أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2020
5767
التاريخ: 7-5-2019
3544
التاريخ: 15-4-2021
1943
التاريخ: 26-4-2019
2377
|
غاية التاريخ؛ وأهدافه : -
عرف سيد قطب في العصر الحديث الغاية من التاريخ فقال :
" التاريخ ليس هو الحوادث، إنما هو تفسير هذه الحوادث، والأهتداء إلى الروابط الظاهرة والخفية التي تجمع بين شتاتها ، وتجعل منها وحدة متماسكة الحلقات ، متفاعلة الجزئيات ، ممتدة مع الزمن والبيئة ، امتداد الكائن الحي في الزمان والمكان " .
وهذا التعريف ركز على اللب والغاية من دراسة التاريخ، وتدوين أخباره، وإلا فالحوادث والأخبار مهمة بلا شك وهي لبنات البناء التي لا يقوم هذا العلم بدونه؛ وكان تعريف ابن خلدون أشمل حيث نص على وجوب النظر في الأخبار وتحقيقها، كما أكد على النظر في العلل والأسباب، إلا أنه نحو منحى فلسفيا .
في حين أن سيد قطب كان أوضح في إدراك غاية التاريخ حسب المنظور الإسلامي.
فالحاصل أن التاريخ علم نظري إنساني يبحث فيه عن حوادث الزمان من حيث التعيين والتوقيت ومن حيث التفسير والتعليل . ويشمل جانبين هما .
۱ – نقل الحديث بالرواية أو المشاهدة . ۲ – تعليله .
أهداف التاريخ : -
إن التاريخ فرع من فروع العلم وهو علم يخدم الشريعة الإسلامية فقد ذكر ابن عبد البر النمري أن على صاحب الحديث أن يعرف الصحابة المؤدين للدين عن نبيهم (صلى الله عليه وآله) ويعني بسيرهم وفضائلهم، ويعرف أحوال الناقلين عنهم وأيامهم وأخبارهم حتى يقف على العدول منهم؛ نجد هنا أن التاريخ قد نشأ ضمن العلوم الشرعية ، وعلى أيدي رجال الحديث ؛ لذا فصلته بالشريعة وخدمته لها واضحة . سواء في ميدان التربية والسلوك ، أو في ميدان علم الرجال والجرح والتعديل ؛ ولهذا قيل " لم يستعن على الكذابين بمثل التاريخ " فهو وسيلة من الوسائل التي استخدمها علماء السنة لمعرفة صدق الرواة من كذبهم .
قال سفيان الثوري: " لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ ". وطالما أن علم التاريخ بهذه المنزلة من عناية العلماء به من أمثال البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل وأبي زرعة وأبي حاتم والترمذي وهم من كبار علماء الحديث وصنفوا كتبا فيه لخدمة الشريعة الإسلامية ؛ فعليه ينبغي على دارسه أن يتحرى الإفادة منه ، وأن يتلقى تعليمه على منهاج سليم . وعليه فدراسة التاريخ له فوائد وثمرات متعددة يمكننا إدراجها في عرد من نقاط : -
۱- الأهداف التربوية : -
فوظيفة المسلم في الحياة هي، تحقيق العبادة لله تعالى بمفهومها الشامل لكافة جوانب النشاط البشري، لان العبودية لله تعالى هي الهدف النهائي للتربية ودراسة التاريخ مجال واسع لتحقيق هذا الهدف وذلك بما فيه من المواعظ والعبر والأسوة الحسنة بمن يقتدي بهم من الأنبياء والرسل عليهم السلام قال تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب: 21] ...... .
فإذا أحُسن عرض التاريخ الإسلامي ابتداءً من السيرة النبوية وتاريخ الخلفاء الراشدين والفتوحات الإسلامية وسير العلماء والمجاهدين والقادة من سلفنا الصالح وأبُرزت خصائصها وبطولات رجالاتها في سبيل هداية البشرية إلى الحق؛ فإن ذلك يبعث فيهم روح الجهاد في سبيل لله تعالى وابتغاء مرضاته والزهد في الحياة الفانية مع العمل المثمر والتمسك بالإسلام والاعتزاز به وبتعاليمه ورجاله وتاريخه؛ كما ينمي فيهم روح الولاء لله ورسوله عليه الصلاة والسلام وللامة الإسلامية، فيدفعهم ذلك الى معالي الأمور.
