أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-2-2020
23608
التاريخ: 23-12-2021
2834
التاريخ: 16-1-2020
3340
التاريخ: 8-11-2020
1841
|
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية المستدامة :
ما برح الاتحاد الدولي للاتصالات في طليعة التقدم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) علـى مدى 150 سنة، مدفوعاً بهدف واحد موحد هو توصيل العالم. وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تمد بالفعل المليارات من الأفراد في جميع أنحاء العالم بأسباب القوة، وهي ستكتسي أهمية حاسمة إذ يجتمع المجتمع الدولي ليخط درباً جديداً للتنمية المستدامة في القرن الحادي والعشرين.
سيتفق المجتمع الدولي على أهداف وغايات محددة لتحقيق مستقبل مستدام من خلال الأهداف الإنمائية المستدامة (SDG). وبفضل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تتسارع وتتعزز جميع ركائز التنمية المستدامة الثلاث - التنمية الاقتصادية والاندماج الاجتماعي وحماية البيئة.
ويعترف بالدور الحيوي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات كعامل محفز للتنمية في نص الهدف الإنمائي المستدام الذي يفيد بأن «انتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتوصيل البيني العالمي ينطويان على إمكانات عظيمة للتعجيل بالتقدم البشري وسد الفجوة الرقمية وتطوير مجتمعات المعرفة ». ورغم أن الإشارة المباشرة إلى هذه التكنولوجيا لا ترد إلا في أربعة أهداف من 17 هدفاً - كعامل محفز للتعليم والتوازن بين الجنسين، وكقوة دافعة للبنى التحتية الجديدة(الذكية)، وكأدوات أساسية لتنفيذ الأهداف الإنمائية المستدامة - فإن لديها دوراً رئيسياً في تحقيق كل هدف.
وتسهل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات النفاذ إلى المعلومات الأساسية. إذ تمتلك الخدمات الصحية المتنقلة القدرة الكامنة على تحقيق فوائد لا تصدق على امتداد النظام البيئي العالمي للرعاية الصحية (الهدف3) من خلال تزويد العاملين في مجال الصحة بدعم تشخيصي رئيسي وأحدث المعلومات، وتسهيل الرعاية الصحية في مناطق نائية. ويمكن للتوصيلية أن تقلل من الحواجز المعرقلة للتعليم (الهدف 4) بالنسبة إلى 60 مليون طفل في العالم غير ملتحقين بالمدرسة الابتدائية، إذ توصل المعلمين والطلاب بثروة من الموارد متيحة النفاذ إلى تعلم القراءة والكتابة والتدرب على علم الحساب عبر الأجهزة المتنقلة، وإلى المعلمين التفاعليين والألعاب التعليمية عبر الحواسيب المحمولة والأجهزة المتنقلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الإلمام بأساسيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مطلوب على نحو متزايد في جميع القطاعات في البلدان المتقدمة والنامية على السواء: ويجب إيلاء الأولوية لتسليح الشباب بمهارات تكنولوجيا المعلومات الاتصالات لضمان النمو الاقتصادي الشامل للجميع والمستدام وكي يتسنى تحقيق العمل اللائق للجميع (الهدف 8).
وضمان تساوي الناس في النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدامها، يعين على الحد من انعدام المساواة (الهدف 10)، فيما يساعد على جلب المعلومات والمعرفة إلى السكان المحرومين في جميع أنحاء العالم مثل المعوقين والنساء والفتيات. وعلاوة على ذلك، تدعم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المساواة بين الجنسين (الهدف5)، معززة فرص انتفاع المرأة من الصحة والتغذية والتعليم وفرص التنمية الأخرى مثل المشاركة السياسية. وتدريب المرأة على المعارف الرقمية هو المفتاح لضمان تمكنها من الانتفاع من الخدمات الأساسية التي تتيح لها إسماع صوتها في مجتمعاتها المحلية ودوائرها الحكومية، وعلى المستوى العالمي.
