أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2017
5818
التاريخ: 17-04-2015
3358
التاريخ: 17-04-2015
3676
التاريخ: 16-10-2015
3210
|
أخبرني ابو القاسم جعفر بن محمد القمي، عن محمد بن يعقوب الكلينى، عن على بن ابراهيم بن هاشم عن العباس بن عمرو الفقيمى، ان ابن ابى العو جاء وابن طالوت وابن الاعمى وابن المقفع في نفر من الزنادقة كانوا مجتمعين في الموسم بالمسجد الحرام، وأبو عبدالله جعفر بن محمد (عليهما السلام) فيه اذ ذاك يفتى الناس، ويفسر لهم القرآن، ويجيب عن المسائل بالحجج والبينات، فقال القوم لا بن ابى العوجاء: هل لك في تغليط هذا الجالس وسؤاله عما يفضحه عند هؤلاء المحيطين به فقد ترى فتنة الناس به وهو علامة زمانه؟ فقال لهم ابن ابى العوجاء : نعم، ثم تقدم ففرق الناس فقال : يا أبا عبدالله ان المجالس أمانات ولا بد لكل من كان به سعال أن يسعل، أفتأذن لى في السؤال؟
فقال له أبوعبدالله (عليه السلام) : سل ان شئت فقال له ابن ابى العوجاء : إلى كم تدوسون هذا البيدر وتلوذون بهذا الحجر؟ تعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدار؟ وتهرولون حوله هرولة البعير اذا نفر؟ فقل فانك رأس هذا الامر وسنامه، وابوك أسه ونظامه؟
فقال له الصادق (عليه السلام) : ان من اضله الله وأعمى قلبه استوخم الحق فلم يستعذ به، وصار الشيطان وليه وربه، يورده مناهل الهلكة ولا يصدره، وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في اتيانه، فحثهم على تعظيمه وزيارته، وجعله قبلة للمصلين له، فهو شعبة من رضوانه، وطريق يؤدى إلى غفرانه، منصوب على استواء الكمال، و مجمع العظمة والجلال، خلقه الله تعالى قبل دحو الارض بألفي عام، فأحق من أطيع فيما أمرو انتهى عما زجر، الله المنشئ للأرواح والصور.
فقال له ابن أبى العوجاء : ذكرت ياأبا عبدالله فأحلت على غائب؟ فقال الصادق (عليه السلام) : كيف يكون ياويلك غائبا من هو مع خلقه شاهد، واليهم اقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم ويعلم اسرار هم، لا يخلو منه مكان، ولا يشتغل به مكان، ولا يكون إلى مكان أقرب من مكان، تشهد له بذلك آثاره، وتدل عليه أفعاله، والذى بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة محمد (صلى الله عليه وآله )، جاءنا بهذه العبادة، فان شككت في شيء من أمره فاسئل عنه أوضحه لك، قال : فأبلس ابن ابى العوجاء ولم يدر ما يقول، فانصرف من بين يديه فقال لأصحابه : سئلتكم ان تلتمسوا إلى خمرة فألقيتمونى على جمرة.
قالوا له : اسكت فوالله فضحتنا بحيرتك وانقطاعك، وما رأينا أحقر منك اليوم في مجلسه ! فقال لهم : ألي تقولون هذا؟ انه ابن من حلق رؤوس من ترون، وأومي بيده إلى أهل الموسم.
وروى ان ابا شاكر الديصانى وقف ذات يوم في مجلس ابى عبدالله (عليه السلام)، فقال له : انك لاحد النجوم الزواهر، وامهاتك عقيلات عباهر، وعنصرك من أكرم العناصر، واذا ذكر العلماء فعليك تثنى الخناصر، خبرنا ايها البحر الزاخر، ما الدليل على حدوث العالم؟
فقال له أبوعبدالله (عليه السلام) : من أقرب الدليل على ذلك ما اظهره لك، ثم دعى ببيضة فوضعها في راحته، وقال : هذا حصن ملموم، داخله غرقى رقيق يطيف به كالفضة السائلة والذهبة المايعة، أتشك في ذلك؟
قال أبو شاكر : لاشك فيه، قال ابوعبدالله (عليه السلام) : ثم انه ينفلق عن صورة كالطاووس، أدخله شيء غيرما عرفت؟
قال : لا. قال : فهذا الدليل على حدوث العالم.
فقال أبو شاكر : دللت يا أبا عبدالله فأوضحت، وقلت فأحسنت، وذكرت فأوجزت وقد علمت انا لانقبل الا ما أدركناه بأبصارنا أو سمعناه بآذاننا، أوذقناه بأفواهنا، أو شممناه بأنوفنا، او لمسناه ببشرتنا.
فقال أبوعبدالله (عليه السلام) : ذكرت الحواس الخمس، وهى لا تنفع في الاستنباط الا بدليل، كما لا تقطع الظلمة بغير مصباح، يريد به (عليه السلام) ان الحواس بغير عقل لا توصل إلى معرفة الغائبات، وان الذى أراه من حدوث الصورة معقول بنى العلم به على محسوس.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|