فاستخدام التاريخ في المجال التربوي من أنفع وأنجع الوسائل لتربية الأجيال. فالتربية بالأحداث من أهم الوسائل التي أستخدمها القرآن الكريم والرسول عليه الصلاة والسلام في إقرار الموازين والقيم فنحن إذا تأملنا أواخر سورة آل عمران في إشاراتها إلى غزوة أحد فهذا يكفي للدلالة على أهمية استخدام التاريخ في التربية . فالتاريخ طريقة بحثٍ تقوم على النقد والمقابلة والتحقيق ووزن قيم الأدلة وربط السبب بالنتيجة مع تعليل للحوادث وإرجاعها إلى دوافعها.
۲ – إدراك السنن الربانية : -
من اهم ثمرات دراسة التاريخ التعرف على سنن في خلقه أرشدنا إليها وطلب منا التعامل معها قال تعالى {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [آل عمران: 137] وقوله تعالى ( ولن تجد لسنة لله تحويلا ) سورة فاطر آية (43).
فالمطلوب من المسلم التعرف على هذه السنن الربانية .
فالتاريخ يحوي على الحوادث المتشابهة والمواقف المتماثلة وهذا يساعد على كشف هذه السنن التي هي في غاية الدقة والعدل والثبات .
والسنن الربانية نوعان : -
(1) سنن خارقة : -
(2) سنن جارية : -
(1) فالسنن الخارقة : التي يجريها لله تعالى على خلاف مألوف الناس على يد رسولٍ من رسله تأيدا من الله له مثل العصا والحية لموسى عليه السلام وإشقاق القمر للنبي محمد (صلى الله عليه وآله).
(2) سنن جارية : - وهي على نوعين : -
(أ) سنة متعلقة بالأمور الطبيعية كسنة لله تعالى في تعاقب الليل والنهار والشمس والقمر فهي تجري وفق ناموس محدد قدره لله تعالى لها .
(ب) سنة متعلقة بدين لله تعالى وأمره ونهيه ووعده ووعيده؛ وهذه أيضا ثابتة لا تتبدل مثل نصره .
لأوليائه وأهانته لأعدائه قال تعالى ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ) . سورة القلم آية ( ۳٥)
والسنة الربانية قد تستغرق وقتا طويلا لكي ترى متحققة في حين أن عمر الفرد محدود ولذلك فلا يمكنه رؤية السنة متحققة بل قد يرى الإنسان جانبا من السنة الربانية ثم لا تتحقق نهايتها في حياته مما قد يدفعه إلى عدم إدراك السنة أو التكذيب بها وهنا يكون دور التاريخ في معرفة أن السنة الربانية لا بد أن تقع وترُى متحققة من خلال التاريخ.
ومن أمثلة السنن الربانية تسعة نقاط : -
1 – سوء عاقبة المكذبين: قال تعالى (وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما. وعاد وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا. وكلا ضربنا له (الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا ) سورة الفرقان آية ( ۳۷).
۲ – تحمل البشر مسؤوليتهم في الرقي والانحطاط وفي إتباع الخير أو الشر فهم قد منحوا قدرا من الحرية والاختيار ومع ذلك جاءه مرسل من الله تعالى بالهدي من عنده فإذ اوجدت الأسباب فإن النتائج تتبعها . قال تعالى (إن لله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم) سورة الرعد آية (۱۱).
۳- مداولة الأيام بين الناس من الشدة إلى الرخاء والعكس وهو اختبار وامتحان لكي يتميز الصابرون في المحن والضراء والشاكرون في النصر والرخاء قال تعالى {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 140]
4- زوال الأمم يكون بالترف والفساد قال تعالى {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16].
5- هلاك الأمم يكون بتفشي الظلم وعدم إقامة العدل ففي الحديث القدسي قال " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظلموا " وقال تعالى ( وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين ) سورة الأنبياء آية ( ۱۱).
٦- انهيار الأمم وزوالها يكون بأجل قال تعالى ( ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون ) سورة الأعرف آية ( ۳٤).
۷ - استحقاق المؤمنين لنصر لله تعالى قال تعالى ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون ) سورة الصافات آية ( ۱۷۱- 172).
۸ – معرفة أن الإبتلاء للمؤمنين سنة جارية قال تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر لله ألا إن نصر لله قريب ) سورة البقرة آية ( ۲۱٤).
۹- التدافع أو الصراع بين الحق والباطل قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) سورة آل عمران آية ( ۱۱۰ ) . إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يتحقق إلا بجهد بشري فسنة التدافع الذي يعنيه القرآن الكريم إنما هي لخير البشر وذلك بتحقيق العبودية لله تعالى وهي لا تتحقق إلا بإزالة كل طاغوت يعبد من دون لله تعالى؛ فالهدف من هذه السنة هو شد العزائم لتحقيق المجتمع المسلم الذي ينفذ أمر لله وشرعه في الأرض كلها وفق قاعدة " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " إذا التدافع لا يكون إلا بالجهد والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
3 – التعرف على معالم تاريخ الإنسانية : -
من أهم الثمرات التي ينبغي أن يطلبها دارس التاريخ التعرف على معالم تاريخ الإنسانية كيف بدأت وما هي الأطوار التي مرت بها وما هي أهم المعالم في تاريخها وإن من أهم المعالم التي يلزم التركيز عليها: -
أ – معرفة تاريخ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ودعوتهم لأقوامهم ومواقف هؤلاء الأقوام منهم
وجهاد الأنبياء لتبليغ الرسالة وتحملهم الأذى في سبيل ذلك ومعرفة المصير الذي آل إليه من صدق الأنبياء والرسل ومن كذبهم وخالفهم.
ب – التعرف على سيرة النبي محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام باعتباره خاتم الرسل وصاحب الشريعة العامة للثقلين؛ ولكون سيرته تطبيق عملي للشريعة المكلفين بالعمل بأحكامها، ونتعرف على كيفية التربية التي مارسها رسول لله عليه الصلاة والسلام مع أصحابه حتى أخرج منهم ذلك الجيل المثالي.
ج – التعرف على تاريخ الخلفاء الراشدين بوجه خاص وتاريخ الصدر الأول من الصحابة والتابعين وتابعيهم بوجه أعم لأنهم الذين قاموا بتطبيق أحكام الشريعة لأول مرة على جهودهم ونشروا الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.
د – إبراز سير العلماء والمجاهدين والدعاة والمصلحين وجهادهم في سبيل لله وإقامة شريعته.
هـ - معرفة أثر الإسلام في حياة البشرية وذلك يتبين بمعرفة التجارب التي انتهت إليها الجاهليات المتعددة وبيان أحوالها الاجتماعية وكيف بنا الإسلام تلك المجتمعات التي حكمها بناء جديدا منطلقا من العقيدة الإسلامية وقائما على العدل والحق والحرية .
٤ – تأكيد جملة من الحقائق الهامة في حياة البشرية: -
ومن هذه الحقائق : -
- أن توحيد لله سبحانه وتعالى أول ما عرفته البشرية؛ فمن استعراض التاريخ نجد أن الأصل في البشرية كانت بدايتها مهتدية بشرع لله تعالى وهداه ثم طرأت عليها الانحرافات والشرك بعد زمن فاختلفوا فبعث لله تعالى النبيين مبشرين ومنذرين وأصبح بعد ذلك تاريخ البشرية دورات متعاقبة من الهدى والضلال، وكلما انحرفت البشرية عن التوحيد أرسل لله تعالى لهم رسولا ليردوهم إلى الهدى وعبادة لله تعالى وحده؛ والإسلام هو الدين الذي بعث لله تعالى به المرسلين ورضيه دينا. للعالمين أولهم وآخرهم قال تعالى (إن الدين عند لله الإسلام) سورة آل عمران (آية ۱۹).
- إن لله تعالى هو خالق الإنسان في أحسن تقويم منذ اللحظة الأولى لخلقه وأن لله تعالى خلقه بقصد وعلم ولوظيفة ودور مقدر له في هذا الكون وله رسالة محددة ؛ فهو لم يخلق صدفة ولا عبث ولا تطور من حيوانات او حشرات كما يزعن الذين لا يؤمنون بألله تعالى وهم أصحاب مدرسة النشوء والارتقاء قال تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذ ا سويت ه ونفخت في ه من روحي فقعو ا ل ه ساجدين فسج د الملائك ة كله م أجمعون ) سورة الحجر ( آية ۲۸-30).
- ومن الحقائق أيضا أن الإنسان بحاجة دائمة إلى من يذكره ويرده إلى الصواب لأنه مع تطاول
الزمن ينحرف عن الحق لذا كان من رحمة لله تعالى بالإنسان أنه لم يتركه لفطرته وحدها أو
لعقله وحده وإنما بعث له الرسل وأنزل معهم الكتب ليعودوا إلى الحق ويستقيموا على المنهج
كلما حاد وانحرف .
- ومن الحقائق أيضا إثبات أن الأمة الإسلامية هي صاحبة الدور المؤثر والفعال في تايخ البشرية فهي تمثل دور الاستقامة والعدل وهي الأمة الشهيدة على الأمم كلها قال تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) سورة البقرة ( آية ۱٤۳).
٥ – الصبر على المشاق : -
ومن فوائد دراسة التاريخ التصبر على ما يصيب المرء أثناء قيامه بواجبه في الحياة فهو عندما
يتطلع على سير الدعاة والمصلحين ومن قبلهم الأنبياء عليه السلام وما نالهم من الأذى والعذاب في سبيل لله تعالى رضي بما أصابه وزاده ثباتا على الحق فلا يضجر ولا يستسلم أو يتنازل فيما يختص بدينه وعقيدته ؛ لأنه عرف من أحداث التاريخ أنه ليس وحده الذي أصيب وأبتلي وإنما سبقه أجيال وأجيال قال تعالى مخبرا عن أنُاس أحرقوا بالنار فلم يصدهم ذلك عن دينهم ( قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحكيم) سورة البروج (4-7).
٦ – القيمة النفعية : -
لما كان لدراسة التاريخ قيمٌ نفعية مادية فقد حرص الخلفاء والحكام والسلاطين والعديد من القادة
عكفوا على دراسته لأنه يكسبهم خبرة في التعامل مع الناس كما فيه إعانة لهم على حُسن تصريف الأمور وسياسة الناس فيجدون فيه من التجارب وقياس الأمور المتماثلة والمتشابهة ما يفيدهم ولذلك قيل – التاريخ سياسة الماضي والسياسة تاريخ الحاضر .
۷ – حصانة فكرية : -
يتحصن دارس التاريخ فكريا ضد البدع والخرافات والشعوذات بما يعرفه به من طبائع الأشياء وحقائق الأمور وحيل الناس . لأن التاريخ منهج بحث وسيلة من وسائل الكشف عن الحقائق وإثباتها وقد أستخدم كثير من العلماء " المنهج التاريخي " في كشف الأباطيل والخرافات وبيان المحدثات والبدع في الشرع لأن الدين الحق هو ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه وما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون بعدهم دينا .
8– فضائل أخلاقية : -
ومن الفضائل الأخلاقية القضائية أنه يحفظ الحقائق مهما حاول الناس طمسها وإخفاءها وبذلك
ينصف الرجال الذين حاول معاصروهم تجاهلهم أو تشويه تاريخهم بسبب مراكزهم وسلطانهم
وإعلامهم فيخفون الحقائق ويعلون من شأن أنفسهم بما يضفون على أنفسهم من الألقاب والتعظيم
ونسبة الحكمة إليهم وأنهم الأعرف والأصلح ومن يستحق الثناء يجهل . ولكن بما يحفظه التاريخ من حقائق ووثائق يصحح بعد ذلك مثل هذه الأمور .
۹ – المساعدة على فهم الحاضر : -
من الثمرات التي يكتسبها دارس التاريخ فهم الحاضر والقدرة على التحليل خاصة إذا تماثلت الظروف وتشابهت الدوافع ففي الأمثال نقول " ما أشبه الليلة بالبارحة " " التاريخ يعيد نفسه " قال تعالى :
( كذلك ما أتي الذين من قبلهم من رسولٍ إلا قالوا ساحرٌ أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون ) سورة الذاريات ( آية 52- 53).
10– معرفة القرون الفاضلة : -
من أهم ثمرات دراسة التاريخ التعرف على القرون الفاضلة التي قال فيها عليه وعلى آله الصلاة والسلام :
( خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) ومعرفة أهل هذه القرون ومعرفة سماتهم وخصائصهم وتراجمهم وأخبارهم في طلب العلم والجهاد والزهد والعبادة وفي بناء الدولة الإسلامية ونشر العدل ودفع الظلم وغيرها فهذه ثمرة تتضح في جانبين مهمين هما : -
أ – بيان البدع والحوادث ومعرفة وقت ظهورها ليتميز ما هو من الدين مما أدُخل عليه .
ب – إعادة الأمل وبعث الهمة لمحاولة تنقية المفاهيم الإسلامية مما لحق بها من الانحرافات والقيام بالتطبيق العملي من جديد في واقع الحياة .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|