أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-17
800
التاريخ: 24-1-2021
2308
التاريخ: 18-8-2016
1983
التاريخ: 2023-04-21
1305
|
مما لا شك فيه ان الله سبحانه وتعالى ليس بحاجة إلى شكرنا في مقابل نعمه علينا ، وإذا امرنا بالشكر فذاك لنستوجب نعمة اخرى وهي واحدة من المبادئ السامية في التربية.
المهم ان نعرف ما هي حقيقة الشكر ؟
لكي يتضح علاقته في زيادة النعمة من أين ؟ وكيف تستطيع ان تكون عاملا مهما للتربية ؟
ان حقيقة الشكر ليس فقط ما يقوله الإنسان (الحمد لله) او الشكر اللفظي ، بل هناك ثلاث مراحل للشكر :
الأولى : يجب ان نعلم من هو الواهب للنعم ؟ هذا العلم والإيمان الركن الأول للشكر.
والثانية : الشكر باللسان .
والثالثة : وهي الأهم الشكر العملي ، أي ان نعلم الهدف من منحنا للنعمة ، وفي أي مورد نصرفها ، وإلا كفرنا بها ، كما قال العظماء : (الشكر صرف العبد جميع ما انعمه الله تعالى فيما خلق لأجله).
يقول سبحانه وتعالى : {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل : 18].
ويقول : {قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [الأعراف : 10].
ويقول : {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ} [يونس : 60].
إنكم غارقون في النعم الإلهية وفي كل نفس يصعد وينزل آلاف النعم (ولكل نعمة شكر واجب).
إن كل دقيقة تمر من عمرنا نكون فيها مدينين لفعاليات ملايين الموجودات الحية في داخل بدننا وملايين الموجودات الحية وغير الحية في خارجه ، والتي لا يمكننا ان نحيا ولو للحظة واحدة بدونها.
ولكن ضبابية الغفلة حالت دون معرفتنا لهذه النعم الجمة التي كلما خطا العلم الحديث خطوة إلى الإمام اتضحت لنا ابعاد واسعة وانفتحت لنا آفاقا جديدة في معرفة النعم الإلهية، وكل ما ندركه في هذا المجال قليل جدا مما قدره الباري لنا ، فهل بإمكان المحدود ان يعد ما اعطاه المطلق ؟!
ونواجه في هذا المقام سؤالا واستفسارا : كيف إذا نؤدي حق الشكر لله ؟ و .. ألسنا مع ما نحن فيه زمرة الجاحدين ؟
وقوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } [النحل : 18] خير جواب لما واجهنا به.
نعم ، فهو سبحانه أرحم وأرأف من ان يؤاخذنا على عدم الاستطاعة في أداء اتم الشكر على نعمة.
ويكفينا من لطفه تعالى بأن يحسبنا من الشاكرين في حال اعتذرنا له واعترافنا بالعجز عن اداء حق الشكر الكامل.
ولكن هذا لا يمنع من أن نتتبع ونحصي النعم الربانية بقدر المستطاع ، لأن ذلك يزيدنا معرفة لله ، وعلما بعالم الخليقة ، وآفاق التوحيد الرحبة ، كما يزيد من حرارة عشقه سبحانه في أعماق قلوبنا ، وكذا يحرك فينا الشعور المتحسس بضرورة ووجوب شكر المنعم جل وعلا.
ولهذا نجد ان الائمة (عليهم السلام) يتطرقون في أقوالهم وادعيتهم ومناجاتهم إلى النعم الإلهية ويعدون جوانب منها ، عبادة لله وتذكيرا ودرسا للآخرين.
بتعبير آخر ، فإن " الشكر المطلق " ، هو ان يكون الإنسان على ذكر دائم لله بلا أدنى نسيان ، سائرا في طريقه تعالى بدون أية معصية ، طائعا لأوامره بلا أدنى لف او دوران ، ومسلم بأن هذه الأوصاف لا تجتمع إلا في القلة النادرة ، ولا يصفى إلى قول من يقول : انه امر بما لا يطاق ، فإنه ناشئ من قلة التدبر في هذه الحقائق والبعد من ساحة العبودية (1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تفسير الميزان : 4 / 38 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|