المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



ادلة على عدم تحريف القران  
  
2081   07:16 مساءاً   التاريخ: 27-04-2015
المؤلف : علي فاني الاصفهاني
الكتاب أو المصدر : اراء حول القران
الجزء والصفحة : ص 139-144.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / التحريف ونفيه عن القرآن /

لنا أن نستدل على نفي التحريف بأمور :

الأول : عدم الدليل على التحريف وهذا يكفي للنافي ، اذ ... ان إسناد الأخبار المستدل بها على التحريف ضعيفة جدا وما صح منها سندا لا دلالة له على التحريف مطلقا.

وتوهم بعض المحدثين أن تلك الأخبار لا تقل عن الأخبار الواردة في الإمامة أو أنها متواترة يعاضد بعضها بعضا أو أن المنكرين يستدلون بأضعف منها أو مثلها أو أن القوم ربما ينكرون وجود الخبر على مطلب مع أنه موجود ولكنهم لم يظفروا به وأمثال تلك الدعاوى الفارغة ، ولكنه مدفوع بأن العاقل بنظرته العقلائية لا يعتني بأي خبر صادر عن أي مخبر مذكور في أي كتاب من أي مؤلف ، اذ كيف نأخذ بما يرويه الحسن البطائني من أن سورة الأحزاب فضحت نساء قريش وأنها كانت أطول من سورة البقرة ، والحسن ممن لم يوثقه أحد من أهل الرجال وطعنوا فيه ، وما معنى فضيحة نساء قريش وكيف يمكن حذف مقدار كثير من سورة تقرأ ليلا ونهارا وتحفظها صدور المسلمين.

وبالجملة : الشرط الأساسي لحجية الخبر ، هو الوثوق بالصدور غير الحاصل من الأخبار التي ينقلها رجال لا نعرفهم بالوثاقة ، لأنهم أما مهملون في كتب الرجال وأما مذكورون مع توصيفهم بالجهل ، وأما مذمومون بأمور تخرجهم عن الوثاقة ونحن لا نعتني بالكثرة إلا إذا بلغت حدا يوجب الوثوق بالصدور أو اقترنت بقرائن مفيدة للصدور ، فنأخذ حينئذ بالجامع بينها وأنى لنا بذلك في مقامنا هذا ، نعم ما قاله الشيخ المفيد أو ابن الحاجب بأن تلك الأخبار آحاد فلا يثبت القرآن بها غير مرضي لدينا ، لأن الأخبار إذا كان الّذين جاءوا بها عدولا نأخذ بها وإن كانت آحادا غير أنه إذا كان الراوي البطائني أو مثله تركنا أخباره ولكن لا لكونها من الآحاد بل لكونها ضعافا ولم يكن المخبر موثوقا به.

