أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-07
1472
التاريخ: 24-7-2016
3384
التاريخ: 7-3-2022
1973
التاريخ: 2-9-2018
1876
|
Mood Disorders تتسم الاضطرابات الوجدانية أو اضطرابات المزاج بهبوط (اكتئاب حزن) ، أو ارتفاع (ابتهاج أو مرح) مرضى في المزاج يستمر لأسبوع أو أكثر. هذا التغير في المزاج يمكن أن يحدث نتيجة لضغوط بيئية واضحة أو بدون ذلك. وغالباً ما يصاحب اضطراب المزاج بتغير واضح في التفكير والسلوك والنوم وتقدير الذات.
ينقسم اضطراب المزاج إلى قسمين:
1ـ اضطرابات الاكتئاب .
2ـ اضطرابات وجدانية ثنائية القطبين .
1ـ اضطرابات الاكتئاب . (Depressive disorders)
يجب أولاً التفريق بين مشاعر الحزن التي تعتري الإنسان من وقت لآخر لعوامل خارجية محزنة أو مؤلمة تزول في ساعات أو على مدى يوم أو يومين ، ومرض الاكتئاب الذي يستمر لأشهر لو لم يكن هنالك تدخل علاجي. النساء أكثر احتمالاً للإصابة بمرض الاكتئاب مقارنة بالرجل قد تصل لأكثر من الضعفين. فاحتمال الإصابة بالمرض في مرحلة ما من مراحل الحياة تقدر ب 5 – 10 % في الرجال و 10 – 20% بين النساء .
وقد تحدث العارضة الاكتئابية الأولى فيما بين الـ 20 – 30 من العمر ولكن قد تحدث في سن الطفولة أو الكهولة لأول مرة .
1ـ الاضطراب الاكتئابي الرئيسي :
(Majordpressivedisorder) (عارضة وحيدة). تتصف بمزاج مكتئب أو حزين معظم اليوم وفي كل يوم وغالباً ما يصف المريض حالته بالحزن أو الكآبة أو اليأس والتشاؤم. وقد يلاحظ عليه الآخرون ذلك خاصة عندما ينفجر باكياً بمجرد السؤال عن حاله.
من الأعراض الأخرى لمريض الاكتئاب :
• عدم أو قلة اهتمام الفرد بالأمور الحياتية أو الشخصية مقارنة بما كان عليه الحال في السابقة أو عدم شعور بالاستمتاع أو باللذة بالأشياء التي كان يحب ممارستها والاستمتاع بها .
• تغيير كبير في الشهية للطعام وبالتالي الوزن أما بالزيادة أو النقصان بنسب 5% في شهر .
• أرق أو زيادة في النوم .
• هياج أو بطء نفسي حركي . أي قد يكون المريض متهيجا أو ساكنا بطيء الحركة .
• الشعور بالفتور والإرهاق أو نقصان الطاقة .
• صعوبة القدرة على التركيز أو الانتباه وصعوبة اتخاذ القرار .
• الشعور بالدونية وعدم القيمة أو الأهمية وافتقاد الثقة بالنفس والمبالغة في الشعور بالذنب أو تأنيب الضمير .
• التفكير في الموت أو الانتحار أو التخطيط له أو محاولته .
• أعراض قلق وتوتر .
شكاوي جسدية كالصداع وعسر الهضم والشعور بالانتفاخ وآلام جسدية هذا ويتطلب التشخيص أن تكون هذه الأعراض مستمرة معظم اليوم وكل يوم لمدة اسبوعين على الأقل ، وأقل من ذلك في حالة كون الأعراض شديدة ومتكاملة. وتسبب هذه الأعراض كرباً شديداً أو تدهوراً ملحوظا في أداء المريض المهني أو الاجتماعي أو الأسري أو في مستوى العناية بذاته. وعلى حسب حدة المرض تنقسم العارضة الاكتئابية إلى عارضة شديدة ومتوسطة وخفيفة. فالعارضة الاكتئابية الشديدة قد تتطلب إدخال المريض القسم الداخلي لعلاجه لكون الأعراض المرضية شديدة للغاية مع احتمال إيذاء المريض لنفسه أو انهاء حياته بالانتحار أو رفضه لتناول العلاج أو الطعام أو الشراب .
غالبا ما تصاحب عارضة الاكتئاب الشديد الأعراض الآتية :
* أعراض ذهانية :
التوهمات: التوهمات الملائمة للحالة الاكتئابية منها توهم ارتكاب ذنب أو خطيئة أو أثم وقد يعتقد انه مسؤول عن كل خطأ يحدث من الآخرين حتى الكوارث الطبيعية. وقد تكون هنالك توهمات اضطهادية كأن يعتقد جازماً بأن هناك من يتجسس عليه وعلى عائلته وبترصده مضمرا له او لهم السوء. أو بتوهمات العدم كأن يعتقد أن عضوا من أعضاء جسمه كمخه أو أمعائه أو دورته الدموية قد تعطلت أو اختفت. وكذلك قد يتوهم الفقر والإفلاس. توهم المرض العضوي قد يشمل السرطان أو مرض الأيدز أو مرض السكري. وقد يتوهم المريض انه مسحور أو معيون. الهلاوس (الهلاسات) الهلاوس الملائمة للحالة الاكتئابية منها الهلاوس البصرية والسمعية. الهلاوس السمعية هي الغالبة مثالا كأن يسمع صوتا يشتمه أو ينتقده ويصفه بعدم قيمته أو عدم فائدته لأحد وعدم كفاءته للقيام بما هو موكل إليه ، أو عدم استحقاقه للحياة وخير له وللجميع أن يموت. وقد يتهمه الصوت بارتكاب كثير من المعاصي والذنوب. وأما الهلاوس الشمية فقد يشتم روائح كريهة يكون مصدرها جسده أو فمه او في أماكن تواجده. أما الذوقية مثلا توهم مذاق غريب في طعامه قد يعتقد انه سما وضع لإنهاء حياته.
• اعراض جمودية (كتتونية) جمود حركي ونفسي: حيث يكون المريض ساكناً لا يحرك جسده وصامتاً ولا يستجيب للمنبهات الخارجية ، أي في حالة ذهول أو سبات اكتئابي. فرط نشاط حركي لا هدف منه .
• سلبية مفرطة لجميع التعليمات .
• المحافظة على وضعية صلبة تقاوم تحريكها أو اتخاذ وضعيات شاذة أو القيام بحركات غريبة.
• الخرس أو الصمت التام .
• فقدان البصيرة : لا يعتقد المريض انه مريض وفي حاجة لزيارة الطبيب لتشخيص مرضه ووصف العلاج اللازم لكي يتعاطاه ليشفى. بدلاً من ذلك فقد يعتقد انه مسحور أو معيون أو تحت السيطرة لقوى خارجية مثلا ، شيطانية . لذلك يجد الأهل صعوبة أخذه للطبيب لعلاجه وقد يضطر الطبيب لإدخاله المستشفى ضد رغبته .
1ـ اضطراب اكتئابي رئيسي مزمن . (Chronic dep . disorder)
2ـ في هذه الحالة تستمر نوبة الاكتئاب لأكثر من سنتين مع وجود كل الأعراض الاكتئابية .
3ـ الاضطراب الاكتئابي الرئيسي الناكس (Recurrentdep Disorder) هنا يتعرض المريض إلى عارضتين أو أكثر من اضطراب اكتئابي رئيسي ويتطلب التشخيص أن يكون الفاصل الزمني بين عارضة وأخرى شهران متتابعان على الأقل وأن تكون المعايير الخاصة بالعارضة الاكتئابية الرئيسية موجودة .
4ـ اضطراب اكتئابي قصير المدة وناكس: (Minordep . disorder) هنا تنتاب الشخص
عوارض اكتئابية تدوم من يوم لأسبوعين تحدث مرة واحدة في الشهر على الأقل وتدوم 12 شهراً لا علاقة لها بالدورة الشهرية .
5ـ اضطراب الاكتئاب العصابي: (Dysthymicdisorder) يتميز بمزاج اكتئابي معظم اليوم وأغلب الأيام ويستمر لسنتين أو أكثر عند الاطفال والمراهقين قد يكون المزاج متهيجا لمدة لا تقل عن سنة. الاعراض تشمل ضعف أو شراهة الشهية ، الأرق أو فرطه ، فتور أو طاقة منخفضة ، ضعف اعتبار الذات ، ضعف التركيز والانتباه ، صعوبة اتخاذ القرار. مع مشاعر اليأس هذه الأعراض تؤثر سلباً على أداء المريض المهني الاجتماعي أو يعاني منها بصورة واضحة. ويتطلب التشخيص عدم وجود عارضة اكتئاب رئيسية في السنتين الاوليتين .
الأسباب: عدة عوامل نفسية وبيولوجية وبيئية ووراثية مجتمعة تهيأ الفرد للإصابة بالمرض في حالة وجود الظروف المناسبة .
العامل الوراثي: يلعب دوراً مهماً. بعض الدراسات أظهرت في حالة ، كون أحد الوالدين مصاباً بالاكتئاب فالنسبة بين الأبناء تقدر ب 12 إلى 20% .
النواقل العصبية: (Neurotransmitter) مواد كيميائية تتواجد في الدماغ مهمتها توصيل الإشارات بين خلايا المخ منها (السيروتونين والنورادرنالين) . قد يحدث اضطراب أو نقص في هذين الناقلين يؤدي للمرض .
اضطراب في الغدد الصماء: مثلا المصابون بالقصور في الغدة الدرقية أو اضطراب الغدة الكظرية والغدة النخامية مع ارتفاع إفراز (الكورتزول) .
الجهاز العصبي: المصابون ببعض أمراض الجهاز العصبي مثلا مرض (باركنسون) وأورام وإصابات المخ قد تهيأ للاكتئاب .
ـ عوامل نفسية :
• سوء استغلال أو إيذاء عاطفي أو بدني... أو حرمان عاطفي في مرحلة الطفولة .
• فقد احد الوالدين في مرحلة الطفولة .
• صراعات نفسية داخلية .
• اسباب بيئية .
• ضغوط أو احباطات مستمرة .
• أحداث حياتية صعبة . مثلاً وفاة ، طلاق ، فقد أو ضغوط مهنية .
ـ العلاج :
العلاج : بالعقاقير من الأدوية أكثر استعمالا :
مضادات اكتئاب ثلاثية الحلقة: (Tricyclics) تمنع عودة النقاط النواقل العصبية (النورادرنالين والسيروتونين) منا تشابك العصبي. من بينها التوفرانيل والتريتزول. قل استعمالها في الآونة الأخيرة لأعراضها الجانبية التي من بينها جفاف الفم ، زغللة في العين، أو اضطراب الرؤية ، إمساك ، احتباس بولي خاصة عند المسنين ، تسرع ضربات القلب ، وزيادة الوزن، ومشاكل جنسية لدى الرجال . ويتجنب استعمالها في حالة كون المريض يعاني من مشكلات في القلب أو يعاني من حالة صرع أو يعاني من قلوكوما العين . مثبطات إعادة اخذ (السيروتونين) الانتقائية (SSRIs) تعمل عن طريق حصر عودة أو إعادة التقاط الناقل العصبي (سيروتونين) من التشابك العصبي. آثارها الجانبية أكثر احتمالاً وتتركز في بداية الاستعمال من بينها اضطرابات هضمية كالغثيان والإسهال أو الإمساك والصداع والقلق واضطراب المريض النوم وزيادة الوزن ومشاكل جنسية لدى الرجال.
• ينصح المريض بالاستمرار على العلاج بمضادات الاكتئاب لمدة 6 – 9 اشهر للعارضة الأولى ولعامين على الأقل في حالة الانتكاس المتكرر .
• إذا استعمل الدواء بجرعة مناسبة ولفترة مناسبة تكون هناك استجابة بنسبة 70 إلى 80 % في المائة .
