ما هو القرآن ؟ وما ذا فيه؟ وما هو التحدي الذي اعجز البشر عن الإحاطة بأبعاده !؟ |
2096
05:57 مساءاً
التاريخ: 23-04-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-13
986
التاريخ: 28-01-2015
2309
التاريخ: 23-04-2015
2868
التاريخ: 7-11-2014
4838
|
كان وما زال القرآن الكريم وكأنه حديث جديد ومثير رغم مرور الزمن، بل نراه يتجدد كل يوم، ليتواكب مع الإنسان في حاضره الجديد المتطور، ومستقبله المرتقب. لكن مع ذلك هذه الرسالة واجهت تحديا كبيرا بشتى أصنافه وأشكاله وجميع فنونه، وهذا ما عاصره النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) والعهد القريب بالرسالة وهو ما يسمّى بالجاهلية الأولى.
وتحدي الجاهلية الثانية التي تمثلت بالمستشرقين والمغتربين ممن اغترّ بالثقافة الغربية.
الجاهلية الأولى :
تمثّل تحدي الجاهلية الأولى في استخدام ابشع الوسائل على الصعيد الإعلامي، لغرض إيقاف تأثير القرآن على قلوب الناس، بعد عجزهم من المواجهة البلاغية، أو الإتيان بسورة واحدة.
وكانت وسيلة السحر التي توسلوا بها، واستخدموها، باعتبارها شائعة في ذلك العصر لم تنفعهم، فالوليد بن المغيرة وكان شيخا كبيرا مجربا من دهاة العرب، وكان من المستهزئين برسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم)، وكان رسول اللّه يقعد في الحجرة ويقرأ القرآن، فاجتمعت قريش إلى الوليد بن المغيرة، وقالوا : يا أبا عبد شمس، ما هذا الذي يقول محمد، اشعر أم كهانه أم خطب!؟
فقال لهم : دعوني اسمع كلامه، فدنا من الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) فقال : يا محمد أنشدني من شعرك.
قال : ما هو شعر، ولكنه كلام اللّه الذي ارتضاه لملائكته وأنبيائه ورسله.
فقال : اتل عليّ منه شيئا.
فقرأ رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) حم السجدة، فلما بلغ قوله «فأعرضوا» يا محمد اعني قريشا «فقل لهم أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود».
قال فاقشعر الوليد، وقامت كل شعرة في رأسه ولحيته، ومرّ إلى بيته، ولم يرجع إلى قريش من ذلك فمشوا إلى أبي جهل فقالوا : يا أبا الحكم إن أبا عبد شمس صبا إلى دين محمد، أما تراه لم يرجع إلينا.
فغدا أبو جهل إلى الوليد فقال له : يا عم نكّست رءوسنا وفضحتنا، فقال : ما صبوت إلى دينه، ولكن سمعت كلاما صعبا تقشعر منه الجلود.
فقال أبو جهل اخطب هو! قال : لا، إن الخطب كلام متصل، وهذا كلام منثور، ولا يشبه بعضه بعضا.
قال : أفشعر هو! قال : لا، إما أني لقد سمعت أشعار العرب بسيطها ومديدها ورملها ورجزها (يقصد هنا بحور الشعر) وما هو بشعر.
قال : فما هو! قال : دعني أفكر فيه.
فلما كان الغد قالوا : يا أبا عبد شمس ما تقول فيما قلناه.
قال : قولوا : هو سحر فانه اخذ بقلوب الناس (1).
فنزلت هذه الآية { فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ } [المدثر : 24]
بهذه الكيفية تحدّت الجاهلية الأولى القرآن، كي تبعد الناس عنه، حينما صوّرت لهم القرآن انه سحر، ولا فرق بين عمل السحر وتأثيره، وتأثير القرآن وعمله، متجاهلين حقيقة السحر أنه من الباطل، حيث انه يعمي عن الحقيقة التي يكتشفها العقل، لان من ميزاته انه يرهب ويأخذ العين على غرة {أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} [الأعراف : 116] وهو اقرب إلى الخيال من الحقيقة، ولا يتخطى ذلك الخيال إلى العقل {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [طه : 66]
«أ لم يقل الوليد انه سحر ما رأيتموه، يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه»(2){ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} [البقرة : 102]
إن القرآن آيات معجزة، لأنها مبصرة مبينة، لا تخفى على أصحاب العقول النيرة، وذات تأثير يأخذ القلوب بأزمتها، وتباشر مخاطبة العقل والفطرة والفكر بالبرهان القائم على العلم، فليس ذلك سحر.
وفي بعض الأحيان نجد التحدي للقرآن العظيم في صور أخرى ومحاولات يائسة شتى، كلّفت قريش ومن والاها ثمنا باهظا، يتمثل في عنادهم واستعلائهم على الإيمان بكتاب اللّه عز وجل، فعجزوا على أن يأتوا بسورة واحدة فقط، ولم يستطيعوا أن يبرزوا عيبا واحدا في آياته، لذلك عجزوا عن القول بأنه غير متناسق، وفيه تناقض، وكل محاولاتهم وتحدياتهم باءت بالفشل الذريع السريع، وهذه نتيجة حتمية لكل من تسوّل له نفسه بتحدي آيات السماء الخالدة.
الجاهلية الثانية :
لقد تغيّرت تلك الصور والأشكال التي تحدت بها القرآن، وحاولت أن تطعن في كتاب اللّه بطريقة أخرى، وهي التشكيك فيه بالمقارنة بين ما جاء به وبين متطلبات العصر الحديث، وراحت تقول! إن كتاب اللّه ليس نصا ثابتا لا يتغير، وأنكرت المصدر الإلهي، وأن وجوده أزلي في اللوح المحفوظ، ما هي إلا أسطورة فأنكرت الغيب، وانه من شروط الإيمان (3) وكل ذلك نتيجة الانبهار بالتقنية الحديثة والانهزامية النفسية، ولعدم فهم كتاب اللّه، وكذلك نتيجة التخلف المتوارث في الأمة الإسلامية، وابتعادها عن القيم الحقة. استطاع المستعمر عن طريق بعض المستشرقين والمنبهرين بالثقافة الغربية من أبناء الأمة الإسلامية، أن يدخل هذه الأفكار الغريبة والخطرة، ليؤكد على أن القرآن لا يلائم العصر وهو السبب في تأخر المسلمين.
إذا هذه الفئة تحدت القرآن، بإيراد إشكالات في ثوب جديد، تسعى من خلاله إلى تضليل المسلمين.
ولكن بقى القرآن أصلا ونصا ورسما، كما هو على مر الزمن {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر : 9] .
(2) تفسير كنز الدقائق (ج14) ص 20 .
(3) نجد هذه الأفكار في كتاب نقد الخطاب الديني لمؤلفه نصر حامد أبو زيد .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|