المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Natural Abundance of Isotopes
26-3-2017
Affinity Chromatography
12-2-2020
المكورات السبحية الخضراء Streptococcus viridans
2024-01-18
Nash Equilibrium
5-11-2021
هل أن أعمال الآخرين الصالحة تنفعنا ؟
1-10-2014
تفسير سورة العنكبوت من آية (3-64)
2024-01-29


كيف نتعامل مع التطور والتجديد  
  
1694   11:18 صباحاً   التاريخ: 24-1-2021
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص284-287
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-10 1830
التاريخ: 2024-02-17 1028
التاريخ: 18-7-2022 1747
التاريخ: 2024-04-13 766

ان القوة الابداعية تتجلى في الإنسان منذ نشأته الأولى، حيث يشهد التاريخ الإبداع والتغيير والتعدد والتجديد في العادات والآداب والسلوك والوسائل، وليس كل عادة هي ممدوحة ومطلوبة او هي حسنة وجميلة ، ولذا على الواعي في تجربته الاجتماعية أن يفتش عن الضوابط والمقاييس التي تفرّق بين الرديء منها والحسن وبين الصالح منها والعقيم.

ومن هذه الضوابط والمقاييس :

1ـ العقل.

2- الشرع المقدس.

3- الفطرة السليمة.

4- اجماع العقلاء.

وكما يوجد لدى الإنسان القوة الإبداعية ، كذلك لديه حالة التقليد والتأثر بالغير ، ولذا نراه يتشرّب العادات والآداب لدى الآخرين فتكون هي الجديدة عنده وان كانت قديمة لديهم ، وقد تكون مورداً لإبداعه وتطويره.

ان التقليد وغيره من الامور الغرائزية الفطرية جعلها الدين محلا لعنايته ليؤكدها ويضع لها الحدود والضوابط حتى تبقى في دائرة الهداية للإنسان إلى مصالحه.

ولذا نرى الشرع المقدس تدخّل في منع التقليد للأهل في مسألة الشرك بالله تعالى حيث قال تعالى : {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا} [لقمان: 15].

وفي مورد الآداب التي يتّبعها الأبناء وقد اشتهرت في زمانهم دون زمان أهلهم ، مَنَعَ الشرع من اكراه الأبناء على ترك تلك الآداب كما في قول الإمام علي (عليه السلام): (لا تقسروا أولادكم على آدابكم فانهم مخلوقون لزمان غير زمانكم)(1).

فان الآداب الجديدة التي لا تعارض المسلّمات والضوابط المتقدمة لا مانع منها ومن اتّباعها، لان لكل زمان آدابه وسُنَنَه وعاداته وهي قابلة للتجديد والتغيير والتطوير.

ومن هنا نرى ان التعامل مع الجديد منه ما هو ممنوع كما في التقليد في أصول الدين والمعارف الحقة وما يرجع إلى تكوين الفكرة العامة عن الكون والوجود ؛ لأنه تعطيل للعقل حيث ان العقل هو الحاكم في هذه الموارد وله أدلته القاطعة.

وكذلك ما يرجع إلى العادات السيئة والتي تشكل الضرر على الفرد والمجتمع مثل تعلم فنون السرقة او مهنة التزوير والتلاعب بالقوانين وفن السحر والشعبذة والغناء المحرم، والاستفادة من الإنترنت والسيديات وغيرهما في مجالات المشاهد المريبة والتي شكّلت اكبر وسيلة لإفساد الناس وبالأخص الشباب، إلى غير ذلك.

واما ما يرجع إلى كل جديد ومتطور يصب في مصلحة الفرد والمجتمع ووسائل الحياة مما لا محذور عليه ولا يخالف الضوابط المتقدمة فهو مسموح به وغير ممنوع، بل قد يكون واجبا كفائيا كما في الأخذ بتعاليم الطب والهندسة وكل ما يرتبط بالتكنولوجيا وبالثورة الصناعية الكبرى والتي ترجع خيراتها على صالح الإنسانية ومشروع العدالة في الأرض.

ان من الجديد (موديلات) الألبسة والاستفادة من (الستالايت) و(الإنترنت)، وهذا الجديد غزى بيوتنا وسيطر على شبابنا وفتياتنا ، ولذا يجب التنبّه منه ، لأنه ذو حدّين ، فتارة هو ضمن الضوابط الأخلاقية والشرعية ، وهذا نتعاطى معه كإبداع ومساعدٍ على انجاح التجربة الاجتماعية، وكم هو جميل ان يرى الله الجمال والاتزان على عباده؟ وكم هي النعمة على الإنسان في ان يقدر الفرد ومن أي مكان ان يتعرف على شتى العلوم والخبرات والمعارف من خلال جهاز بين يديه؟!.

واخرى يكون الجديد وسيلة لفساد الفرد والمجتمع، كما في (الموديلات ووسائل الزينة) التي أظهرت المرأة اشبه بالعارية في الطرق والمنتديات، وكما في محطات الفساد في (الإنترنت) و(الستالايت) والتي لها القدرة على قتل القيم الإنسانية – من حشمة وحياء وعفة - في نفوس الشباب والفتيات بواسطة الخلاعة والاباحية، وفتح المجال للحب والغزل بلا حدود.

وعليه فليتقِ الله كل غيور من موقعه المناسب ليدفع هذه الحملة الشرسة ضد أجيالنا، وكل فعالية لها قدرة التأثير والتوجيه (دولة، مؤسسة، مدرسة، أهل، مدرّس، رجل الوعظ والارشاد،...) فهي مدانة أمام التاريخ ان لم تنهض كقوة ممانعة للفساد وبشتى الوسائل.

وهذا الكلام عينه نقوله لمن يشاهد شاشات (التلفزة) او يتواصل مع الاخرين عبر جهاز الخليوي وغيره، لأنها أيضاً من الوسائل التي تستعمل في الحلال والمسموح وتستعمل أيضاً في وجوه لا يرضاها الشرع المقدس ولا ضمير الإنسان الواعي والحريص، وهذه لا تقل خطراً على القيم والإنسانية عن الاختلاط مع الجنس الآخر بلا ضوابط وبلا حدود مما أورثنا كثيرا من المعاناة في طريق اصلاح الإنسان والمجتمع.

______________________

1ـ قصار الجمل ،ج1، ص10.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.