أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2018
1837
التاريخ: 14-9-2018
1697
التاريخ: 9-1-2017
3489
التاريخ: 11-10-2018
1986
|
الكتابة التاريخية : -
أ – مراحل الكتابة التاريخية : -
لقد بحث كثير من العلماء قديما وحديثا هذا الموضوع، نشأة علم التاريخ عند المسلمين، ولعل من أطرف هذه الأبحاث وبخاصة الحديثة وأدقها وأشملها بحث ( روزنتال ) عن " علم التاريخ عند المسلمين . وعلى أي حال، فإن أول شيء اختلف فيه العلماء القدماء والمحدثون – أصل كلمة تاريخ – وقد تحدثنا عنها سابقا . وعلى العموم فإن علم التاريخ عند المسلمين سار منذ نشأته كما يرى بعض الباحثين في اتجاهين:
أ – اتجاه قبلي : يتمثل في أيام العرب وأخبارها .
ب – اتجاه إسلامي : يتمثل في سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ومغازيه .
أ – الإتجاه القبلي :
أن التاريخ الجاهلي غامض أشد الغموض إذ يعوزه التحقيق والتدقيق والنقد والغربلة وأكثر ما ذكروه على أن تاريخ هذه الحقبة هو أساطير وقصص شعبي وأخبار أخذت عن أهل الكتاب وأشياء وضعت في الإسلام لمآرب اقتضتها العواطف والمؤثرات الخاصة ومن ثم يجب أ نكون على حذر إزاء هذا الفيض الهائل من الأخبار التي تروى عنه وعن الحياة العلمية والفكرية فيه، وعن معرفة العرب وعلومهم. لأن أكثر هذه العلوم لم تكن علوما بالمعنى المتعارف عليه اليوم، إنما كان فنونا ومعارف يعوزها العلم ومنهجيته ، أضف إلى هذا أنها كانت ملكا بين الأمم القديمة التي كانت تجاور العرب كالكلدان والفرس والهند والصين واليونان فقد ثبت علميا أن الجزيرة العربية لم تكن منعزلة عما يجاورها من حضارات قديمة وإنما كانت دائبة الاتصال بتلك الحضارات متأثرة ومؤثرة ، ومهما يكن من شيء فليست لدينا القدر ة على القطع في هذه الناحية برأي لغموض هذه الفترة من ناحية ولقلة الموارد والمصادر التي تعيننا على فهم هذا العصر فهما علميا صحيحا من ناحية أخرى لأن أكثر معرفتنا عن هذا العصر ، وخصوصا تلك التي كانت نتاج كثير من المؤرخين العرب ، يمكن ردها غالب الأمر إلى ثلاثة مصادر :
أ – الشعر العربي القديم .
ب – النقول الشفهية والأساطير – أيام العرب.
ج – الأمثال والحكم .
وهذه المصادر وحدها غير كافية لفهم العصر، وما كان يجري فيه من أحداث، أضف إلى هذا أن أكثرها لا يطمأن إلى صحته. ويجب أن نضع في الإعتبار أيضاً أن أكثر ما ذكره المؤرخون العرب والنسابون عن تاريخ العرب لا يتجاوز القرن الخامس الميلادي، أما ما جاوز ذلك فعلى حد تعبير بعض العلماء الباحثين (قصص شعبي وأساطير وأخبار أخذت من التوراة) وكل هذا مشكوك في صحته . وإذا ما سرنا مع الذين يقسمون تاريخ الجاهلية قسمين :
أ – جاهلية جهلاء : وهي ما بعد القرن الخامس الميلادي، وهذه لا نعرف عنها شيئا معرفة صحيحة .
ب – جاهلية قريبة عهد بالإسلام : وهي التي لا تتجاوز القرن الخامس الميلادي .
فهذه الجاهلية القربية هي آخر مرحلة من مراحل التطور الثقافي والحضاري والذي وصل إليه العرب قبل الإسلام ، فهي مرحلة تقدم ورقي ، إلى حد ما ، وخاصة إذا قيس بالمراحل السابقة . وعلى كل حال فعلى قدر ما وصلنا من معلومات عن هذه الفترة وخاصة من بعض المصادر الإسلامية المتمثلة في القرآن والحديث وبعض النقوش والكتابات التي اكتشفت حديثا وما صح من المصادر السابقة نحس إحساسا عاما بأن الشعر كان يلعب دورا كبيرا في حياة هذا العصر فلقد كان علم العصر وذوقه وعلى حد تعبير ابن سلام (كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه ) . فالشعر مصدر هام يعين الباحث في التاريخ على تصور ما كانت عليه الآثار المختلفة من قصور ومنتزهات وبرك وأسماء مواضع تعين على تحديد المعالم الهامة للمدينة المراد دراستها بالإضافة إلى أن الشعر يصور لنا كثير من أحوال العرب الاجتماعية والدينية فهو ( ديوان العرب ) وبه حفظت أنسابهم ومآثرهم وفيه ذكر لأيامهم ووقائعهم وحالهم في السلم والحرب .
ولما كانت للشعر هذه المنزلة في حياة العرب والعصر مست الحاجة إلى حمله وأدائه " أي روايته " ولكن يبدو أن الرواية ظهرت قبل الشعر .
وقبل أن نكمل لا بد لنا من تتبع كلمة ( رواية ) نشأتها وتطورها حيث بدأت بمدلولها المادي الحسي إلى أن أصبحت ذات مدلول علمي وأدبي فكلمة ( الرواية ) مصدر من الفعل " روى " وهذا الفعل فيه معنى الري والشبع والمصدر في أصل معناه المادي النقل أي نقل الماء وأسم الفاعل منه " راوٍ " أي ناقل . فالرواي في هذا الطور اللغوي – حامل الماء وناقله – سواء كان ۱ – جمادا كوعاء الماء أو ۲ – حيوانا كالإبل الحاملة له ۳ – أم إنساناً كالمستقي فهي في هذا الطور اللغوي ذات مدلول مادي حسي وإذا ابتعدنا عن الماديات والمحسوسات وانتقلنا إلى النفسيات والمعنويات فأطلقت على طريقة حمل الشعر وأدائه فأصبح المعنى مجازي وأطلق أسم الفاعل منه على حامل هذا الفن القولي ومؤديه ثم دخلت اللفظة ( رواية ) بيئة العلم الإسلامي بهذا المعنى فأطلقت على طريقة حمل الصحابة لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام وأدائهم له كحمل الشعر وأدائه . فحامل الشعر ومؤديه وحامل الحديث ومؤديه كلاهما راوٍ . ومن هنا تأخذ هذه اللفظة دلالة علمية اصطلاحية ويشترط لصحة الرواية سواء كان الشعر أو الحديث ( تمام الحفظ ) فلا تصح الرواية إلا عن حفظ .
إذاً القول بان الرواي ة ظهرت قبل أن يعرف العرب الشع ر قال ب ه أحد مؤرخي الرواية العربية في العصر الحديث إذ يرى : أن الرواية نشأت أول أمرها نشأة بسيطة ساذجة ثم نمت وتطورت بتطور العصر فلم تكن في البداية تاريخية وليس لها أي صفة علمية كما أنها في أول أمرها لم تكن وقفا على أناس معينين وإنما كانت ملكا مشاعا بين العامة والخاصة على حد سواء كما أنها أيضا لم تكن خاصة بالشعر وإنما بأخبار القبائل وأنسابها ، ولما تطور العصر وتطور أصحابه معه واهتدوا إلى الشعر وبرعوا فيه ، ظهرت الحاجة إلى من يتفرغ لحفظه وأدائه ومن هنا ظهر ( رواة ) قصروا أنفسه م عل ى حف ظ هذ ا الف ن القول ي وأدائه وأصبح لكل قبيلة شاعر أو أكثر يضع نفسه تحت تصرفها فكان لسانها الناطق وصحافيها البارع ومن ورائه (راوٍ) يتبعه ويتتلمذ عليه حتى يصير في يوم من الأيام شاعرا وإلى هنا لم تأخذ الرواية أية صفة علمية ولكنها اكتسبت بعد ذلك شيئا من روح العلم .
ومن هنا نرى أن الرواية بعد ما نشأت أول أمرها هذه النشأة البسيطة تطورت بتطور العصر حتى أخذت قبيل الإسلام صفة علمية لكنها لم تصبح علما ذا قواعد وأصول إلا بعد الإسلام ، وإنما اكتسبت شيئا من روح العلم ، وظهر فيها نوع خاص من الناس وظهر فيها نوع من التخصص ، فبعد ما كانت تمارس بمعناها العام التاريخي والأدبي أصبح للرواية التاريخية رواة ، والأدبية الشعرية ، ومن ثم تخصص الرواة .
فأصبح هناك رواة وظيفتهم حفظ شعر شاعر بعينه وأدائه، ورواة وظيفتهم حفظ أخبار القبيلة وأنسابها ومفاخرها، وأصبح الراوي بحكم هذه المهمة التي اختص بها، عالم القوم وأصبحت الرواية هي العلم في ذلك العصر. فهذا حال الرواية قبل الإسلام، أما بعد الإسلام فكان الصحابة الذين صحبوا النبي عليه الصلاة والسلام وعاصروه ورأوا بأعينهم معجزاته وآياته يمثلون دور الرواة بالنسبة للنبي عليه الصلاة والسلام، المصدر الأول للخبر فكانوا يأخذون عنه أخذ عًلميا؛ إذ كان للصحابة منهج خاص في الرواية يقوم على عمد وأصول من أهمها : -
أ – الإقلال من الرواية .
ب – التثبت والتحري .
أ- الإقلال من الرواية: -
ب- خشي كثير من الصحابة رضوان لله عليهم وخاصة الخلفاء الراشدين على حديث النبي (صلى الله عليه وآله) من عبث الرواة وتزويدهم فكانوا يأمرونهم بالاقتصاد في الرواية والإقلال منها ومثال ذلك الخليفة عمر ابن الخطاب الذي كان شديد الإنكار على من أكثر في الرواية أو من أتى بخبر في الحكم لا شاهد عليه. وكان يريد من وراء ذلك ألا يتسع الناس فيها فيدخلها الشوب ويقع التدليس والكذب من المنافق والفاجر. وكان كثير من الصحابة وأهل الخاصة برسول لله (صلى الله عليه وآله) كأبي بكر والزبير وأبي عبيدة والعباس يقلون الرواية بل أن بعضهم لا يكاد يروي شيئا مثل سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة .
فمنهج الصحابة رضوان لله عليهم في الرواية بعد وفاة النبي عيه الصلاة والسلام كان يقوم على الإقلال منها ( خشية الوقوع في الخطأ لأن كثرة الكلام تورث الغلط وكثرة النقل تطغى على الفهم وتشل العقل وتعوقه عن أداء وظيفته ) " وكان هذا أحد أصول منهجهم في الرواية " ومن هذه الأصول التي يقوم عليها هذا المنهج أيضا :
ب – التثبت والتحري:
كان منهج الصحابة رضوان لله عليهم في قبول الأخبار الإحتياط الشديد لأنهم يعتبرون الخبر كالشهادة عملا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام (لا تأخذوا العلم إلا عمن تقبلون شهادته) وقد طبق ذلك أبو بكر الصديق وعمر ابن الخطاب هذا الأمر في تقسيم ميراث الجدة والإستئذان.
فأصبحت الرواية بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) بمعنى العلم الذي لا ينبغي الرجوع إلا إليه وله شروط منها :
أ – التثبت والتحري ب – الشهادة على السماع. ومن الشهادة على السماع كانت أول خطوة من خطوات الإسناد التي لا يعرف متى بدأت وإن كان بعض الأقوال تشير إلى أنها ظهرت بعد الفتنة بين علي (عليه السلام) ومعاوية.
ولم يظهر الإسناد فجأة وإنما تدرج مع العصر فكلما قرب العهد بالمصدر الأصلي للخبر لم تكن هناك حاجة باعثة على التزام الإسناد في عهد الصحابة وكبار التابعين .
ب – الإتجاه الإسلامي: ويتمثل في سيرة الرسول صلى لله عليه وسلم ومغازيه .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|