أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-13
![]()
التاريخ: 2023-06-13
![]()
التاريخ: 4-1-2016
![]()
التاريخ: 30-05-2015
![]() |
تعتبر مفردة الوحي من المفردات المهمة التي تناولها علماء القرآنيات والتفسير بالبحث والدراسة العميقة من أجل الوقوف على معانيها ومداليها أولاً ، ثم معرفة الدور التي تلعبه هذه المفردة وصيغها المتنوعة في فهم كلام الله المنزل ، ومع أن مفردة الوحي قد تكون بمعناها الساذج البسيط عبارة عن وسيلة يستخمها الموحي من أجل أفهام الموحي اليه أمراً معيناً ، الإ أنه اختلف المراد منها من استعمال لآخر ، كما يظهر ذلك من الآيات التي تناولت هذه المفردة .
الوحي لغةً
الوحي لغةً : إعلام سريع خفي ، سواء كان بإيماءة أو همسة أو كتابة في سر ً. قال تعالى عن زكريا (عليه السلام ) : {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}.( مريم: 11.) أي أشار اليهم على سبيل الرمز والأيماء .
ولعل الخفاء في مفهوم الوحي جاء من قبل أعتبار السرعة فيه ، فالإيماءة السريعة تخفى- طبعاً-على غير المؤمن اليه .
الوحي في القرآن
أستعمله القرآن في معانٍ أربعة :
1- معناه اللغوي : وهو إعلام سريع خفي ، وقد مر في سورة مريم .
2- أمر غريزي فطري : وهو أمر مجعول في ذات الأشياء ، ومنه قوله تعالى : {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا...}( النحل: 68، 69.). فهي تسلك وفق فطرتها وتستوحي من باطن غريزتها ، ولا تعدل عن تلك السبيل .
3- إلهام نفسي : وهو شعور في الباطن ، يحس به الأنسان إحساساً ، يخفي عليه مصدره أحياناً ، وأحياناً يلهم أنه من الله وقد يكون من غيره تعالى .
من الإلهام الرحماني قوله تعالى : {أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }.( القصص: 7.)
والتعبير بالوحي عن وسواس الشيطان جاء في قوله تعالى : {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ }.( الأنعام: 121.).
والتعبر بالوحي عمّا يلقيه الله إلى الملائكة من أمره ، جاء في قوله تعالى : {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا}.( الأنفال: 12.).
4- الوحي الرسالي : أستعمله القرآن في أكثر من سبعين موضعاً معبراً عن القرآن أيضاً بأنه وحي القي على النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) ، قال تعالى : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ}،( يوسف: 3.) {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا}.( الشورى: 7.)
والوحي الرسالي يتحقق على أنحاء ثلاثة كما جاء في الآية الكريمة :
{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ }.( الشورى: 51.)
الصورة الأولى : إلقاء في القلب
الصورة الثانية : تكليم من وراء حجاب بخلق الصوت في الهواء بما يقرع مسامع النبي (صلى الله عليه واله وسلم )(1) ولايرى شخص المتكلم .
الصورة الثالثة : إرسال ملك الوحي فيبلغه الى النبي ، أما عياناً ، أو لا يراه ولكن يستمع الى رسالته .
بما أن الوحي ظاهرة روحية فإنه بجميع أقسامه إنما كان مهبطه ونزوله هو القلب الشريف للرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) (شخصيته الباطنيه : الروح ) قال تعالى : {فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ}،( البقرة: 97.)
{الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ }،( الشعراء: 193، 194.
) والقلب هو لبُ الشيء وحقيقته الاصلية ، قال سيدنا العلامة الطباطبائي (قدس سره):
هذا إشارة الى كيفية تلقيه (صلى الله عليه واله ) القرآن النازل عليه ، وأن الذي كان يتلقاه من الروح الأمين هي نفسه الكريمة من مشاركة الحواس الظاهرة التي هي أدوات لإدراكات جزئية خارجية .. فكان (صلى الله عليه واله ) يرى شخص الملك ويسمع صوت الوحي ، لكن لابهذه السمع والبصر الماديتين وإلا لكان أمراً مشتركاً بينه وبين غيره ، ولم يكن يسمع أو يبصر هو دون غيره . فكان يأخذه برحاء الوحي وهو بين الناس فيوحي إليه ولايشعر الأخرون الحاضرون .
نعم ، ورد بشأن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام ) ، كان يرى مايراه النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) ويسمع ما يسمعه إلا أنه ليس بنبيّ كمت قال له الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ).( 2)
الخلاصة
1- استعمل الوحي في القرآن على معان أربعة :
الأول: المعنى اللغوي : هو الإعلام السريع الخفي على سبيل الرمز والإيماء .
الثاني: أمر غريزي فطري مجعول في ذات الأشياء كما في الإيحاء الى النحل .
الثالث: الإلهام النفسي : وهو شعور الباطن يحس به الأنسان في الباطن .
الرابع: الوحي الرسالي : وهو الوسيلة التي يسخرها الله تعالى من أجل الاتصال برسله وأنبيائه.
2- يتحققق الوحي الرسالي بثلاث طرق :
الأولى : الإلقاء في القلب.
الثانية : الكلام من وراء حجاب .
الثالثة : إرسال الملك .
3- إن مهبط الوحي ونزوله هو قلب النبي الأكرم ( صلى الله عليه واله وسلم ) قال تعالى : {فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ}( البقرة: 97.)، {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ}( الشعراء: 193، 194.) والقلب هنا هو الشخصية الباطنية للنبي وروهح الطاهرة ، فكان يرى الوحي ويسمع حديثه ، ولكن لا بهذا السمع والبصر الماديتين وإلا لكان أمراً مشتركاً بينه وبين غيره ، فيسمع الآخرون كما يسمع هو . أجل ورد أن علياً كان يسمع مايسمعه رسول الله ويرى مايراه .
__________
1- لكن لا بهذه الأذن المادية وإلآ لسمعه الآخرون بل بذلك السمع الذي يخص باطنه ، قال تعالى : { فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ} [البقرة: 97].
2- الميزان : 15، 346 . برحاء الوحي : شدّة ألمه والإحساس بِكَربه.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقدم دعوة إلى كلية مزايا الجامعة للمشاركة في حفل التخرج المركزي الخامس
|
|
|