أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2017
2068
التاريخ: 2023-05-30
1196
التاريخ: 7-9-2019
2085
التاريخ: 27-12-2016
2466
|
لماذا اختلاف الناس حول الديانات الإلهية؟
الجواب :
إن الله فتح كل أبواب رحمته على الإنسان وأعطاه الهداية الفطرية التكوينية والعقلية والهداية التشريعية حتى يتأهل لدار الآخرة دار القرار ودار لقاء الله تعالى ودار الخلود.
وقد طوق الله سبحانه عباده بكل انواع ألطافه حتى لا يزيح عن الصراط المستقيم وهو طريق الدين وطريق الآخرة.
إن أي انحراف يوجد في الفرد والمجتمع هو من صنيعة الإنسان وتحديه للقدرة الإلهية، وهو يتحمل كامل المسؤولية أمام المساءلة يوم القيامة بين يدي الله تعالى.
إن الدين الإلهي جاء مكمّلاً ومتكاملاً مع الفطرة والعقل ومن المستحيلات أن يصطدم معها.
ولو اتبع الناس أوامر الشرع المقدس لوصلوا إلى مبتغاهم من السعادتين في الدنيا والآخرة كما قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} [المائدة: 65، 66].
ان الانحراف الشرير في الإنسان امتد حتى لتحريف الوحي الإلهي التشريعي والتلاعب بعقائد الناس وتضليلهم، وبقيت الاصول العقلية التي لم يقدروا على التلاعب فيها وهي :
1ـ وجود خالق الكون.
2- بعثة السفراء والانبياء إلى الخلق.
3- يوم البعث والجزاء.
لأن هذه الثلاثة من الأمور التي يبتُ فيها العقل بقوَّة وقاطعية. ولكنَّ اليد الأثيمة تلاعب في أمور كالوحدانية وصفات المولى جلّ شأنه وصفات الرسل والانبياء وفي تفاصيل التشريع الإلهي كتابا وسنة نبوية.
وتلاعب الأشرار في تصنيف الشرائع الإلهية على خلاف الارادة التشريعية لله سبحانه، فهؤلاء وقفوا على هذه الديانة واولئك على تلك وهكذا كان، فتفرقوا حول ما جاء ليجمعهم ويوحدهم.
إن الديانات الإلهية جاءت متدرجة في مشروع الدين الواحد من أجل مراعاة الظروف المرحلية للناس وقابلياتهم، وكلما جاءت شريعة نسخت السابقة، وكانت السابقة ذات برنامج تمهيدي لتقبل الشريعة اللاحقة حتى جاء الإسلام العزيز بالشريعة الكاملة والخالدة ونسخت كل الديانات السابقة، وكان على الناس اتباعها واختيارها كدين واحد عالمي لكل الشعوب والملل ولكل الازمان إلى يوم القيامة، كما قال تعالى :{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19] و {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 83].
ولضمانة هذه الهداية تكفَّل الله سبحانه بعدم وقوع التحريف للكتاب العزيز القرآن الكريم كما قال تعالى :{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
إن الذي حدث في الكتب الإلهية السابقة هو من دخالة الأهواء والأضاليل عبر النفس الأمّارة بالسوء وعبر من نذر نفسه مع الشيطان الرجيم للصد عن سبيل الله تعالى، ثم اتّسعت الأضاليل وقام على حمايتها دول ومؤسسات ودعايات. كما قال تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة: 1 - 4].
إن وضع الديانات الإلهية والشرائع النازلة على البشر أشبه بمشروع تعليمي عام تضعه الدولة لكل أفراد الشعب يتدرَّج المشروع في سنوات دراسية وشهادات متدرجة كل شهادة تهيّأ لتقبُّل المرحلة والشهادة المقبلة، وكل شهادة لاحقة تنسخ الشهادة السابقة وتعطّل مفعولها، وكل من يتأهل للشهادة المقبلة يلتزم بها وبآثارها ولوازمها ولا يحق له التمسك بالشهادة السابقة إلا من باب الشهادة الإفتخارية كسند لدراسته الاكاديمية.
نعم من يترك التعصُّب الاعمى وينظر بعين العقل والرشد لا يرى الخلاف مبرِّرا للاختلاف أبداً، ولسوف يهديه رشده إلى رؤية الحقيقة، كأيّ جامعي محقّق يدرس النظريات المعقدة والمتباينة ليحكم على الصحيح بالصحة ليتبناه.
نعم، إن طرح الحوار بين الديانات هو السبيل الذي سيفتح الباب واسعاً أمام المتطلعين إلى الحقيقة ويغلق كل نوافذ الفتن بين الأديان باسم التعصب الأعمى وباسم حب السيطرة والحفاظ على المصالح الضيقة، ويعيد الرؤية الحقيقية للأديان السماوية وهي التكامل مع بعضها البعض والعمل بما تقتضيه الديانة الخاتمة والأخيرة لمصلحة الإنسان في تجربته الاجتماعية الرائدة والهادفة.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|