المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
هل يجوز للمكلف ان يستنيب غيره للجهاد
2024-11-30
جواز استيجار المشركين للجهاد
2024-11-30
معاونة المجاهدين
2024-11-30
السلطة التي كان في يدها إصدار الحكم، ونوع العقاب الذي كان يوقع
2024-11-30
طريقة المحاكمة
2024-11-30
كيف كان تأليف المحكمة وطبيعتها؟
2024-11-30



كفالة اليتيم  
  
2876   02:07 صباحاً   التاريخ: 21-11-2020
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص386-389
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-16 1165
التاريخ: 2023-11-22 1188
التاريخ: 17-2-2022 2591
التاريخ: 20-4-2016 2933

من الأمور التي شجع عليها الإسلام كفالة اليتيم ، ومعنى الكفالة هو أن تقوم بتأمين كل المستلزمات الضرورية لليتيم حتى يستطيع أن يعتني بنفسه من دون حاجة الى معونة أحد وهذا التكليف ليس فردياً ، بل يطال المؤسسات العامة والمرجعيات الدينية فهو تكليف لكل المجتمع كل بحسبه ، فالمسلم المؤمن الفرد يكفل أفرادا بحسب طاقته بين الواحد والعشرة ، بل وأكثر من ذلك في حين ان المؤسسات العامة والجمعيات الخيرية عليها إنشاء مؤسسات رعاية اجتماعية تطال شريحة أكبر من خلال تأسيس مبرات ومدارس تعتني بأعداد كبيرة منهم ، في حين أن مسؤولية الحاكم والحكومة تشمل كل يتيم في المجتمع فلا يجوز لولي الأمر ان ينام وفي المجتمع فقير لم يصله قوته ، أو لا يمتلك مأوى يلجأ إليه وهذا ما عبر عنه أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بقوله: (... ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي الى تخير الأطعمة، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع ، أو أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثي وأكباد حرى ؟ أو أكون كما قال القائل :

وحسبك داء ان تبيت ببطنة      وحولك أكباد تحن الى القد

أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره والدهر ، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش)(1).

هكذا يتضح لنا أن على أمير المؤمنين أن يتولى مهمة رعاية شؤون الرعية فلا يبيت شبعانا وهناك في أقاصي مملكته من لا عهد له بالشبع ومن اكثر هؤلاء حاجة من لا يستطيع أن يتعهد شؤون نفسه كالأيتام ، لذا فإن عليه أن يوفر لهم كفالتهم ، والكافل إن كان حاكماً فهو يقوم بواجبه ومع ذلك فهو مأجور أما إن كان إنساناً عادياً يدفع من حُرِ ماله بعد إخراج الحقوق الشرعية منه كالخمس والصدقة بأن يكون متبرعا في ذلك فإن له من الأجر العظيم فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى)(2) .

إن أجراً يصل في مستواه أن يكون الفرق بينك وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المرتبة يوم القيامة هو ذلك الفرق البسيط بين السبابة والوسطى لهو أجر عظيم يستأهل تضحيات عظام تصل الى حد إزهاق الروح فكيف إذا كان المطلوب منك لا يتعدى أن تبذل بعض مالك أم بعض جهدك ؟ ويتعاظم الأجر كلما زاد عدد من تكفل ، أو تعول من الأيتام فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله: (من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله وصام نهاره ، وغدا وراح شاهراً سيفه في سبيل الله ، وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كما أن هاتين أختان ، - وألصق إصبعيه السبابة والوسطى -)(3) .

يا له من أجر عظيم تناله على إعالتك ثلاثة أيتام ! فإنه يعتبر من الناحية الشرعية كمن قام ليله وصام نهاره وجاهد في سبيل الله سبحانه وتعالى ومع ذلك كله يصبح أخاً لرسول الله (صلى الله عليه واله) إن أجراً كهذا يستدعي منا أن نبذل أرواحنا في سبيله فكيف وثمنه حفنة من المال لن يؤثر عليك ذهابها ومع ذلك فهي لن تذهب لأنه وكما وعد الله سبحانه وتعالى ورسوله في الحديث الوارد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) حيث قال :(ما نقص مال من صدقة ، فأعطوا ولا تجبنوا)(4) .

فحيث إن وعد الله سبحانه وتعالى ان المال لن ينقص وحيث إن هذا المال الذي سيعود لي فيه من الأجر الشيء الكثير يصبح من ترك إنفاقه في هذا المجال لا يعرف مصلحته حتى في الحسابات التجارية الدنيوية البسيطة .

____________________

1ـ نهج البلاغة الجزء 3 ص 71 – 72.

2ـ مستدرك الوسائل الجزء 2 ص 474.

3ـ كنز العمال الجزء 15 ص 178.

4ـ مستدرك الوسائل الجزء 7 ص 153.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.