09:09 صباحاً   التاريخ: 9-05-2015
المؤلف : السيد محمد باقر الصدر
الكتاب أو المصدر : السنن التاريخية في القران
الجزء والصفحة : ص70-73.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / تأملات قرآنية / هل تعلم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2014 5801
التاريخ: 2-06-2015 5701
التاريخ: 27-11-2015 6221
التاريخ: 2023-07-16 1084

ربانية السنة التاريخية ، وارتباطها باللّه سبحانه، بمعنى أن كل قانون من قوانين التاريخ، هو قرار رباني، هذا التأكيد من القرآن الكريم على ربانية السنة التاريخية وعلى طابعها الغيبي، يستهدف ربط الانسان، حتى حينما يريد أن يستفيد من القوانين الموضوعية للكون ، باللّه سبحانه ، وإشعار الانسان بأن الاستعانة بالنظام الكامل لمختلف الساحات الكونية ، والاستفادة من مختلف القوانين والسنن التي تتحكم في هذه الساحات ، ليس انعزالا عن اللّه سبحانه، لأن اللّه يمارس قدرته من خلال هذه السنن ، فهي إرادة اللّه ، وهي ممثلة لحكمة اللّه وتدبيره في الكون.

وقد يتوهم البعض أن هذا الطابع الغيبي الذي يلبسه القرآن الكريم للسنن التاريخية ، يبعد القرآن عن إطار التفسير العلمي الموضوعي للتاريخ، ويجعله يتجه اتجاه التفسير الإلهي للتاريخ ، الذي مثلته مدرسة من مدارس الفكر اللاهوتي على يد أغسطين وغيره من المفكرين المسيحيين اللاهوتيين.

لكن الحقيقة، أن هناك فرقا أساسيا بين الاتجاه القرآني في ربط سنن التاريخ بعالم الغيب، وبين ما يسمى بالتفسير الإلهي للتاريخ الذي تبناه اللاهوت. وحاصل هذا الفرق : هو أن الاتجاه اللاهوتي ، للتفسير الإلهي للتاريخ، يتناول الحادثة نفسها، ويربط هذه الحادثة باللّه سبحانه قاطعا صلتها مع بقية الحوادث ، فهو يطرح الصلة مع اللّه بديلا عن صلة الحادثة مع بقية الحوادث التي تزخر بها الساحة التاريخية ، والتي تمثل السنن والقوانين الموضوعية لهذه الساحة، بينما القرآن الكريم، لا يسبغ الطابع الغيبي على الحادثة بالذات ، لا ينتزع الحادثة التاريخية من سياقها ليربطها مباشرة بالسماء ، ولا يطرح صلة الحادثة بالسماء كبديل عن أوجه الانطباق والعلاقات والاسباب والمسببات على هذه الساحة التاريخية ، بل إنه يربط السنة التاريخية باللّه ، ويربط اوجه العلاقات والارتباطات ، فهو يقرر أولا : وجود روابط وعلاقات بين الحوادث التاريخية ، الا أن هذه الروابط والعلاقات بين الحوادث التاريخية ، هي في الحقيقة تعبير عن حكمة اللّه سبحانه وتعالى ، وحسن تقديره ، وبنائه التكويني للساحة التاريخية. اذا أردنا أن نستعين بمثال لتوضيح الفرق بين هذين الاتجاهين من الظواهر الطبيعية ، نستطيع أن نستخدم هذا المثال : قد يأتي انسان فيفسر ظاهرة المطر، التي هي ظاهرة طبيعية فيقول بأن المطر نزل بإرادة من اللّه سبحانه ، ويجعل هذه الارادة بديلا عن الأسباب الطبيعية التي نجم عنها نزول المطر، فكأن المطر حادثة لا علاقة لها ولا نسب ، وانما حادثة مفردة ترتبط مباشرة باللّه بمعزل عن تيار الحوادث ، هذا النوع من الكلام يتعارض مع التفسير العلمي لظاهرة المطر، لكن اذا جاء شخص وقال بأن ظاهرة المطر لها أسبابها وعلاقاتها وانها مرتبطة بالدورة الطبيعية للماء مثلا، الماء يتبخر فيتحول‏ إلى غاز، والغاز يتصاعد سحابا والسحاب يتحول بالتدريج الى سائل نتيجة انخفاض الحرارة فينزل المطر، الا أن هذا التسلسل السببي المتقن ، وهذه العلاقات المتشابكة بين هذه الظواهر الطبيعية ، هي تعبير عن حكمة اللّه وتدبيره وحسن رعايته . فمثل هذا الكلام لا يتعارض مع الطابع العلمي والتفسير الموضوعي لظاهرة المطر، لأننا ربطنا هنا السنة باللّه سبحانه، لا الحادثة مع عزلها عن بقية الحوادث وقطع ارتباطها مع مؤثراتها وأسبابها.

اذن ، القرآن الكريم حينما يسبغ الطابع الرباني على السنة التاريخية، لا يريد أن يتجه اتجاه التفسير الإلهي في التاريخ، ولكنه يريد أن يؤكد أن هذه السنن ليست خارجة عن قدرة اللّه سبحانه ، وانما هي تعبير وتجسيد وتحقيق لهذه القدرة ، فهي كلماته وسننه وارادته وحكمته في الكون ، لكي يبقى الانسان دائما مشدودا إلى اللّه ، لكي تبقى الصلة الوثيقة بين العلم والايمان ، فهو في نفس الوقت الذي ينظر فيه إلى هذه السنن نظرة علمية ، ينظر أيضا اليها نظرة ايمانية.

وقد بلغ القرآن الكريم في حرصه على تأكيد الطابع الموضوعي للسنن التاريخية ، وعدم جعلها مرتبطة بالصدف ، ان نفس العمليات الغيبية، أناطها في كثير من الحالات بالسنة التاريخية نفسها أيضا ، عملية الامداد الإلهي الغيبي ، الذي يساهم في كسب النصر، هذا الامداد جعله القرآن الكريم مشروطا ومرتبطا بالسنة التاريخية، وظروفها ، وهذه الروح أبعد ما تكون عن أن تكون روحا تفسر التاريخ على أساس الغيب ، وانما هي روح تفسر التاريخ على أساس المنطق والعقل والعلم.

قرأنا في ما سبق صيغة من صيغ السنن التاريخية للنص القرآني : ... {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ} [البقرة : 214]

الآن تعالوا نقرأ الآيات التي تتحدث عن الامداد لنلاحظ كيف أن هذه الآيات ربطت هذا الامداد الإلهي الغيبي بتلك السنة نفسها أيضا إذ تقول للمؤمنين.

{أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } [آل عمران : 124 - 126]. هناك إمداد إلهي غيبي ولكنه شرط بسنة التاريخ، شرط بقوله : {بَلى‏ إِنْ تَصْبِرُوا وتَتَّقُوا} اجملت هنا شروط التاريخ التي فصلت في الآيات الأخرى.

فمن الواضح إذن ، أن الطابع الرباني الذي يسبغه القرآن الكريم ، ليس بديلا عن التفسير الموضوعي ، وانما هو ربط لهذا التفسير الموضوعي باللّه سبحانه، من أجل اكمال اتجاه الاسلام نحو التوحيد بين العلم والايمان في تربية الانسان المسلم.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .