المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

آية الولاية
11-10-2014
تقسيم الإنزيمات
2023-11-21
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
23-9-2019
قوة الجاذبية غير موجودة
2023-07-02
duration (n.)
2023-08-18
تقسيم المدينة
31-1-2016


تأثيرات الأسرة الفردية  
  
2529   11:19 صباحاً   التاريخ: 31-8-2020
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص5–8
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2016 2015
التاريخ: 12-1-2016 3610
التاريخ: 11-9-2016 1960
التاريخ: 1-11-2017 1978

للأسرة تأثيرات فردية واجتماعية، فهي أساس الحياة الفردية من جهة، ومفعّل الحياة الاجتماعية من جهة أخرى، وسنسعى في هذا البحث الى مناقشة جانب من ابعادها في هذين المجالين، ونبدأ اولاً بالحديث عن تأثيراتها الفردية:ـ

1.تربوياً: من منا لا يعرف بأن الأسرة تعد من أهم المؤسسات التربوية؟ لقد ذكر بأنها أساس تربية الأطفال وإصلاحهم، وكل طفل يتعلم أول دروسه التربوية وأسس التعاليم الحسنة أو القبيحة فيها.

وتدوم تأثيرات الوالدين التربوية في طريقة حديث الطفل وسلوكه طيلة عمره إلى درجة أن نوع التربية والتلقين من قبل الوالدين يؤثر تأثيراً مباشراً على فهم الطفل وإدراكه للمسائل الاجتماعية كيفية تحليه ومناقشته للأمور المختلفة.

فحضن الوالدين وخصوصاً حضن الأم هو أول وأهم مدرسة تعليمية، والمكان الذي يتأثر فيه الطفل بشدة، ففي الوسط العائلي يبدأ تكوين وجدان الطفل، وضميره، وإمكاناته، وقدراته الكامنة، وتجاربه، ومشاهداته، ومسموعاته.

وسيدرك الطفل الكثير من المسائل المبهمة والغامضة هناك، والوسط العائلي هو فضاء مساعد على رشد ونمو إمكانات الطفل وتبلورها وظهورها للعيان، والتحرك في المسار الصحيح وفي جهة التحول والتغيير الايجابي، فتجارب الطفل تزداد في ظل ذلك، وتصبح لاحقاً جزءاً من حياته المستقبلية وطبيعته وشخصيته.

ولذلك فنحن نعتقد بأن الأسرة قادرة من خلال تأثيرها التربوي على الطفل أو تخلق الشروط المناسبة للعديد من حركات وتوجهات الفرد والمجتمع. وبعبارة أخرى فإن رشد المجتمع ووعيه وجماله وقبحه، كل ذلك ينشأ من الأسرة.

2.أخلاقياً ومعنوياً: الأسرة هي المؤسسة الأولى التي تحيط بالطفل مادياً ومعنوياً ويمكننا اعتبار الأسرة مؤسس المعنويات والأخلاق، والادعاء بأن الفضائل والرذائل الاخلاقية تنبع من الأسرة دائماً، ثم تتشكل وتتكون في المدرسة والمجتمع، ومن ثم تتوضح وتنطلق في ميدان الحياة الاجتماعية.

وأما أكثر الصفات والخصائص الأخلاقية والمعنوية التي تسري إلى الطفل وتنتقل إليه من خلال التلقين الذي يتلقاه الطفل من والديه. فالصفات الحميدة والعظيمة من الشجاعة، والمروءة، والتعاون، والايثار، والتواضع، والأخلاق، وحقيقة الصداقة والمحبة والفداء، وبشكل عام الصفات الانسانية، ونوع التربية التي تصدر عن الأسرة، وتصبح منشأ تقدم المجتمع وتطوره، وأساساً فإن الأخلاق والتقوى والملكات والفضائل الانسانية تحافظ على استمرارها بشكل أكبر وأفضل من خلال الأسرة.

3.عاطفياً: الأسرة هي منطلق المحبة والايثار، والأب والأم هما الموجودان اللذان يبرزان المحبة والرحمة الخالصة للطفل بلا أي مقابل أو أجر، فعندما يقال: بأن الأم تفضل أن يغرز الشوك في عينيها على لمس الشوك قدم طفلها، ربما يكون ذلك كلاماً فيه نوع من المبالغة، ولكنه في الوقت نفسه يدل على عمق المحبة التي تكنها الأم لابنها.

يتعلم الطفل في الأسرة كيف يحب الآخرين ويحسن إليهم، وكذلك يتكون حنانه ورفقه وغضبه في البيت، وكذلك فإن العواطف الأصلية التي تتكون في ظلها الروابط والعلاقات الانسانية تنشأ من الأسرة أيضاً، وقد أشارت الاحصاءات والدراسات التي أجريت على المجرمين، بأن جلهم أفراد حرموا من حنان ومحبة الوالدين، وخصوصاً الأم.

وبعبارة أخرى من لم يشاهد الحب والاحسان في أسرته، فلن يقدر على إفاضته على الآخرين، على مبدأ أن فاقد الشيء لا يعطيه.

4.شخصياً ونفسياً: للأسرة دور وتأثير خارق في تكوين شخصية الانسان وبعث روح الحياة والسكون الداخلي فيه، وبشكل عام فإن أشكال الحياة المختلفة التي تتكون شخصية الطفل بناء عليها تنشأ عن الأسرة، ويمكننا أن نشبّه الأسرة بمصنع تصب فيه شخصية الأطفال في قوالب خاصة، وهذا الأمر يبدو أكثر وضوحاً وصدقاً في السنوات الأولى من العمر.

فعادات الطفل، ورغباته، وانفعالاته، وسكناته، وانزعاجاته، وصفاته، الحميدة، والتلاؤم العقلاني مع شروط الحياة الاجتماعية، والتوجه نحو الفساد او الصلاح، كل ذلك ينشأ في ظل الاسرة.

فالطفل يكتسب تجاربه ومهاراته الاولية في المحيط العائلي ويوظف هذه التجارب في مراحل الحياة اللاحقة.

فسلوكه وأفعاله ومواقفه وتعامله مع الحسن والقبيح، وايثاره وأنانيته وغروره وعزة نفسه أو ذلته غالباً ما تنشأ هذه الأمور في فترات الطفولة، وتحت ظل أسلوب التربية التي يتلقاها في الأسرة.

وهكذا تتجذر هذه الصياغة للشخصية في نفسه وتؤدي الى سلوكيات وأفعال معينة وخاصة.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.