• احتمال الانتكاس يقدر ب 50% بعد العارضة الأولى و 70 % بعد عارضتين ، و 90% بعد العارضة الثالثة .
• لذلك ولتجنب الانتكاس يستحسن اخذ العلاج لفترة طويلة .
• يجب على المريض أو عائلته التعرف على أعراض بداية الانتكاس مثلا اضطراب النوم أو العصبية الزائدة ، لكي يبدأ المريض العلاج مبكرا. التبكير في تناول العلاج يسيطر على العارضة قبل استفحالها. وقد نلاحظ من سير المرض التالي :
• نجد نوبة وحيدة لا تتكرر في 10 إلى 15 % من الحالات .
• 10 إلى 15 % من الحالات يتحول الاضطراب إلى شكل مزمن .
• في 70 إلى 80 % من الحالات نجد نكس متكرر .
العلاج النفسي (Psychotherapy) :
من أهمها العلاج المعرفي السلوكي: مريض الاكتئاب يضمر معتقدات سلبية تشاؤمية حول نفسه وعالمه ومستقبله ويميل إلى النقد الذاتي مما يجعله يشعر بالذنب بدون مبرر. العلاج السلوكي المعرفي يساعده على إعادة اللوم إلى المصادر الحقيقية وبذلك ينتفي شعوره بالذنب .
علاج تشخيصي : (Interpersonal therapy)
مساعدة المريض على تحسين علاقاته الشخصية بمن حوله. علاج نفسي داعم (Supportivetherapy) يتضمن تشجيع المريض على التكيف مع حالته المرضية مع مساندته وطمأنته ونصحه وإرشاده .
علاج اجتماعي :
تأمين الدعم والاجتماعي مع المساعدة في إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل المهنية والعائلية والاجتماعية التي خلفتها حالته المرضية .
علاج بالجلسات الكهربائية : Electroconvulsivetherapy
تتم بتمرير تيار كهربائي ضعيف على الصدقين تحت التخدير على 6 – 10 جلسات بواقع جلستين أو ثلاثة أسبوعياً. ويعتقد انها تشفى عن طريق إعادة التوازن إلى الناقلات والمستقبلات العصبية .
العلاج ذو فعالية في حالة الاكتئاب الشديد المصاحب بالبطء النفسي الحركي الشديد الذي يصل إلى مرحلة الذهول أو السبات ، توهمات ، أفكار أو محاولات انتحارية ، رفض المريض للأكل والشرب وتناول العلاج .
2ـ الاضطرابات الوجدانية ثنائية القطبين (Bipolar disorders) يتصف المرض بتأرجح كبير في المزاج بين فرح أو هياج أو هوس إلى مزاج اكتئابي حزين ، أي من عارضة هوس أو تحت الهوس إلى عارضة اكتئابية ويصاحب ذلك تبدل كبير في الطاقة والسلوك والتفكير مع اعتبار الذات. يصيب المرض الجنسين بالتساوي وتحدث أول عارضة في سن المراهقة أو بداية الرجولة ولكن قد تحدث بعض الحالات في سن الطفولة أو متأخراً في الكهولة.
الاستعداد الوراثي أكثر وضوحا مقارنة باضطرابات الاكتئاب . قد يبدأ المرض بنوبة اكتئاب يتعافى منها المريض ثم تتلو ذلك نوبة هوس أو تحت الهوس ومن ثم تتوالى النوبات ما لم تتم السيطرة عليه بالعلاج المنتظم في بعض الحالات تكون معظم النوبات هوسية وذلك في حوالي 10 إلى 20 % من الحالات . يشخص المرض بالاضطراب ثنائي القطبين في حالة حدوث :
• نوبة هوس ( أو نوبة تحت الهوس) مع نوبة اكتئاب .
• نوبتان هوستيان .
• نوبة هوس مع نوبة تحت الهوس .
1ـ عارضة هوسية : "Manicepisode" تتصف بارتفاع بالغ في المزاج إلى مزاج متهيج أو متعاظم أو صلف يدوم على الأقل لمدة اسبوع مع الاعراض التالية .
• تقدير أو اعتداد متعاظم للذات مع الثقة الزائدة بالنفس والتباهي بالانجازات والإمكانيات البدنية والعقلية والمادية والجنسية .
• حاجة محدودة للنوم قد تكون ثلاثة ساعات يوميا .
• تسارع الأفكار أو هروبها قد يؤدي إلى اضطراب الكلام والثرثرة .
• تشتت الانتباه مع ضعف التركيز .
• هياج نفسي / حركي .
• سلوك عدواني تدخلي متحدي .
• مغامرات ومشاريع غير مدروسة وتبديد للمال في الشراء والإكراميات .
• مبالغة في الأنشطة الموجهة نحو بعض الأهداف مثلا الاجتماعية والدراسية والاجتماعية...
• وقد يصاحب كل ذلك أعراض ذهانية كالأهلاس السمعية والبصرية المنسجمة مع المزاج وتوهمان العظمة كأن يدعي انه شخصية عظيمة كمخترع أو رسول أو ملك . كما وقد تكون التوهمات اضطهادية المضمون كأن يعتقد انه مطارد أو مستهدف من بعض الجهات. في هذه الحالة يكون الاضطراب شديدا للدرجة التي تؤثر بسلبية بالغة على الوظيفة المهنية أو النشاطات الاجتماعية أو العلاقات الأسرية قد يضطر معها حجز المريض بالمستشفى لصعوبة السيطرة عليه بالمنزل .
2. عارضة ما تحت الهوس : "الهوس الخفيف " "Hypomania" تتصف بنفس اعراض النبوة الهوسية إلا أنها اخف شدة واقل إضرارا بالوظيفة المهنية والاجتماعية والعلاقات الشخصية . وكذلك بدون أهلاس أو توهمات. يكفي وجود الاعراض بصورة مستمرة طوال اليوم وفي كل يوم لمدة 4 أيام لتشخيص الحالة. يلاحظ على المريض ارتفاع مزاجه فيبدو مرحا متعاظما أو متوترا مهزارا كثير النشاط ومعتدا بنفسه وقليل الانضباط .. الشعور بالعظمة وتطاير الأفكار والثرثرة وقلة النوم والصرف المادي بسخاء والثقة الزائدة والتباهي بالانجازات والإمكانيات من الأعراض الواضحة للحالة .
3. عارضة اكتئابية : "Depressive episode" نفس الاعراض التي ذكرت في اضطراب الاكتئاب الرئيسي سابقا .
4. عارضة مختلطة "Mixed episode" أعراض مختلطة من العارضة الهوسية والعارضة الاكتئابية يوميا تدوم على الأقل لمدة أسبوع . بمعنى ان كل معايير العارضتين تتحقق في آن واحد لمدة اسبوع .
5. اضطراب مزاد دوري : "Cylothymia" يتصف بنوبات متعددة تدوم سنتين على الأقل بأعراض ما تحت الهوسية ونوبات متعددة من الأعراض الاكتئابية التي لا تتطابق مع معايير العارضة الاكتئابية الرئيسية . ذلك يعنى انه لا توجد نوبة هوسية ولا عارضة اكتئاب رئيسية أو نوبة مختلطة خلال السنتين .
علاج الاضطراب ثنائي القطبين :
علاج هذه الحالة يتطلب صبراً وتعاوناً كبيراً من الأسرة والخدمات العلاجية خاصة في الحالات الشديدة عندما تكون هناك أعراض ذهانية مثل الهلاوس والتوهمات أو عندما يكون المريض عنيفاً عدوانياً غير متعاون. دائماً هنالك احتمال أن يقوم المريض بإيذاء نفسه أو يحاول الانتحار أو الاعتداء على من حوله خاصة أولئك الذين يشرفون على رعايته . الحالات الشديدة تستدعي إدخال المريض للمستشفى للتأكد من تعاطيه العلاج ولحمايته ولحماية الآخرين منه . غالبا ما تكون السيطرة فعالة إذا ما كان العلاج مكثفا ومستمرا وبدون انقطاع . وبالرغم من تحقيق ذلك فأن احتمال حدود انتكاسة وارد ولكن يستطيع الطبيب أن يعدل في العلاج ليسيطر على الحالة سريعا .
