أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014
9901
التاريخ: 12-10-2014
4951
التاريخ: 2024-09-02
340
التاريخ: 2023-06-13
1526
|
لم يقتصر نزول القرآن الكريم على مكان واحد ولا بلد واحد فهناك آيات نزلت في مكة المكرمة وأخرى هبطت في المدينة المنورة وغيرها نزلت في الجحفة والطائف والحديبية ومنى وقبا وعرفات وغدير خم ... وغيرها من الأماكن ..
وفي سبيل دراسة وفهم هذه الآيات والعثور على مواقع نزولها وأسبابها واغراضها وتواريخ الحوادث التي عرضت لها الآيات وضعت- أو بقول آخر- وجدت هناك قواعد واسس مختلفة تشبه إلى حد كبير تلك التي نجدها في اللغة العربية ودعت إلى تقسيم الجمل والأفعال إلى عدة أقسام أو تلك التي نراها في عالم الكيمياء ودعت إلى تقسيم المعادن إلى فلزات وغير فلزات (لا فلزات) والمواد إلى صلبة وسائلة وغازية ..
وكل التقسيمات المتقدمة وسواها انما وجدت أو استحدثت فلغرض سهولة وتيسير دراسة المواضيع المتقدمة وبأقل ما يمكن من الجهد والعناء ..
وهكذا الحال في آيات اللّه البينات حيث قسّمت أو وجدت فيها آيات مكية وأخرى مدنية اضافة إلى وجود الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والمطلق والمقيّد والخاص حيث سنتناول معظمها في هذا الفصل والفصول اللاحقة ..
لذا ينبغي- والحالة هذه- على كل من يتصدى للكتابة عن القرآن من قريب أو بعيد ان يلم سلفا بكل هذه الحالات والتقسيمات وان يأخذ عنها فكرة كاملة قبل أن يخوض فيها أو يبحث في دقائقها ..
ان تنكبّ هذا السبيل والبحث في مواضيع القرآن من دون الالمام بالحالات والتقسيمات الآنفة قد تؤدي بالمرء لأن ينحرف عن الحقيقة ويخبط في الاحكام خبط عشواء وبالتالي الوقوع في التناقضات والابتعاد عن جادة الحق مما يعرضه لغضب اللّه تعالى ونزول اللعنة الدائمة عليه ..
ولو جاز ان نورد هنا مثلا بسيطا على مثل هذا الانحراف والشطط والبعد عن الحق والحقيقة فهو انحراف من لم يسبّر غور القرآن فقام بخلط آيات مدنية بأخرى مكية عند قوله تعالى : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة : 113] حيث تولى نسبة والصاق هذه الآية الكريمة من سورة التوبة والتي هي سورة مدنية نزلت في السنة الثامنة من الهجرة وتعد من أواخر ما نزل من القرآن نسبتها إلى أبي طالب- عم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)- والادعاء انها نزلت حال احتضاره على فراش الموت واستغفار الرسول نفسه له ..
وسندرك مدى بعد هذه النسبة وهذا الادعاء الباطل اذا ما علمنا بأن وفاة أبي طالب كانت قبل الهجرة بثلاث سنوات أو أكثر وان المدة الفاصلة بين رحيله وبين نزول هذه الآية على الرسول تزيد على أحد عشر سنة.
هذا اضافة إلى الدلائل والبينات التي تشير إلى ايمان أبي طالب ايمانا عميقا لا شائبة فيه وانه قد تظاهر امام القرشيين بعدم اسلامه- كمؤمن آل فرعون- للحفاظ على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى الدعوة الجديدة التي بشّر بها، حيث كانوا يهابونه فلم يجرءوا على القيام بكثير مما كانوا يرغبون عمله ازاء الرسالة والرسول ..
وقد تجلى مصداق هذا الحال جليا عند وفاته حيث غدا مركز الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه ضعيفا وحرجا ازاء القرشيين مما دعاه للتفكير والتعجيل في ترك مكة إلى المدينة المنورة لأنه لم يعد فيها من كان يذود عنه ويقف بوجه جبابرة الكفر والضلال ..
لهذا حرص اقطاب أهل البيت والصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من العلماء والفقهاء وأرباب السيرة على دراسة القرآن بصورة موضوعية وكشف أسباب النزول للوقوف والتفريق بين الآيات التي نزلت في مكة المكرمة أو في المدينة المنورة فضلا عن الوقوف على كل ناسخ ومنسوخ في القرآن والاهتداء إلى المحكم من الآيات والمتشابهة منها ... الخ وذلك من أجل استيعاب معاني الآيات الكريمة ومغبة الوقوع في التناقضات والأخطاء سواء في الأحكام والتشريعات أو في غيرها كحادثة وفاة أبي طالب المتقدمة ..
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|