الثاني : لا مجال لأي تشكيك بأن الجيل الجاهلي من العرب كان ناشئا في قلب الصحراء ولم يكن عنده من العلوم والفنون شي‏ء هام يذكر في التاريخ وانحصرت ثقافتهم في ذلك العصر- في الأدب البدوي الأصيل النابع من صميم العاطفة صريحا صارما خاليا عن التكلف بعيدا عن الخيال- نظما ونثرا- فترى فيهم امرؤ القيس وحسان بن ثابت الّذي كان يحسب من المخضرمين ، نعم يضاف إلى الأدب العربي أمور أخرى عدها أهل التاريخ من الثقافة العربية وهي الكهانة والقيافة والعرافة ، فالعربي الجاهلي كان استعداده القوي وذهنه الوقاد وقريحته الصافية مصروفا في الأدب شعرا وخطابة مما يتعلق بشئون الأدب لغة ونحوا وبلغ اهتمام الأدباء بالشعر إلى حد علقوا المعلقات السبع على الكعبة وكانت ندواتهم مختصة في الأغلب بذلك وكان سوق عكاظ مؤتمرا عالميا أدبيا يحضره الأدباء من كل مكان وكان من الممكن أن يثير بيتا واحدا من الشعر حربا بين قبيلتين في الحين الّذي كان يمكن أن يصير سببا للصلح بينهما وإن طالت مدة عداوتهما وخصومتهما ولما لم يكن لهم علم بالكتابة في العصر الجاهلي ، كانت صدورهم خزانة علومهم من اللغة والصرف والنحو والشعر والخطابة وكان لكل شاعر ديوان شعر ناطق وهو شخص يحفظ أشعاره ويقال له الرّاوية ، نعم إنما علّمهم الموالي الكتابة بعد الفتوحات الإسلامية ، ونتيجة لانحصار علومهم بما تجود به القريحة وانحصار الضابط لتلك العلوم بالحفظ على ظهر القلب مع تلك الحافظة الصحراوية القوية كثر فيهم الحفاظ حتى أن الناظر في تاريخ الأدب العربي يتحير من الأرقام والكميات الكثيرة التي ينسبونها إلى حفاظ الأشعار من الأشعار التي حفظوها ، وإن كان العجب في غير محلّه بعد ملاحظة أن ذلك كان مسببا عن أمور كثيرة أوجب للعرب حفظ كمية كثيرة من الأشعار ، وقد رأينا نحن في العجم أيضا حفاظا كثيرين فكان لنا صديق نقل لنا حفظة مائة ألف من أشعار الخاقاني والقاءاني وأضرابهما ممن ينظم القصائد الطوال المشتملة على اللغات الصعبة والغريبة ، وكان لنا صديق آخر قال : أنا أحفظ ستين ألف بيتا من الشعر ، وقد ذكر السيد الجزائري عليه الرحمة في الأنوار النعمانية نماذج من قضايا الحفظ العربي ، ثم إن الحافظة الصحراوية القوية التي قلنا أنها كانت بمنزلة كتاب أو ديوان أو خزانة للعلوم ، لم تكن منحصرة بفرد أو فردين ، بل الذهن الوقاد والحافظة القوية كانا من مزايا العرب في مستواه العام ، وقد نزل القرآن في مثل هذا الوسط الأدبي والمجتمع العارف باللسان وأسلوبه والصاعد إلى أعلى مدارج الكلام ، وكان القرآن مع كونه كتابا للقانون والشرع معجزة خالدة للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) في فصاحته وبلاغته ، مضافا إلى اشتماله على الحكم والمواعظ والعبر والقصص والأحكام والأخلاق ، وحينما سمع العرب هذا الكلام المعجز الّذي تفوق على كل كلام أدبي موزون كانوا يسمعونه من ذي قبل من لدن الشعراء والخطباء اندهشوا ونظروا إليه نظر إعجاب وحيرة ، إذ أنّ القرآن ليس بمنظوم ولا منثور وليس خارجا عنهما أيضا ، ولذا أخذوه برغبة تامة وحفظ شامل وبوعي كامل.

ثم إن القرآن تحدى المرتابين في كونه كلام رب العالمين بالاتيان بمثله أو بسورة من مثله ، فلم يقدر أحد على مباراته ومعارضته ، بل قد نقل بأن جمعا من المكابرين والمخالفين حاولوا ذلك ، فرجعوا بخفي حنين حينما وصلوا إلى قوله تعالى : {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ} [طه : 39] الآية ، أو إلى قوله تعالى :

... {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ ... } [هود : 44] الآية ، وندموا على هذه المحاولة الفاشلة ، وقد يقال بأنهم عارضوا قوله تعالى : {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة : 179] ، بقولهم القتل أنفى للقتل ، وقوله تعالى‏ {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ } [القمر : 1] ، بقولهم : دنت الساعة وانشق القمر ، فكان ذلك الكلام المعجز والأسلوب الخارج عن نطاق قدرة اللسان البشري ، سببا لحفظ القرآن وانتقاشه في الصدور وكثرة الحفاظ له والمعتنين بقراءته وتجويده ، وأما القراء السبعة أو الأربعة عشر فهم الّذين تفوقوا على الجميع في شئون القرآن ، فجمع كل واحد منهم القرآن بجمع استحسنه من دون رعاية الترتيب وعلى اختلاف في كيفية الضبط وربما في القراءة في مثل : ملك أو مالك ، أو مسكنهم ومساكنهم ، أو كفوا أو كفؤا ، أو الصراط والسراط ، مما لا يعد اختلافا في عدد الآية ومادتها ، ولما وصلت السلطة إلى عثمان جمع المصاحف وروج مصحفه من دون دلالة هذا العمل على الاختلاف في الآيات ، وعلى ضوء الحافظة العمومية من العرب- مشركين كانوا أم مسلمين- وعلى حسب رغبتهم في الكلام الموزون واقتضاء حصر ثقافتهم في الفن الأدبي حفظوا القرآن بأجمعهم بحيث لم يمكن لأحد إنكار بعض منه فضلا عن دعوى سقوط عشرة آلاف من الآيات القرآنية ، اذ كيف تسمع هذه الدعوى مع أن هذا المقدار من الإسقاط- بمرأى ومسمع منهم- مستحيل عادة ونرى هذا الكلام من أي شخص كان كلاما باطلا غير معقول التحقق في الخارج ، اذ كيف تسكت حافظة الناس بأجمعهم عن بيان تلك الكثرة الهائلة من الآيات التي زعموا حذفها ولا أقل من أن يبين أحد منهم عشر هذا المقدار أو ألف آية منه.

