يعتبر (البيان) من القضايا الرئيسية التي أولاها القرآن الكريم اهمية ظاهرة، فهو يشغل مساحة واسعة من بنية الكتاب العزيز، وقد وردت الكلمة باشتقاقاتها المختلفة المتنوعة في تضاعيف الخطاب القرآني اكثر من (240) مرة الامر الذي يؤيد اهمية الموضوع وخطورته.

المعنى اللغوي الحقيقي للمادة هو الايضاح والانكشاف والافصاح والظهور، وذلك بعد الغموض والاجمال والابهام. هذا ما يمكن ان يستجمعه الدارس من مراجعة المادة في أمهات القواميس العربيّة. قال تعالى : مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُ‏، أي اتضح وظهر. وقال تعالى : {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة : 19] اي شرح مجمله وايضاح مبهمه. وقال تعالى : ... {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة : 187] بمعنى يتضح ويظهر.

و البيان : الايضاح والكشف ... ويسمى الكلام بيانا لكشفه عن المعنى المقصود. قال تعالى : {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران : 138] ‏ أي ايضاح وكشف.