وتوفر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أيضاً وسيلة للنفاذ إلى الخدمات المبتكرة. فيمكن تسريع إنهاء الفقر (الهدف1) من خلال خدمات مثل الصيرفة المتنقلة، التي جلبت بالفعل فوائد مباشرة للملايين من الناس في جميع أنحاء العالم ممن لا سابق عهد لهم بالمصارف. ويمكن أن تساعد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على إنهاء الجوع (الهدف2) من خلال جهود جموع المصادر والتكنولوجيات الجديدة التي توفر أهم المعلومات للمزارعين، فتمكنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن منتجاتهم.
وتمتلك تكنولوجيا المعلومات والاتصالات القدرة على تغيير الطريقة التي نتعامل فيها مع عالمنا، فنجعله أكثر استدامة في طبيعته. فتتحسن كفاءة استخدام الطاقة (الهدف 7) من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بتوخي السبل الأسلم بيئياً في توليد الطاقة وتوزيعها واستهلاكها. وسيتعاظم دور التكنولوجيا في إدارة البنية التحتية المحلية، فتشيد شبكات قدرة كهربائية متكيفة مع المتغيرات ومستدامة، وكذلك أنظمة النقل الذكية وإمدادات المياه الذكية (الهدف 9 والهدف 11). وستوطد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أيضاً الاستهلاك والإنتاج المستدام من خلال تحسينات تراعي خصوصية المنتجات، وزيادة الاقتصاد في كميات المواد المستخدمة واللجوء إلى البدائل الافتراضية (الهدف 12)، ويمكنها أن تنهض بدور هام في الحفاظ على المحيطات والانتفاع المستدام منها عبر تحسين المراقبة والابلاغ (الهدف 14).
وتتميز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بأهمية خاصة في مجال الإدارة الذكية للمياه، وتسهيل قياس إمدادات المياه ومراقبتها، فضلاً عن التدخلات اللازمة، وتمكين أرباب المهنة المحليين من ضمان تقديم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية (WASH) على نحو عادل ومستدام (الهدف 6). وتشير الدراسات إلى أن ما يمل إلى %70 من المياه المستخدمة في الري - أكبر مستهلك للمياه - يمكن توفيره من خلال الإدارة الذكية للمياه ومن العوامل الجوهرية أيضاً لمراقبة التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، جمع البيانات وتشاطرها. فتتسنى مراقبة تغير المناخ (الهدف 13) على نحو أفضل من خلال خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل خدمات الأرصاد الجوية الساتلية ورادارات المحيطات، إذ تحسن التنبؤ وتقدم المعلومات في الوقت المناسب لأنظمة الإنذار المبكر. ويمكن لبيانات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أيضاً أن تحلل الاتجاهات في التنوع البيولوجي وتطور النظام البيئي، مما يساعد على تخطيط خدمات التخفيف من أجل حماية الأنظمة البيبة الأرضية واستدامة استخدامها (الهدف 15). وبتزايد استخدام الحكومات للبيانات المفتوحة، تزداد الشفافية ويتولى المواطنون زمام أمرهم وتتلقى عجلة النمو الاقتصادي دفعاً مساعداً (الهدف 16).
نحن نقف على أعتاب فرصة سانحة لتحقيق التنمية المستدامة، وتحسين حياة الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم - ولتكنولوجيا المعلومات والاتصالات دور هام ومتميز تؤديه في تحقيق هذا المستقبل. وتقدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أوجه تآزر مهمة تتقاطع مع مختلف القطاعات، وهي تقدم بالفعل خدمات مثل خدمات الصيرفة المتنقلة والتعليم الإلكتروني والحكومة الإلكترونية والخدمات الصحية المتنقلة. فإذا وضعت في متناول الجميع، ستخلق فرصاً جديدة، وستساعد على حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة التي ستحدث تحولاً في عالمنا .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|