وهب أنهم كانوا في زمن عثمان خائفين من الإظهار ، فهلا سكتوا في زمن مولانا علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، ولم لم يطالبوه حتى بقرآنه لو كان جامعه قرآنا أزيد من حيث الكمية من القرآن الموجود بين المسلمين- قرآن عثمان- ، وأي مانع منع عليا (عليه السلام) من إظهاره أو من إعطائهم الحرية في إظهار ما حفظوه وإبراز ما في خزانة حافظتهم إلى الملأ؟!

والظّاهر أن المراد من توفر الدّواعي على نقل القرآن وحفظه ، مطلق الدّواعي حتى الشّاملة لما يرجع إلى حب الفن والرّغبة في الاعتناء بالكلام الموزون ، من قوم برعوا في الأدب وامتازوا بالفصاحة والبلاغة وإنشاء الخطب والأشعار والقدرة على البيان والعلم بمحسنات الكلام وبدائعه ومزاياه ، مضافا إلى كون القرآن كتابا دينيا للمسلمين وقانونا إلهيا لهم ، فقياس تحريف القرآن بغسل الرجل بدلا عن مسحه أو بإنكار خلافة علي (عليه السلام) أو القول بأن الدواعي كانت متوفرة على حذف مناقب علي (عليه السلام) وأولاده وكذا إسقاط أسماء مخالفيه من القرآن ، قياس باطل لأن القرآن ليس فقط كتاب عقيدة وأحكام بل هو كلام معجز في أسلوبه ، حكيم في مبادئه ، جدير بالحفظ والقراءة والاستشهاد بمحكماته ، ودليل على النظام العائلي والاجتماعي والسياسي وما شابه ذلك ، فكان من المستحيل عادة حذف آيات كثيرة منه على غفلة من الناس الحافظين للقرآن الكريم أو سكوت منهم وعدم إبرازهم لها ولو بعد حين وإن كان عند أخلص أصدقائهم سرا.

وهب أن الجامعة كانت غافلة أو خائفة ، فأين كان القراء تلامذة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وتلامذة تلامذته؟ وكيف سكتوا عن سورة الأحزاب التي كانت أطول من سورة البقرة ، حتى أسقط المسقطون هذا المقدار الكثير منها ولم ينبس أبي بن كعب وابن مسعود وزيد بن ثابت وغيرهم ببنت شفة.

الثالث : قد تواتر في كتب الفريقين قول النّبي (صلى الله عليه واله وسلم) : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي» (1) ، الخ .. وهذا كلام يدل بالوجدان على أن القرآن الكريم في زمانه كان مجموعا مؤلفا ، اذ كيف يعبر (صلى الله عليه واله وسلم) عن أوراق مبثوثة وآيات مبتورة غير موصولة بالكتاب ، علاوة على ما ورد في الأخبار من الثواب على حفظ القرآن وختمه وقراءة كل سورة من سور القرآن ، الدّال كل‏ ذلك على أن القرآن كان مؤلفا مجموعا كما أشار إلى ذلك الشيخ الصدوق (ره) وقد قلنا بأن المصاحف وإن كانت متعددة وكثيرة إلّا أنها كانت متفقة من حيث الآيات عددا وموادا ، والاختلافات الّتي كانت فيها إنما هي محصورة في جملة من الموارد المعدودة في الإعراب أو الحروف ، نظير : مسكنهم ومساكنهم ، وضنين وظنين ، وكفؤا وكفوا ، والصراط والسراط ، وهذه الاختلافات لا تضر بوحدة القرآن من الناحية المجموعية الموافقة للحافظة العمومية التي يعاضد بعضها بعضا ، فلقد أجاد السيد المرتضى (ره) حيث تمسك على عدم التحريف بوحدة القرآن تأليفا وجمعا وأنه لم يكن مبثوثا ومبعثرا في العديد من الأوراق ، وزاد الشيخ الصدوق (ره) على مقاله ما أشرنا إليه آنفا من التمسك بالأخبار الواردة في ثواب ختم القرآن ، أو قراءة سوره ، وظني أن القارئ في غنى عن الاطناب حول هذه المسألة ، إلا أنّ عدم اعتناء بعض المتورعين بأقوال العلماء جمودا على كل ما يسمى خبرا وإن لم يكن موثوقا به ، أو ما يتوهم كونه دالا مع عدم دلالته على مدعى القائل بالتحريف الزمني الأطناب.

واعلم أن القائل بالزيادة في السنة والشيعة نادر جدا ، والقول بها مناف لكون القرآن معجزا في أسلوبه ، ووقوع الزيادة خارجا مستحيل حسب محتوى القرآن العظيم.

و لذا نرى البحث عن بطلان الزّيادة توضيحا للواضع ، وفي الختام نقول : اللّهم ارزقنا شفاعة القرآن والعترة.

______________________________

(1) بحار الأنوار : ج 23 باب فضائل أهل البيت (عليه السلام) ...



وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .