أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2014
![]()
التاريخ: 29-09-2015
![]()
التاريخ: 15-02-2015
![]()
التاريخ: 5-10-2014
![]() |
حيوية القرآن تتجسد في المعرفة التطبيقية له بربط آياته وما فيه من أحكام وقوانين في مختلف الاتجاهات الاجتماعية بالواقع والحياة. فطريقة الفهم هي التي تحدد كيفية الارتباط والتطبيق على الواقع.
فالأجيال الأولى التي واكبت الدعوة الإسلامية فهموا القرآن على انه كتاب للحياة، وبرنامج للعمل، وخريطة للتحرك، فكان الواحد منهم حينما يقرأ القرآن يترجم ذلك إلى عمل عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : «حدثنا من كان يقرئنا من الصحابة انهم كانوا يأخذون من رسول اللّه عشر آيات فلا يأخذون في العشر الآخر حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل». (1)
والرعيل الأول الذي عاصر النبي (صلى الله عليه واله وسلم) كان يرى كل مشاكله والأزمات التي تعصر به من خلال القرآن فيلجأ إليه حينما يريد أن يهتدي إلى السبيل الواضح، والحل الأمثل والقرار الحازم يتجاوز بذلك منطقة الخطر التي يمر فيها.
أما الأجيال التي جاءت بعد ذلك الجيل أساءت الفهم إلى القرآن، واعتبرته أثرا من الآثار عليها أن تحتفظ به في متحف من المتاحف التاريخية، وأخطأت حينما اعتقدت أنه كتاب من الكتب القديمة التي كانت تتحدث عن القصص التاريخية، وبعض الأمور الطقوسية، فهو كتاب لا يرتبط بالحياة لا من بعيد ولا من قريب!.
وهذا الفهم أساء إلى الأمة الإسلامية ولم يسيء إلى كتاب اللّه لأنه فهم مغلوط، ولأن ما في الكتاب باق على حقيقته لا يغيره هذا الفهم الخاطئ، وقد لعبت عدة عوامل وأسباب في تكريس هذا الفهم. لذا فإن الأجيال المتعاقبة ساعدت على التخلف، والتراجع عن القرآن والدين باعتقاد انهما سبب هذا التخلف، بينما لم تكن تعي الأمة أن سبب تخلفها هو ابتعادها عن كتاب اللّه.
ومن تلك العوامل أيضا التي ساعدت في هذا الفهم هو إبعاد القرآن عن ميدان العمل، وساحة النشاط، وبالتالي إبعاده عن مسرح الحياة والأحداث، وذلك كي يتسنى للإنسان المسلم التهرب من الضوابط والقيود الشرعية ويطلق العنان للأهواء والشهوات تلعب دورها دون قيد أو شرط فينطلق في الحياة كما يشتهي ويريد، لا كما يريد القرآن منه والدين. فبالتالي نرى أن هذا الإنسان ليس مستعدا أن يتنازل عن رغبة من رغباته، ولا عن علاقاته ومنصبه، وما يملك. وكان للأفكار الدخيلة والأفكار المسمومة والثقافات المنحرفة والجاهلية دور آخر في هذا الفهم الخاطئ عند ما وردت التيارات الفكرية التي غيّرت من سلوك المسلم، وأبعدته عن ثقافته، وعمّقت لديه الانحراف متجاوزا بذلك كل قيمه ومفاهيمه الخيرة، آخذا بالركض وراء الشيوعية والوجودية والرأسمالية والمذاهب الفلسفية والاقتصادية والسلوكية والإطلاقية عله يجد فيها ما يشفي غليله ويعالج مشاكله التي تعصف به.
ومن هنا كان على العلماء والمفكرين والكتاب أن يزيلوا هذا الفهم الخاطئ بتكثيف الجهود لبيان حقيقة القرآن وفق منهجية مدروسة تقوم على أسس علمية وقواعد رصينة نابعة من ذات الرسالة ليتم بها استخراج المفاهيم الأصيلة والأفكار النقية التي تدفع المسلم إلى الأخذ بها، والعمل وفقها.
والقرآن هو الكتاب الوحيد الذي يدل الإنسان على النجاة، ويرشده إلى الطريق، ويزيل عنه تلك الشبهات، ويبعده عن الطرق الملتوية، ويأخذ بيده إلى الصواب، ويخرجه من الظلمات إلى النور.
لذا يأتي النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ليقول أن العلاج هو بالقرآن وفي القرآن فقط بعد أن يشير في رواية إلى حركة الزمن والتغير الذي يحدث، وان الدنيا لا تبقى على حال، فكأنه يستقرئ ما سيحدث للأمة من تركها للقرآن، وفهمها الخاطئ له فتصبح بعيدة عنه فيضع لنا هذا النص فيقول :
«أيها الناس إنكم في دار هدنة وانتم على ظهر سفر والسير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود فاعدوا الجهاز.
قال : فقام المقداد بن الأسود فقال : يا رسول اللّه وما دار الهدنة قال : دار بلاغ وانقطاع فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع، مشفّع وماحل مصدّق، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره أنيق وباطنه عميق، له نجوم وعلى نجومه، نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة فليجل جال بصره، وليبلغ الصفة نظره ينج من عطب، ويتخلص من نشب، فان التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص».(2)
فإذا أردنا أن نزيل اللبس، ونقضي على الفتن، فعلينا بفهم القرآن فهما صحيحا وسليما.
__________________
1. منية المريد ص 216 .
2. ميزان الحكمة ( ج 8) ص 65 .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|