أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-16
1165
التاريخ: 2023-11-22
1188
التاريخ: 17-2-2022
2591
التاريخ: 20-4-2016
2933
|
من الأمور التي شجع عليها الإسلام كفالة اليتيم ، ومعنى الكفالة هو أن تقوم بتأمين كل المستلزمات الضرورية لليتيم حتى يستطيع أن يعتني بنفسه من دون حاجة الى معونة أحد وهذا التكليف ليس فردياً ، بل يطال المؤسسات العامة والمرجعيات الدينية فهو تكليف لكل المجتمع كل بحسبه ، فالمسلم المؤمن الفرد يكفل أفرادا بحسب طاقته بين الواحد والعشرة ، بل وأكثر من ذلك في حين ان المؤسسات العامة والجمعيات الخيرية عليها إنشاء مؤسسات رعاية اجتماعية تطال شريحة أكبر من خلال تأسيس مبرات ومدارس تعتني بأعداد كبيرة منهم ، في حين أن مسؤولية الحاكم والحكومة تشمل كل يتيم في المجتمع فلا يجوز لولي الأمر ان ينام وفي المجتمع فقير لم يصله قوته ، أو لا يمتلك مأوى يلجأ إليه وهذا ما عبر عنه أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بقوله: (... ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي الى تخير الأطعمة، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع ، أو أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثي وأكباد حرى ؟ أو أكون كما قال القائل :
وحسبك داء ان تبيت ببطنة وحولك أكباد تحن الى القد
أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره والدهر ، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش)(1).
هكذا يتضح لنا أن على أمير المؤمنين أن يتولى مهمة رعاية شؤون الرعية فلا يبيت شبعانا وهناك في أقاصي مملكته من لا عهد له بالشبع ومن اكثر هؤلاء حاجة من لا يستطيع أن يتعهد شؤون نفسه كالأيتام ، لذا فإن عليه أن يوفر لهم كفالتهم ، والكافل إن كان حاكماً فهو يقوم بواجبه ومع ذلك فهو مأجور أما إن كان إنساناً عادياً يدفع من حُرِ ماله بعد إخراج الحقوق الشرعية منه كالخمس والصدقة بأن يكون متبرعا في ذلك فإن له من الأجر العظيم فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى)(2) .
إن أجراً يصل في مستواه أن يكون الفرق بينك وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المرتبة يوم القيامة هو ذلك الفرق البسيط بين السبابة والوسطى لهو أجر عظيم يستأهل تضحيات عظام تصل الى حد إزهاق الروح فكيف إذا كان المطلوب منك لا يتعدى أن تبذل بعض مالك أم بعض جهدك ؟ ويتعاظم الأجر كلما زاد عدد من تكفل ، أو تعول من الأيتام فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله: (من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله وصام نهاره ، وغدا وراح شاهراً سيفه في سبيل الله ، وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كما أن هاتين أختان ، - وألصق إصبعيه السبابة والوسطى -)(3) .
يا له من أجر عظيم تناله على إعالتك ثلاثة أيتام ! فإنه يعتبر من الناحية الشرعية كمن قام ليله وصام نهاره وجاهد في سبيل الله سبحانه وتعالى ومع ذلك كله يصبح أخاً لرسول الله (صلى الله عليه واله) إن أجراً كهذا يستدعي منا أن نبذل أرواحنا في سبيله فكيف وثمنه حفنة من المال لن يؤثر عليك ذهابها ومع ذلك فهي لن تذهب لأنه وكما وعد الله سبحانه وتعالى ورسوله في الحديث الوارد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) حيث قال :(ما نقص مال من صدقة ، فأعطوا ولا تجبنوا)(4) .
فحيث إن وعد الله سبحانه وتعالى ان المال لن ينقص وحيث إن هذا المال الذي سيعود لي فيه من الأجر الشيء الكثير يصبح من ترك إنفاقه في هذا المجال لا يعرف مصلحته حتى في الحسابات التجارية الدنيوية البسيطة .
____________________
1ـ نهج البلاغة الجزء 3 ص 71 – 72.
2ـ مستدرك الوسائل الجزء 2 ص 474.
3ـ كنز العمال الجزء 15 ص 178.
4ـ مستدرك الوسائل الجزء 7 ص 153.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
انطلاق الجلسة البحثية الرابعة لمؤتمر العميد العلمي العالمي السابع
|
|
|