المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17989 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تجهيز وكمية محصول الارز
2024-12-19
اختبار تحلل الدنا (DNA Hydrolysis (DNase
2024-12-19
تجهيز الأرض لزراعة الارز
2024-12-19
المنقطع بالمعنى الأعم والمعضل
2024-12-19
الحديث الموقوف والمقطوع
2024-12-19
السرمية الدودية (الأقصور) (Enterobius vermicularis)
2024-12-19

الفعل المزيد بحرفين
17-02-2015
ممارسات وتطبيقات Five S Practices   5S
21-3-2021
الأفعال المنصوبة
2024-06-02
Agent Preposition
27-5-2021
SVLR and diphthongs
2024-12-16
الغلاف الجوي Atmosphere
2024-09-12


نزول القرآن لهداية الناس ووجوب التدبر فيه  
  
4222   02:41 صباحاً   التاريخ: 5-05-2015
المؤلف : علي فاني الاصفهاني
الكتاب أو المصدر : اراء حول القران
الجزء والصفحة : ص 27- 33.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-25 623
التاريخ: 2023-08-27 1052
التاريخ: 2024-09-02 414
التاريخ: 3-4-2016 5891

لا شك في أن اللّه انزل القرآن على نبيه دليلا على نبوته وبرهانا لصدقه في دعوته وجامعا لما بعثه لتبليغه فهو المعجز في أسلوبه والهادي للإنسان بمضامينه، يسير مع الخلود وينادي بنداء : {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة : 23] ، تحديا على المنكرين الشاكين في كونه كلام رب العالمين ومزيدا لإيمان أرباب اليقين ، ولم يشهد التاريخ في طول عصوره من اجترأ على الإقدام بإتيان مثله إلا رجع خائبا واعترف بعجزه.

وأما مضامينه فتتضح يوما بيوم وتتبلور في الأذهان بتطور العلوم فظاهره أنيق وباطنه عميق، يتحير العقل بأن يقرع أي باب من أبواب علومه المتنوعة وأن ينظر إلى أي جانب من جوانبه المتعددة، فهل ينظر إلى هذا السبك البديع المعجز لكل بليغ عن مباراته مع أن اللغة عبارة عن سلسلة من المواد وجملة من الهيئات منتظمة بقواعد نحوية، وهي معلومة لكل انسان عربي ومعروضة على كل طالب أجنبي فمن عرف اللغة العربية بموادها وهيئاتها وقواعدها لم يعسر عليه تركيب الجمل، فلم لم يقدم أحد على معارضة القرآن ؟ وهلا يكون هذا

إلا الإعجاز، وهل يبقى مجال للوسوسة في كونه كلام الرحمن ؟.

ثم لا يدري العاقل هل يتأمل في فصاحته وبلاغته وتمثيلاته واستعاراته وتلميحاته وترشيحاته؟ أم يتدبر في معانيه العميقة ومطالبه الراقية الدقيقة أو يدقق النظر في كيفية رعايته لسعادة الإنسان في عيشته العائلية والنظامية، ومعالجته لمشاكل الحياة مقرونا بما يسعده في الآخرة فالقرآن هو الكفيل الوحيد لسعادة النشأتين من دون تعطيل قانون من قوانين الحياة المادية أو تعطيل غريزة من الغرائز البشرية.

أم هل يتعمق في معارفه الحقة وأحكامه العادلة ونظامه السياسي والاقتصادي وأمره بالأخلاق الفاضلة ونهيه عن الصفات الرذيلة؟ أو هل ينظر إلى ما قص علينا من قصص الغابرين تذكرة وموعظة لنا في سيرتنا وسريرتنا لنأخذ منهم ما مكنهم من الارتقاء إلى المدارج العالية ونتجنب ما ورطهم في المهالك؟ فالقرآن هو الكافل لجوامع الكمال والشامل لموازين الاعتدال والجامع لقوانين العدل والاحسان والمعيار التام للأخلاق الفاضلة والمقياس العام للخصال النازلة، وهو الهادي للبشر إلى الصراط الأقوم والمرشد لهم إلى الشرع الأتم وهو المشرع للأحكام والجاعل لهم رسوم العبادة وطرق السير إلى اللّه سبحانه.

وهو الداعي إلى السعادتين والمصابح للنشأتين، المبين للحكم والحقائق والموضح للرموز والدقائق، ينبوع العلوم والفنون والصنائع، وعيبة النواميس والودائع والبدائع، موقظ الخلف بما جرى على السلف، كي يعتبر المعتبر ويتيقظ المستبصر فيعمل صالحا ولا يعيش ظالما.

فهذا الكتاب دائرة للمعارف الربانية، وخزينة للجواهر السماوية، يجب على كل انسان فطن نابه أن يتدبر في آيات القرآن لاستكشاف كنوزه واستخراج جواهره مستضيئا بأنوار أئمة الهدى ومصابيح الدجى وأعلام الورى.

و يدل على أن القرآن هاد ويجب التدبر فيه الكتاب والسنة.

أما الكتاب : فيدل على كونه هاديا قول الحق تبارك وتعالى في سورة البقرة : {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } [البقرة : 2] وفيها ايضا : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة : 185] وفي سورة الإسراء : {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ } [الإسراء : 9] وفي سورة القمر : {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر : 17].

ويدل على لزوم التدبر في القرآن قوله تعالى في سورة القمر كما مر :

{فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر : 15] ؟ وفي سورة النساء : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء : 82] ، وفي سورة محمد : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد : 24].

واما السنّة : فيدل على الأمرين - أن القرآن هاد وأنه يجب التدبر فيه - ما رواه الكليني في الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال : «إن هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدّجى فليجل جال بصره ويفتح للضياء نظره فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور» (1).

وما رواه في الكافي أيضا عن أبي عبد اللّه عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) : «أيها الناس إنكم في دار هدنة وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ويقربان كل‏ بعيد ويأتيان بكل موعود فأعدّوا الجهاز لبعد المجاز». قال : فقام المقداد بن الأسود، فقال : يا رسول اللّه وما دار الهدنة؟ قال : «دار بلاغ وانقطاع فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع وماحل مصدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق، له تخوم وعلى تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه فيه مصابيح الدجى ومنار الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة فليجل جال بصره وليبلغ الصفة نظره ينج من عطب ويتخلّص من نشب، فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلّص وقلّة التربّص» (2).

بيان- التخوم : المصاديق الخفية وما تحدث بمرور الزمان وتنطبق عليها عمومات القرآن.

ويدل على لزوم الرجوع في غوامض معاني القرآن وعويصات بطونه العميقة إلى أهل بيت النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، أخبار كثيرة منها خبر الثقلين الذي رواه أكثر من ثلاثين صحابيا عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أنه قال : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» (3). وإنكار سنده - وهو متواتر- كإنكار دلالته - وهي نص في كونهم أمناء على علم القرآن- الدالة صريحا على لزوم التمسك بعروتهم بالسؤال عن معضلاته كما أن تبديل كلمة عترتي بسنتي وإن كان سهلا على‏ المتعصب المعاند إلا أننا في غنى عن قبول المتعنتين، ثبّتنا اللّه بالقول الثابت.

ثم انه على فرض تسليمنا أن الكلمة الواردة على لسان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هي وسنتي ، نقول أن السنة الصحيحة غير المكذوبة على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) إنما هي عند وصيه وحامل علمه علي وأولاده (عليهم السلام) ، ولا تقبل السنة من أمثال أبي هريرة الذي تعرفه إذا راجعت كتاب أبي هريرة تأليف العلامة السيد شرف الدين العاملي (ره) ، وقد ظهر مما ذكرنا بطلان قول الخارجين عن طاعة علي (عليه السلام) كفانا كتاب اللّه، لوضوح الحاجة في شرح مجملات القرآن ومؤوّلاته وبطونه وغوامضه إليهم (عليه السلام)، وظهر أيضا لزوم تحصيل العلم بقواعد توجب التمكن من تفسير القرآن، فعلم التفسير من العلوم اللازمة المفيدة خلافا لمن يقول أن القرآن، واضح ولا يحتاج إلى البيان.

تبصرة

الهداية في اللغة الإرشاد، البيان ، التعريف ، الايصال ، يقال : أرشده الطريق أو إلى الطريق ، بيّنه له وعرفه به ، ويقال : هدى أو أهدي العروس إلى بعلها، زفها إليه والظاهر من التبادر الذاتي أن للهداية مفهوما عاما قابلا للانطباق على الإرشاد والإيصال معا فهو مشترك معنوي لا لفظي ، والتبادر المذكر وأيضا شاهد على عدم كون الإيصال معنى مجازيّا للهداية ، وعلى هذا يصح لنا القول بأن الهداية التي يقال لها بالفارسية- راهنمائي- حقيقة ذات مراتب ربما تجتمع وربما تفترق وربما تستلزم مرتبة منها مرتبة أخرى، فبالنسبة إلى هداية اللّه سبحانه لعباده يمكن أن نجعل لها مراتب أربع، وإن شئت قلت مصاديق أربعة :

الأولى : إعطاء ما يهدي الإنسان وإنعامه به، وهو العقل الموهوب للإنسان وهو الهادي له والحجة الباطنة، قال اللّه تعالى : ... {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات : 21] ، وهذا الهادي لا ينفك عن الإنسان ما دام حيا - لو لا العارض -

الثانية : إعطاء ما به يهتدي الإنسان وأعني به آيات التوحيد، قال اللّه تبارك وتعالى : {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} [الذاريات : 20] ، تشمل الأعضاء والجوارح ومما يهتدي به الإنسان أسلوب القرآن المعجز للبلغاء عن معارضته بالمثل ، حيث أن العاقل يقطع بكونه كلام اللّه فيعتقد بجميع العقائد الحقة.

الثالثة : بعث الرسل الهادين إلى القوانين الإلهية وإنزال الكتب بمضامينها العالية المرشدة للإنسان إلى المعارف والأحكام، وإلى هذه المرتبة يشير قوله تعالى : {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان : 3] ، وقوله تعالى : {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة : 2] ، وقوله تعالى  : {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء : 9].

الرابعة : الايصال إلى المقصود، ويشير إلى هذه المرتبة قوله تعالى :

{لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } [العنكبوت : 69] ، وقوله تعالى : {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة : 2] ، وقد تجمعت المراتب ما عدا الأولى في القرآن كما يظهر بأدنى تأمل.

(1) إنه لسبب سبكه المستحيل مماثلته يدل على كونه منزلا من اللّه على نبيّه المرسل.

(2) وبسبب معارفه وحقائقه وأحكامه يهدي الناس للتي هي أقوم.

(3) ولسبب اهتداء المتقين به واتخاذهم له دليلا على أعمالهم في السلوك الى السعادة الأبدية يكون موصلا لهم إلى الجهة- آخر أمنية العاقل- وذلك معنى : {هُدىً لِلْمُتَّقِينَ }‏.

والمرتبة الثانية من مراتب هداية القرآن تحتاج إلى التدبر الذي أمر اللّه به وهو يحتاج إلى أمور تذكر في التفسير، ومن هنا جاء دون التفسير.

______________________________

(1) الكافي : ج 1 ص 600 كتاب فضل القرآن ح 5.

(2) الكافي : ج 2 ص 598 كتاب فضل القرآن ح 2.

(3) راجع بحار الأنوار : ج 23 باب فضائل أهل البيت (عليهم السلام) ...

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .