المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02

حال خلافة المــتقي للّه
19-10-2017
 الأمراض التنفسية الناجمة عن المواد الكيميائية
14-12-2015
Methods in pragmatics
1-6-2022
أصناف المستحقين للزكاة.
6-1-2016
فسيولوجيا عقد الثمار في الطماطم
16-10-2020
القرآن الكريم هو من أكثر الكتب الإلهية جامعية
2023-11-16


الامام (عليه السلام) يحير الزنادقة بحججه  
  
3651   02:23 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج3, ص189-191.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / التراث الصادقيّ الشريف /

روي أنه اجتمع نفر من الزنادقة فيهم ابن أبي العوجاء و ابن طالوت و ابن الأعمى و ابن المقفع و أصحابهم كانوا مجتمعين في الموسم بالمسجد الحرام و أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) فيه إذ ذاك يفتي الناس و يفسر لهم القرآن و يجيب عن المسائل بالحجج و البينات فقال القوم لابن أبي العوجاء هل لك في تغليط هذا الجالس و سؤاله عما يفضحه عند هؤلاء المحيطين به فقد ترى فتنة الناس به و هو علامة زمانه فقال لهم ابن أبي العوجاء نعم ثم تقدم ففرق الناس و قال يا أبا عبد الله إن المجالس أمانات و لا بد لكل من كان به سعال أن يسعل أفتأذن في السؤال فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) سل إن شئت .

فقال له ابن أبي العوجاء إلى كم تدوسون هذا البيدر و تلوذون بهذا الحجر و تعبدون هذا البيت المرفوع بالطين و المدر و تهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر من فكر في هذا و قدر علم أنه فعل غير حكيم و لا ذي نظر فقل إنك رأس هذا الأمر و سنامه و أبوك أسه و نظامه.

فقال له الصادق (عليه السلام) إن من أضله الله و أعمى قلبه استوخم الحق فلم يستعذبه و صار الشيطان وليه و ربه يورده مناهل الهلكة و هذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه فحثهم على تعظيمه و زيارته و جعله قبلة للمصلين له فهو شعبة من رضوانه و طريق يؤدي إلى غفرانه منصوب على استواء الكمال و مجمع العظمة و الجلال خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام فأحق من أطيع كما أمر و انتهى عما زجر الله المنشئ للأرواح و الصور .

فقال ابن أبي العوجاء ذكرت أبا عبد الله فأحلت على غائب .

فقال الصادق (عليه السلام) كيف يكون يا ويلك غائبا من هو مع خلقه شاهد و شهيد و إليهم أقرب من حبل الوريد يسمع كلامهم و يعلم أسرارهم و لا يخلو منه مكان و لا يشتغل به مكان و لا يكون من مكان أقرب من مكان تشهد له بذلك آثاره و تدل عليه أفعاله و الذي بعثه بالآيات المحكمة و البراهين الواضحة محمد (صلى الله عليه واله) جاءنا بهذه العبادة فإن شككت في شيء من أمره فاسأل عنه .

أوضحه لك قال فأبلس ابن أبي العوجاء و لم يدر ما يقول فانصرف من بين يديه فقال لأصحابه سألتكم أن تلتمسوا لي خمرة فألقيتموني على جمرة فقالوا له اسكت فو الله لقد فضحتنا بحيرتك و انقطاعك و ما رأينا أحقر منك اليوم في مجلسه فقال أ لي تقولون هذا إنه ابن من حلق رؤوس من ترون و أومأ بيده إلى أهل الموسم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.