الطرطوفة (المازة)

تعرف الطرطوفة - أيضا - باسم المازة، وتسمى في الإنجليزية Jerusalem Artichoke، و Girasole ، واسمها العلمي Heliot his tuberosum. يعتقد أن موطن الطرطوفة في أمريكا الشمالية، حيث زرعها الهنود الحمر قبل وصول المستكشفين الأوائل إليها. وقد نقلت إلى أوروبا منذ نهاية القرن السادس عشر. تزرع الطرطوفة لأجل درناتها التي تطهي كخضر، وتصنع منها المخللات.

تعد الطرطوفة من الخضر الغنية - نسبيا - بالحديد، والفوسفور ، والثيامين ، والنياسين ، وتوجد معظم المواد الكربوهيدراتية (16٫7 ٪) في درنات الطرطوفة الحديثة الحصاد على صورة أنيولين inulin، يتحول بالتدريج الى سكر أثناء التخزين؛ لذا فإن عدد السعرات الحرارية التي توجد بكل ۱۰۰ جم من الدرنات يتراوح من 7 سعرات - في الدرنات الحديثة الحصاد - إلى 75 سعرا حراريا بعد التخزين لفترة طويلة.

وتعتبر الطرطوفة الحديثة الحصاد غذاء مناسبة لمرضى السكر، وذلك لأن الأنيولين - وهو الصورة الرئيسية للمواد الكربوهيدراتية المخزنة بالدرنات - عبارة عن مركب ذي وزن جزيئي صغير ، يعطى عند تحلله سكر الفراكتوز . كما يمكن أن تستخدم الدرنات في تصنيع الكحول الذي ينتج بنسبة ۷-۸٪ من وزن الدرنات عند تخمرها.

الوصف النباتي

إن الطرطوفة نبات عشبي معمر، ولكن تجدد زراعته في مصر سنويا. تنمو الساق الهوائية للنبات قائمة بارتفاع 1-3 أمتار، وهي متفرعة، وتوجد عليها شعيرات شوكية كثيفة. كما ينتج النبات درنات عبارة عن سيقان أرضية خازنة للغذاء، تتصل بجزء الساق الرئيسي للنبات الموجود تحت سطح التربة بواسطة مدادات أرضية stolons، يتراوح طولها من ۱۰-۲۰ سم. وهذه الدرنات غير منتظمة الشكل، ويتباين لونها الخارجي بين الأبيض والأحمر.

تحمل الأوراق متقابلة على الساق، وقد تصبح متبادلة في جزئها العلوي ، وهي بسيطة وبيضاوية الشكل ، مسننة الحافة ، خشنة الملمس ، خاصة في سطحها العلوي . وتقل الأوراق في الحجم مع الاتجاه لأعلى على الساق.

تحمل الأزهار في نورات مركبة هامة كبيرة ، يبلغ قطرها 5-7 سم ذات لون أصفر فاتح. والأزهار صغيرة صفراء وعقيمة.

الأصناف

يوجد صنفان رئيسيان من الطرطوفة في مصر: هما :

١- الإنجليزي :

الدرنات وردية اللون من الخارج ، صغيرة الحجم نوعا ما، غير منتظمة الشكل ، ولا تتحمل التخزين.

۲- الفرنساوي :

الدرنات لونها أبيض مائل للأصفر من الخارج ، كبيرة وعيونها قليلة ، وتتحمل التخزين . ويعتبر هذا الصنف أكثر انتشارا في الزراعة المصرية من الصنف الإنجليزي ، وأكثر منه محصولا.

الاحتياجات البيئية

تنمو الطرطوفة جيدا في أنواع كثيرة من الأراضي، وتتحمل الزراعة في الأراضي الفقيرة ، ولكن تفضل زراعتها في الأراضي الخصبة الجيدة الصرف ، خاصة الطميية الرملية ؛ حيث لا تلتصق حبيبات التربة بالدرنات عند الحصاد.

وتعتبر الطرطوفة نبات صيفي لا يتحمل الصقيع ؛ حيث يحتاج إلى موسم نمو دافئ ، لا يقل عن خمسة أشهر، ويناسب النمو النباتي حرارة تتراوح من 18 - 26°م .

طرق التكاثر والزراعة

تتكاثر الطرطوفة بالدرنات الكاملة أو المجزأة؛ بحيث يكون وزن قطعة التقاوي حوالي 60 جم، ويلزم لزراعة الفدان نحو طن من الدرنات. تكون الزراعة على الريشة الشمالية أو الغربية لخطوط بعرض ۸۰-۹۰ سم (أي يكون التخطيط بمعدل ۸-۹ خطوط في القصبتين)، في جور تبعد عن بعضها البعض بمسافة 30 سم، وعلى عمق 5-10 سم. تفضل الزراعة بالطريقة العفير (أي الزراعة في التربة الجافة ثم الري) في الأراضي الخفيفة، وبالطريقة الحراثي (أي الزراعة في التربة المستحرثة؛ وهي التربة التي سبق ريها، ثم تركت إلى أن أصبح محتواها الرطوبى حوالي 50% من الرطوبة عند السعة الحقلية في الأراضي الثقيلة.

وتزرع الطرطوفة في مصر من فبراير إلى أبريل، وتفضل الزراعة المبكرة.

عمليات الخدمة

أهم عمليات الخدمة التي تجرى لحقول الطرطوفة ما يلي:

١- العزق:

يكون العزق سطحيا؛ ويجري بغرض التخلص من الحشائش، وتغطية السماد، مع نقل جزء من تراب الريشة (جانب الخط) البطالة (غير المستخدمة في الزراعة) إلى الريشة العمالة (المستخدمة في الزراعة). يجب أن يكون النبات في وسط الخط بعد العزقة الأخيرة. ويتوقف العزق مبكرا؛ لأن نباتات الطرطوفة تعد منافسة قوية للحشائش.

۲- الري:

يراعى انتظام الري، وتوفير الرطوبة الأرضية المناسبة لاستمرار نمو النبات، مع التوقف عن الري قبل الحصاد بنحو ۲-۳ أسابيع.

٣- التسميد:

تسمد الطرطوفة بمعدل ۱۰-۲۰ م3 من السماد العضوي للفدان، تضاف أثناء إعداد الأرض الزراعة مع ۲۰۰ كجم سلفات نشادر ، و250 كجم سوبر فوسفات الكالسيوم ، و75 كجم سلفات بوتاسيوم تضاف على دفعتين : الأولى بعد الإنبات بنحو شهر ، والثانية بعد شهرين من الأولى .

الفسيولوجي

تعتبر الطرفوفة من نباتات النهار القصير بالنسبة لتكوين الدرنات.

وتدخل الدرنات في طور سكون يستمر لمدة خمسة أشهر بعد الحصاد. ويمكن - إذا رغب في زراعة الدرنات بعد حصادها مباشرة - كسر حالة السكون بإحدى المعاملات التالية :

1- غمر الدرنات لمدة يوم في محلول ثيوريا Tiourea بتركيز 5٪.

2- غمس الدرنات في محلول إيثيلين كلورو هيدرن Ethylene Chlorohydren، ثم تعريضها الأبخرة المركب لمدة يوم.

3- تعريض الدرنات لأبخرة ثاني كبريتيد الكربون Carbon Disulfide، بتركيز ۳۵۰۰۰:۱ لمدة يوم.

النضج والحصاد والمحصول

تكون درنات الطرطوفة جاهزة للحصاد بعد نحو 5-6 أشهر من الزراعة، وأهم علامات النضج هي اصفرار الأوراق، وجفاف السيقان الهوائية، واكتمال تكوين الدرنات. ويجرى الحصاد بتقطيع السيقان الهوائية أولا، ثم تقليع الدرنات بالفأس. ويصعب إجراء الحصاد اليا لانتشار الدرنات في مساحة كبيرة حول النبات، ويتراوح محصول الفدان من 5-10 أطنان، ويمكن أن يصل إلى 15 طنا في الزراعات الجيدة.

هذا.. ولا توجد على سطح درنات الطرفوفة طبقة فلينية واقية كتلك التي تتكون بدرنات البطاطس، وإنما تكون مغطاة بطبقة جلدية رقيقة يسهل خدشها، ويكون من السهل فقدان الرطوبة من خلالها؛ لذا فإنها تفقد رطوبتها بسرعة في درجات الحرارة العالية. ويمكن تخزين الدرنات بحالة جيدة لمدة ۲-5 شهور في درجة الصفر المئوي، ورطوبة نسبية ۹۰ – ۹۵%.