أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-12-2020
1190
التاريخ: 10-12-2020
1252
التاريخ: 31-10-2020
1228
التاريخ: 31-10-2020
1063
|
الجواب : البداء في اللغة : الظهور بعد الخفاء.
والبداء في الاصطلاح : ظهور شيء بعدما كان خافياً على الناس.
والشيعة الإمامية تعتقد بالبداء ، وأنّه من المسلّمات ، وقد حثّت روايات أهل البيت عليهم السلام على الاعتقاد به ، وهي روايات كثيرة منها :
1 ـ قال الإمام الصادق عليه السلام : ( ما عُظّم الله بمثل البداء ) (1).
2 ـ قال الإمام الصادق عليه السلام : ( لو علم الناس ما في البداء من الأجر ، ما فتروا عن الكلام فيه ) (2).
3 ـ قال الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهما السلام : ( ما عبد الله بشيء مثل البداء ) (3).
هذا إجمالاً ، وأمّا تفصيلاً :
فقد تعرّض المخالفون إلى مسألة البداء من دون مراجعة إلى كتب الشيعة ، فاتهموا الشيعة بأنّهم يقولون بالبداء بمعنى الجهل على الله تعالى ـ والعياذ بالله ـ.
والواقع أنّ منكري البداء اختلقوا من عند أنفسهم للبداء معنى ، وجعلوا يردّدون به على الشيعة ، غافلين عن أنّ أتباع أئمّة أهل البيت عليهم السلام براء من ذلك المعنى ، براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
ولتوضيح الحقيقة نقول : كما قلنا فإنّ معنى البداء في اللغة هو : الظهور بعد الخفاء ، والدليل عليه بعض الآيات المباركة من قبيل :
1 ـ قوله تعالى : {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا} [الزمر: 48] أي ظهر لهم ما كان خافياً عليهم من سيئات ما كسبوا.
2 ـ قوله تعالى : {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ} [يوسف: 35] .
وهذا المعنى من البداء يحصل للإنسان فقط ، ولا يحصل في حقّ الله عزّ وجلّ ، لأنّه يلزم الجهل عليه ، وقد اتفقت الشيعة الإمامية على أنّه تعالى لا يجهل شيئاً ، بل هو عالم بالحوادث كلّها ، غابرها وحاضرها ومستقبلها ، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، فلا يتصوّر فيه الظهور بعد الخفاء ، ولا العلم بعد الجهل ، بل الأشياء دقيقها وجليلها حاضرة لديه.
ويدلّ على ذلك قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ} [آل عمران: 5] ، وقول أمير المؤمنين عليه السلام : ( كلّ سرّ عندك علانية ، وكلّ غيب عندك شهادة ) (4) ، مضافاً إلى البراهين العقلية المقرّرة في محلّها.
وأمّا البداء في الاصطلاح فيمكن نسبته إلى الله تعالى ، ولا يلزم منه الجهل ، فعندما يقال : بدا لله تعالى بمعنى أظهر ما كان خافياً على الناس لا خافياً عليه ، لأنّ الآيات والأحاديث دلّت على أنّ مصير العباد يتغيّر بحسب أفعالهم وصلاح أعمالهم ، من الصدقة ، والإحسان ، وصلة الأرحام ، وبرّ الوالدين ، والاستغفار والتوبة ، وشكر النعمة ، وأداء حقّها ، إلى غير ذلك من الأُمور التي تغيّر المصير وتبدّل القضاء ، وتفرّج الهموم والغموم ، وتزيد في الأرزاق والأمطار ، والأعمار والآجال ، كما أنّ لمحرّم الأعمال وسيئها تأثيراً في تغيير مصيرهم بعكس ذلك.
ويدلّ على هذا التغيير من الآيات قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11] (5).
ومن الأحاديث الشريفة :
1 ـ قول الإمام الكاظم عليه السلام : ( عليكم بالدعاء ؛ فإنّ الدعاء لله ، والطلب إلى الله يردّ البلاء ، وقد قدّر وقضى ولم يبق إلاّ إمضاؤه ، فإذا دُعي الله وسُئل صرف البلاء صرفه ) (6).
2 ـ قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته : ( أعوذ بالله من الذنوب التي تعجّل الفناء ) ، فقام إليه عبد الله بن الكوّاء اليشكريّ فقال : يا أمير المؤمنين أو تكون ذنوب تعجّل الفناء؟ فقال : ( نعم ، ويلك قطيعة الرحم ... ) (7).
3 ـ قال الإمام الصادق عليه السلام : ( إنّ الدعاء ليردّ القضاء ، وإنّ المؤمن ليذنب فيحرم بذنبه الرزق ) (8).
4 ـ قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( والاستغفار يزيد في الرزق ) (9).
إذاً تغيّر مصير العباد له أثر في مسألة البداء ، ولتوضيح ذلك نقول :
المقدّرات الإلهيّة على قسمين :
1 ـ مقدّر محتوم لا يتغيّر ، وهو موجود في اللوح المحفوظ ، وعبّرت الآية المباركة عنه بأُمّ الكتاب { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39] ، وهذا القسم لا بداء فيه ولا تغيّر.
2 ـ مقدّر معلّق قابل للتغيير غير محتوم ، موجود في لوح المحو والإثبات ، وأشارت الآية السابقة إليه ( يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ ) ، فراجعوا تفاسير الفريقين في تفسير هذه الآية المباركة الدالّة على وجود هذا القسم من المقدّرات ، التي يتصوّر فيه البداء.
إذاً المراد من البداء هو تغيير المقدّر بالأعمال الصالحة أو الطالحة ، ولا يخفى هنا أنّ الله سبحانه يعلم كلا التقديرين.
والخلاصة : البداء إذا نُسب إلى الله سبحانه فهو بداء منه ، وإذا نُسب إلى الناس فهو بداء لهم ، فالبداء من الله هو إظهار ما خفي على الناس ، والبداء من الناس بمعنى ظهور ما خفي لهم ، وهذا هو الحقّ القراح لا يرتاب فيه أحد.
____________
1 ـ الكافي 1 / 146.
2 ـ المصدر السابق 1 / 148.
3 ـ المصدر السابق 1 / 146.
4 ـ شرح نهج البلاغة 7 / 194.
5 ـ والآيات التالية : الأعراف : 96 ، إبراهيم : 7 ، نوح : 10 ـ 12 ، الصافّات : 143 ـ 146 ، يونس : 98 ، الأنبياء : 76 و 83 و 88 ، الطلاق : 2 ـ 3 ، الأنفال : 33 و 53.
6 ـ الكافي 2 / 470.
7 ـ المصدر السابق 2 / 347.
8 ـ الأمالي للشيخ الطوسيّ : 135.
9 ـ الخصال : 505.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|