لماذا لم يذكر الرسول الإمامة في الرسائل التي بعثها الى ملوك العالم ليدعوهم للإسلام؟ |
1347
12:40 صباحاً
التاريخ: 10-1-2021
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2021
1340
التاريخ: 10-1-2021
1515
التاريخ: 8-1-2021
1018
التاريخ: 10-1-2021
1470
|
السؤال : عندما أرسل الرسول صلى الله عليه واله الرسائل إلى قيصر الروم وملك فارس ، يدعوهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ، لم يذكر فيها الإمام علي عليه السلام إذ قال فيما معناه : « أن تشهد أنّ لا اله إلاّ الله محمّد رسول الله » ولم يضف : « علي ولي الله » ، لماذا؟
الجواب : من المعلوم لديكم أنّ أحكام الشريعة المقدّسة قد نزلت بالتدرّج ، ولم تنزل دفعة واحدة ، فإنّك تجد مثلاً أنّ النطق بالشهادتين في أوّل الدعوة مدعاة لعصمة المال والدم ، كما ورد في الأحاديث الشريفة المتضافرة : ( لا أزال أقاتل الناس حتّى يقولوا : لا إله إلاّ الله ، فإذا قالوها فقد عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على الله » (1).
ثمّ بعد نزول الفرائض وتوسّع الأحكام ، قال النبيّ صلى الله عليه واله : « من شهد أن لا إله إلاّ الله ، واستقبل قبلتنا ، وصلّى صلاتنا ، وأكل ذبيحتنا ، فهو المسلم ، له ما للمسلم ، وعليه ما على المسلم » (2).
لذا فالرسائل التي بعثها النبيّ الأعظم صلى الله عليه واله إلى رؤساء البلدان في أوّل الدعوة كانت وفق هذا السياق ، وهو إعلان التوحيد الذي أراده الله سبحانه ، بأن لا يشرك به عباده شيئاً ، والإقرار بنبوّة نبيّه محمّد صلى الله عليه واله ، الذي يعني التسليم بكُلّ ما سيبلّغه النبيّ صلى الله عليه واله للأُمّة ، ومنها ولاية علي عليه السلام التي نزل أمر الله سبحانه للنبيّ صلى الله عليه واله بالتبليغ بها في آخر الدعوة ، كما هو المعلوم في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة: 67] .
وقد جمع النبيّ صلى الله عليه واله أصحابه في ذلك الموقع الذي يقال له غدير خم في حادثة مشهورة معروفة ، ليخبرهم بأمر الله في التبليغ بولاية علي عليه السلام ، وبعد التبليغ بولايته عليه السلام نزل قوله تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة: 3] .
نعم ورد التبليغ بولاية علي عليه السلام وخلافته بعد النبيّ صلى الله عليه واله في موارد خاصّة ـ لا على نحو التبليغ العام كما جرى في غدير خم ـ كما في يوم الدار عند نزول قوله تعالى : {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ، حيث قال: النبيّ صلى الله عليه واله آخذاً بيد علي عليه السلام : « إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا » (3).
ولعلّ للتأخّر في الإبلاغ العام بولاية علي عليه السلام أسباب كثيرة ، فيها موقع سيف علي عليه السلام في الذود عن حمى الرسالة ، ووتره لكُلّ القبائل العربية بقتل أبنائها في الحروب التي واجهوا بها النبيّ صلى الله عليه واله ، ولخصائصه النفسية وقربه الشديد من رسول الله صلى الله عليه واله ، حيث جعله موضع حسد البعض وتحاملهم عليه.
لذا نجد النبيّ صلى الله عليه واله يخشى التبليغ بأمر الولاية بشكل عام ، والله سبحانه قد علم من نبيّه صلى الله عليه واله هذه الخشية ، فأخبره سبحانه بأنّه سيعصمه من الناس من حيث القتل والتكذيب عند التبليغ ، وقد وفى سبحانه لنبيّه صلى الله عليه واله بما وعده عليه ، حيث سلّم جميع الحاضرين في يوم غدير خم على الإمام علي عليه السلام بالولاية.
وقد اشتهر قول عمر في تلك الواقعة : هنيأً يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كُلّ مؤمن ومؤمنة (4).
____________
1 ـ الأُم 6 / 4 و 170 ، المصنّف للصنعاني 10 / 172 ، السنن الكبرى للنسائي 2 / 280 ، المعجم الأوسط 6 / 215 و 299 ، المعجم الكبير 20 / 63.
2 ـ صحيح البخاري 1 / 103 سنن النسائي 7 / 76 ، السنن الكبرى للنسائي 2 / 280.
3 ـ تاريخ مدينة دمشق 42 / 49 ، تاريخ الأُمم والملوك 2 / 63 ، شرح نهج البلاغة 13 / 211 ، جواهر المطالب 1 / 80 ، جامع البيان 19 / 149 ، شواهد التنزيل 1 / 486 ، تفسير القرآن العظيم 3 / 364 ، السيرة النبوية لابن كثير 1 / 459 ، كنز العمّال 13 / 133.
4 ـ مسند أحمد 4 / 281 ، المصنّف لابن أبي شيبة 7 / 503 ، شرح نهج البلاغة 5 / 8 ، نظم درر السمطين : 109 ، كنز العمّال 13 / 134 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 222 ، البداية والنهاية 5 / 229 ، السيرة النبوية لابن كثير 4 / 417 ، جواهر المطالب 1 / 84.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|