المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02

ضمانات المتهم في التوقيف
29-7-2022
أثر السرعة على أصل البراءة خلال مرحلة التحقيق الابتدائي
2023-03-16
علي بن بسَّام
29-06-2015
معالم (features)
14-9-2020
سرية أبي عبيدة بن الجرّاح إلى القصّة
11-12-2014
تفسير آية (142-145) من سورة الأعراف
20-6-2019


الديانات الإلهية  
  
2316   11:37 صباحاً   التاريخ: 26-12-2020
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص179-182
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2017 2068
التاريخ: 2023-05-30 1196
التاريخ: 7-9-2019 2085
التاريخ: 27-12-2016 2466

لماذا اختلاف الناس حول الديانات الإلهية؟

الجواب :

إن الله فتح كل أبواب رحمته على الإنسان وأعطاه الهداية الفطرية التكوينية والعقلية والهداية التشريعية حتى يتأهل لدار الآخرة دار القرار ودار لقاء الله تعالى ودار الخلود.

وقد طوق الله سبحانه عباده بكل انواع ألطافه حتى لا يزيح عن الصراط المستقيم وهو طريق الدين وطريق الآخرة.

إن أي انحراف يوجد في الفرد والمجتمع هو من صنيعة الإنسان وتحديه للقدرة الإلهية، وهو يتحمل كامل المسؤولية أمام المساءلة يوم القيامة بين يدي الله تعالى.

إن الدين الإلهي جاء مكمّلاً ومتكاملاً مع الفطرة والعقل ومن المستحيلات أن يصطدم معها.

ولو اتبع الناس أوامر الشرع المقدس لوصلوا إلى مبتغاهم من السعادتين في الدنيا والآخرة كما قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} [المائدة: 65، 66].

ان الانحراف الشرير في الإنسان امتد حتى لتحريف الوحي الإلهي التشريعي والتلاعب بعقائد الناس وتضليلهم، وبقيت الاصول العقلية التي لم يقدروا على التلاعب فيها وهي :

1ـ وجود خالق الكون.

2- بعثة السفراء والانبياء إلى الخلق.

3- يوم البعث والجزاء.

لأن هذه الثلاثة من الأمور التي يبتُ فيها العقل بقوَّة وقاطعية. ولكنَّ اليد الأثيمة تلاعب في أمور كالوحدانية وصفات المولى جلّ شأنه وصفات الرسل والانبياء وفي تفاصيل التشريع الإلهي كتابا وسنة نبوية.

وتلاعب الأشرار في تصنيف الشرائع الإلهية على خلاف الارادة التشريعية لله سبحانه، فهؤلاء وقفوا على هذه الديانة واولئك على تلك وهكذا كان، فتفرقوا حول ما جاء ليجمعهم ويوحدهم.

إن الديانات الإلهية جاءت متدرجة في مشروع الدين الواحد من أجل مراعاة الظروف المرحلية للناس وقابلياتهم، وكلما جاءت شريعة نسخت السابقة، وكانت السابقة ذات برنامج تمهيدي لتقبل الشريعة اللاحقة حتى جاء الإسلام العزيز بالشريعة الكاملة والخالدة ونسخت كل الديانات السابقة، وكان على الناس اتباعها واختيارها كدين واحد عالمي لكل الشعوب والملل ولكل الازمان إلى يوم القيامة، كما قال تعالى :{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19] و {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 83].

ولضمانة هذه الهداية تكفَّل الله سبحانه بعدم وقوع التحريف للكتاب العزيز القرآن الكريم كما قال تعالى :{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].

إن الذي حدث في الكتب الإلهية السابقة هو من دخالة الأهواء والأضاليل عبر النفس الأمّارة بالسوء وعبر من نذر نفسه مع الشيطان الرجيم للصد عن سبيل الله تعالى، ثم اتّسعت الأضاليل وقام على حمايتها دول ومؤسسات ودعايات. كما قال تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة: 1 - 4].

إن وضع الديانات الإلهية والشرائع النازلة على البشر أشبه بمشروع تعليمي عام تضعه الدولة لكل أفراد الشعب يتدرَّج المشروع في سنوات دراسية وشهادات متدرجة كل شهادة تهيّأ لتقبُّل المرحلة والشهادة المقبلة، وكل شهادة لاحقة تنسخ الشهادة السابقة وتعطّل مفعولها، وكل من يتأهل للشهادة المقبلة يلتزم بها وبآثارها ولوازمها ولا يحق له التمسك بالشهادة السابقة إلا من باب الشهادة الإفتخارية كسند لدراسته الاكاديمية.

نعم من يترك التعصُّب الاعمى وينظر بعين العقل والرشد لا يرى الخلاف مبرِّرا للاختلاف أبداً، ولسوف يهديه رشده إلى رؤية الحقيقة، كأيّ جامعي محقّق يدرس النظريات المعقدة والمتباينة ليحكم على الصحيح بالصحة ليتبناه.

نعم، إن طرح الحوار بين الديانات هو السبيل الذي سيفتح الباب واسعاً أمام المتطلعين إلى الحقيقة ويغلق كل نوافذ الفتن بين الأديان باسم التعصب الأعمى وباسم حب السيطرة والحفاظ على المصالح الضيقة، ويعيد الرؤية الحقيقية للأديان السماوية وهي التكامل مع بعضها البعض والعمل بما تقتضيه الديانة الخاتمة والأخيرة لمصلحة الإنسان في تجربته الاجتماعية الرائدة والهادفة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.