المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الطريقة العامة لتحضير الثايوزبينات (Z26-Z1)
2024-07-14
المفعول المطلق
17-10-2014
حدود الصلاحيات المالية لحكومة تصريف الأمور اليومية في نطاق الظروف العادية
2024-10-13
ايمان جده عبد المطّلب
18-4-2017
خطأ أينشتاين الفادح
2023-08-07
Riemann Formula
23-7-2018


العائلة والمجتمع العاصي  
  
2019   11:52 صباحاً   التاريخ: 1-9-2020
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص354
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-7-2018 2913
التاريخ: 2023-03-13 1052
التاريخ: 17-1-2019 2102
التاريخ: 7-3-2022 4353

تكشف مقومات بناء المجتمع، من عائلة ومدرسة ومجموعات، عن هويتها ومدى فاعليتها من خلال العمل والتطبيق؛ فلو لم تكن هذه المؤسسات مهذبة وسليمة فإن الأطفال سيتعلمون ما هو سيء ومشين وحينها ستعد مذنبة ومقصرة في مسؤوليتها.. إذا كان المسؤولون وبناة المجتمع حقودين وضعيفي النفوس، وإذا لم يراعوا الأدب، وإذا لم ينتهجوا الأسلوب الصحيح فماذا يمكن أن تكون توقعاتنا من الأطفال.

عندما يكون المنحرفون والطالحون أمام الأعين، كأن يكون في البيت شارب خمر أو فاسد والطفل يراه ويشعر بوضعه بشكل ما فإنه سيتأثر به وسيسلك مستقبلاً ذات الطريق ولهذا كان لزاماً تطهير العائلة والمجتمع وتنقية أجوائهما.

كما أن على هذه المؤسسات (العائلة والمدرسة والمجموعات) أن يكمل بعضها الآخر وتسير جنباً الى جنب لا أن يحبط أحدهما عمل الآخر، وأن أي تجاوز أو عدول عن النهج الصحيح وأي إنحراف يعد مصيبة وذنباً ويستحق العقوبة ولو من جهة أنه يصير وسيلة لتعلم الطفل درساً سيئاً.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.