أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2016
3753
التاريخ: 2023-03-07
1121
التاريخ: 26-11-2019
2036
التاريخ: 2024-09-20
229
|
وهي من الفوائد المهمة للزواج وقد ذكرها القران الكريم {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} [الروم: 21] لو تحرينا لعلمنا بأن الرجل بدون المرأة يضحى عضوا ناقصا ، وكذلك المرأة بدون رجل ، وفي الحقيقة أن الرجل والمرأة هما وجود واحد كامل ، يستند أحدهما إلى الآخر ، ولا يمكن الفصل بينهما. ويمكن القول أن نقول بأن عبارة الزوج تليق بهما أكثر من غيرهما كونهما يكمل أحدهما الآخر ، وهذه هي طبيعة الزوج. إن الرجل ليستند إلى المرأة بنظر القرآن، بنظر الطبيعة ، بنظر الحالة النفسية، وأن المرأة لتركن إلى الرجل. في هذه الحياة، وفي هذا العالم يحتاج كل شخص إلى شخص أخر يفرغ عنده ما في قلبه ساعة الشدة ، وفي اللحظات الخاصة جداً ، ولو دققنا مليّا في القرآن الكريم ، وفي الطبيعة. لما رأينا أحن من الزوجين على بعضهما على بعض ، لذا يقول القرآن المجيد بأنهما مخلوقان يسكن أحدهما للأخر ويهدأ ، وأنهما لا يمكن أن يتخلى أحدهما عن الآخر، وعليه فلا بد لهما من العيش بعنوان زوج يكمل أحدهما الأخر {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21] أي جعل بينكما الألفة ، وهذا الأمر ملاصق للرجل والمرأة منذ أن خلقهما الله ، حيث جعل المحبة والمودة والرحمة بينهما ، هذا إذا لم نوجه أي ضربة قاصمة لهذا السكن المألوف ولتلك المحبة والود الذي حباه الباري لنا منّا وعطاءً جميلاً (١) إن الدار التي لا يتمتع فيها الزوجان بهذه السكينة ، ولا يستفيدان فيها من هذه الألفة لا تعدو أن تكون كالفرد الذي لا يغالبه النوم ، وأقول قولي هذا باعتبار أن الذي لا يأتيه النوم تراه مضطربا قلقا لا يعمل فكره بالمرة ، ويبدو النحول والخمول على جسمه ، ولكن قوته التخيلية تضحي متفاقمة.
فالنوم على حد قول القرآن المجيد يوجب الهدوء والسكينة ، ويقول أيضا أن الرجل والمرأة يوجبان الهدوء لبعضهما ، فالذي هو مجرد ليس له زوجة ، كالذي ليس له دار ، والتي ليس لها زوج كالفرد الذي غاب النوم عن عينيه ، لذا يجب علينا أن نحافظ على حالة الهدوء والسكينة هذه من خلال تخلينا عن كل ما يمكن أن يسهم في تفتيت هذه الحالة والتي تعد بمثابة سكن وسكينة.
المرأة والرجل يزين أحدهما الأخر
إنهما بنظر القرآن المجيد ليس فقط يسكن أحدهما للأخر بل ويزين أحدهما الآخر أيضا. قال عز من قال في محكم كتابه: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187].
إن اللباس في هذه الآية المباركة ينضوي تحت ثلاث معان ، المعنى الأول : أن الزوجين يزين أحدهما الآخر ، باعتبار أن اللباس زينه والشاهد على ما نقول هو إطلاق القرآن المجيد كلمة زينه على اللباس في آية أخرى:
{يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].
وبناء على ذلك تضحي الآية {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} أي هن زينة لمك وأنتم زينة لهن.
أما المعنى الثاني فهو: أن المرأة قد تضحي سببا في عدم انحراف الرجل ، وقد يكون الرجل سببا في عدم خروج المرأة من جادة الصواب.
أما المعنى الثالث فهو: أن الرجل ستر للمرأة، وكذا المرأة ستر لزوجها، فالرجل الغير متزوج مثل ذاك الذي لم يستتر عورته، والمرأة التي لا زوج لها كتلك التي لا ترتدي حجابا أو إزارا يستر عورتها. وعليه تكون الآية الشريفة التي ذكرناها: الرجل زينة امرأته، وكذا المرأة زينة لزوجها على الزوجين أن يعرفا كيف يحافظان على هذه الزينة.
قال الإمام الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: (إنما المرأة قلادة فأنظر ما تتقلد ، وليس للمرأة خطر ، لا لصالحتهن ولا لطالحتهن ، فأما صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضة ، وهي خير من الذهب والفضة ، وأما طالحتهن فليس خطرها التراب ، التراب خير منها)
وقال الإمام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين: عليهما السلام (وأما حق الزوجة فإن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكنا وأنسا ، فتعلم أن ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها، وأن كان حقك عليها أوجب ، فإن لها عليك أن ترحمها).
______________________
(1) الاخلاق البيتية / الاستاذ مظاهري 1993 - بيروت لبنان.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|