1.علاج دوائي : العلاج الدوائي ينقسم إلى اثنين . علاج الحالة الحادة ، اكتئابية كانت أم هوسية ثم السيطرة على الحالة بمنع الانتكاس نحو احد القطبين . لقد سبق وقد تعرضنا لعلاج العارضة الاكتئابية ، وفي هذا المجال نتطرق لعلاج العارضة الهوسية .
مضادات الذهان "Antipaychotics"
مضادات ذهان نموذجية "Typical" من بينها "السرينيس" و "الارجاكتيل" . مضادات ذهان غير نموذجية : "Atypical" وهي أدوية حديثة تعتبر اعراضها الجانبية اخف من مثيلاتها في المجموعة السابقة . من بينها :
"زبريكاس" و "رسبردال" . "وكلوزابين" "سيروكويل" . العقاب الاول يمكن استعماله كذلك منظم للمزاج .
أملاح الليثيم : تستعمل لعلاج النوبات الحادة للهوس وكذلك منظم للمزاج بعد السيطرة على النوبة الحادة .
منظمات المزاج "Mood stabilizers" :
أملاح الليثيم "Lithiumsalts" اختيار اول كمنظم للمزاج ليمنع الانتكاس مرة أخرى لنوبة هوسية أو اكتئابية . يتطلب عند استعمال الليثيم التأكد من مستوى العقار في الدم بفحص للدم في فترات منتظم . للعقار اعراض جانبية متعددة قد تصل لدرجة التسمم . لذلك يتطلب العلاج متابعة منتظمة من الطبيب .
مضادات الصرع : مثلا حامض الفالبورويك ، كاربامازابين لاموترجين ، غابا بتين .
مضادات ذهان غير نوعية : زبر يكسا وكلوزابين الآن يستعملان كمنظمين للمزاج بجانب مضادات الصرع أو أملاح الليثيم .
جلسات كهربائية : قد يلجأ إليها في نوبات الهوس والاكتئاب الشديدة أو حين يكون هنالك تخوف من المحاولات الانتحارية .
2. علاج نفسي :
1.علاج معرفي سلوكي تساعد على تغيير الأفكار والسلوكيات السالبة المصاحبة للحالة المرضية .
2. علاج بيشخصي : "Interpersonal therapy" مساعدة المريض على تحسين علاقاته الشخصية بمن حوله .
3. علاج اسري : "Family therapy" تستغل تقنيات لخفض درجة المعاناة التي يواجهها أفراد الأسرة المحيطين بالمريض . وكذلك تسهم في تعريف أفراد الأسرة بالمرض وعلاجه مع التعرف على الاعراض التي تؤشر على الانتكاس.
4. تثقيف نفسي : "Psychoeducation" يهدف إلى تعريف المريض بالمرض وعلاجه وكيف يتعرف على إشارات الانتكاس مبكرا لكي يتم التدخل العلاجي مبكرا ويتم السيطرة على الأعراض .
مفهوم جديد للشخصية "من خلال التطور البشري" "تارانس واتس" اتى بمفاهيم جديدة عن الشخصية مبنية على دراسته لعلم النفس التطوري. والتطور هنا يقصد به تطور الجنس البشري منذ الإنسان الأول وليس التطور الفردي للإنسان مرورا بمراحل طفولته المختلفة وإلى مرحلة النضوج كما تذكر مدارس التحليل النفسي. يذكر تارانس ان شخصية الإنسان تكونها ثلاثة عوامل ؛ البيئة الحالية التي يعيش فيها الفرد ؛ تاريخ الفرد الشخصي ؛ وجيناته الوراثية. ونتيجة للتطور عبر آلاف السنين فأن مهارات أسلافنا ، وغرائزهم ، واستجاباتهم السلوكية والعاطفية تناقلت عبر ذاكرة الخلية آلاف السنين لتشكل انماط الشخصية المتعارفة حالياً.
تبعا لترانس واتس فمنذ آلاف السنين كان أسلافنا يعيشون حياة التجوال في مجموعات صغيرا في ما بين 25 – 50 سعيا وراء الصيد وجمع الثمار لإطعام أنفسهم وطلبا للأمان والسلامة. تلك تعتبر سلالة متطورة من الجنس البشري تبقت في الأرض من حوالي ثلاثمائة ألف سنة. وهم يشبهون لحد كبير الجنس البشري الحالية في كثير من الصفات بالرغم من انهم كانوا يتصرفون بطريقة بدائية تحكمها الغرائز الأولية ومن أهمها حب البقاء . ومن الواضح ان هذه الغرائز وانواع الاستجابات لعناصر الطبيعية توارثت من جيل لآخر إلى يومنها هذا. من المؤكد انه كانت هنالك قبائل عدوانية وأخرى مسالمة ، ولهذا كانت المهارات المطلوبة للتعامل مع طبيعة حياة كل فئة غريزية ومتوارثة عبر الأجيال المتعاقبة ، ولكنها أصبحت أكثر تأقلما مع البيئة بتعاقب العصور.
بعد مرور عشرات الآلاف من السنين حدث تطور مهم في حياة القبائل . فبالنسبة للقبائل المسالمة فقد آثرت الاستقرار في مكان واحد بدلا من الترحال من مكان لآخر . الاستقرار في مكان واحد أمكنهم من الزراعة وتدجين أو توليف بعض الطيور والحيوانات لتوفير مزيد من الطعام . تقاسموا العمل فيما بينهم لفلاحة الأرض وحصاد المحصول، وبناء المسكن مستغلين البيئة حولهم للبقاء على قيد الحياة. هذه القبائل أصبحت تسمى بالقبائل المستقرة . أما القبائل العدوانية التي اعتادت أخذ ما تريده عنوة وبالقوة ، فكانت تنتظر إلى أن تبنى القبائل المسالمة مستعمرة لتستقر ولتنظم حياتها فيها حتى يغيروا على هذه المستعمرات ويقضوا على المقاومين من سكانها أو يطردوهم بعيدا ويحتلون المكان لأنفسهم ، ويبقون المستسلمين منهم خاضعين لإمرتهم وسيطرتهم . هؤلاء المعتدين أطلق عليهم اسم "المحاربون" .
هنالك فئة ثالثة لا رغبة لها في القتال وتحدي فئة المحاربين ولا رغبة لها للخضوع والاستسلام لهم. لذلك احتفظوا بغريزة الترحال المتوارثة من الأسلاف ، واستمروا في الترحال من مكان لآخر هربا من تسلط وبطش المحاربين وطلبا للسلامة والأمن . ومن حياة الترحال هذه اكتسبوا كثيرا من المهارات للتكيف مع الحياة الجديدة . كما انهم ابتدعوا كثيرا من فنون الرقص والغناء ، و المسابقات ، والتسلية للاستمتاع بحياتهم. وأطلق على هؤلاء اسم "الرحل" . بهذا تكونت القبائل الرئيسية الثلاث ، القبائل المستقرة ، والقبائل المحاربة ، والقبائل الرحل ، كل منها له خصائصه ومورثاته .
المدنية الجديدة أو حياتنا المعاصرة اورثتنا غرائز هذه القبائل الثلاث . لكن نسبة للتزاوج بين هذه القبائل فلا توجد الآن قبيلة نظيفة وخالصة مائة في المائة . بل اصبحت السلالات الجديدة تشترك في الصفات الموروثة بنسب متفاوتة ، ولكن لكل فرد صفات سائدة لإحدى القبائل الثلاث. مثلا الأب : 50% محارب ؛35% مستقر ؛ 15% مترجل . الأم 60% مستقر 25% مترحل ؛ 15% محارب . الأبنة 55 مترحل ؛35% مستقر ؛ 10% محارب .
سمات القبائل الثلاث :
1. المحاربون القدماء "warriors Ancient" سريعو البديهة والتفكير ، مخططون، جادون محبون للسيطرة وفرض أرادتهم على الغير ، قاسون ، لا يعطون اعتبارا لمشاعر أو حقوق غيرهم ، محبون للقتال مع تدمير أو إخضاع عدوهم .
2. المحاربون الحديثون "warriors Modern" احتفظوا من ذاكرة أسلافهم بحبهم للهيمنة والسيطرة ، منطقيون ، واقعيون ، منظمون ، دقيقون ، محبون للعمل مع الإتقان ، متصلبون في آرائهم ومواقفهم ، لا وقت لديهم للعب والعواطف . تجدهم من بين "جنرالات الجيش والمديرون ، ورجال الأمن ، والتحري ، والمفتشون والمهنيون .
3. المستقرون القدماء "serrlers Ancient" محبون للسلام مع حياة الاستقرار في مجموعات بقصد الزراعة وتربية الماشية . محبون للمشاركة والتعاون فيما بينهم . متحملون ويستطيعون التكيف سريعا مع غيرهم وبيئتهم . لا يحبون معاداة أو قتال أحد إلا إذا اضطروا للدفاع عن أنفسهم ، متفائلون ، متكيفون ، مرنون ، يحبون مساعدة الغير والعمل على رفاهيتهم. يجيدون عملية التواصل والتخاطب . لبقون ومهذبون في تعاملهم مع غيرهم . تجدهم من بين مجموعات العمل التطوعي . والخدمات الإنسانية مثل الأطباء والممرضون ، والأخصائيون الاجتماعيون ، والمعالجون النفسيون . وكذلك من بين الذين يجيدون مهارات اللغة والتواصل مثل : المعلمون ، والفنانون والمحامون ، والكتاب ، والصحفيون . كذلك من بين الذين يعتنون بالحيوان والطيور ، والبيئة .
4. الرحل القدماء "Nomads Ancient" كانوا في البداية مترحلين مثل غيرهم إلا أنهم استقروا مثل الآخرين في تلك المستعمرات الصغيرة . ولكن عندما تدخل المحاربون وفرضوا أنفسهم وسيطرتهم على سكان المستعمرات الأولى ، احتفظوا بغريزة الترحال ، لأنهم يكرهون القتال وفي نفس الوقت الخضوع لسيطرة الغير . لذلك آثروا التجوال في مجموعات صغيرة من مكان لمكان طلبا للأمن والسلامة ، واحتفظوا باستقلاليتهم . وبما انهم يحبون الاستمتاع بوقتهم والإثارة والتغيير المستمر ، فقد وفرت لهم طبيعة حياة الترحال هذه الأشياء فابتدعوا فنون وأدوات التسلية والألعاب والمسابقات ليملئوا وقتهم بها بدلا عن الزراعة وتربية الماشية الرحل الحديثون "Nomads Modern" ليس بالضرورة مترحلون كأسلافهم بالرغم من ان هنالك لا زالت قبائل في بلدان كثيرة حتى يومنا هذا تعيش بهذا الأسلوب ، مثل مجموعا الغجر التي تعيش في انحاء متفرق من العالم . اكثرهم لا زال محتفظا بغريزة التهرب من المسؤولية والسعي للتمتع باستقلاليته وفرديته وحريته . يحبون المتعة ، والإثارة ، والتغيير المستمر . لا يحبون الروتين ، والعمل الجاد المتواصل . كما انهم لا يرغبون في التقييد أو المسؤولية أو المساءلة . ويحبون أن يكونوا محط اهتمام وانظار الآخرين . هم منفتحون على الغير ، وظرفاء ويشيعون جوا من البهجة والمتعة حولهم بنشاطهم وحيويتهم وعفويتهم . تجدهم من بين "الممثلين ، المحامين ، الباعة ، والذين يعملون في مجال الترفيه ، والعلاقات العامة ، والعناية بالشعر أو الجسم .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|