أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2015
3496
التاريخ: 25/11/2022
1881
التاريخ: 17-04-2015
4634
التاريخ: 17-04-2015
3539
|
ذكر ابن جمهور العمّي في كتاب الواحدة قال : حدّث أصحابنا : أنّ محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن قال لأبي عبدالله : والله إنّي لأعلم منك وأسخى منك وأشجع منك .
فقال : أمّا ما قلت : إنّك أعلم منّي ، فقد أعتق جدّي وجدّك ألف نسمة من كدّ يده فسمّهم لي ، وإن أحببت أن اُسمّهم لك إلى آدم فعلت .
وأما ما قلت : إنّك أسخى منّي ، فوالله ما بتّ ليلة ولله عليّ حقّ يطالبني به.
وأما ما قلت : إنّك أشجع منّي فكأني أرى رأسك وقد جيءَ به ووضع على حجر الزنابير يسيل منه الدم إلى موضع كذا وكذا .
قال : فصار إلى أبيه فقال : يا أبه كلّمت جعفر بن محمد بكذا فردّ عليّ كذا فقال أبوه : يا بنيّ آجرني الله فيك ، إنّ جعفراً أخبرني أنّك صاحب حجر الزنابير.
ومن الأخبار الصريحة الدالة على إمامته : ما رواه محمد بن يعقوب الكليني ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ،عن أبيه ، عن جماعة من رجاله ، عن يونس بن يعقوب قال : كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) فورد عليه رجل من أهل الشام فقال : إنّي رجلٌ صاحب كلام وفقه وفرائض ، وقد جئت لمناظرة أصحابك .
فقال له أبو عبدالله (عليه السلام) : كلامك هذا من كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو من عندك؟ فقال : من كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعضه ومن عندي بعضه.
فقال له أبو عبدالله : فأنت شريك رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال : لا.
قال : فسمعت الوحي عن الله عز وجل يخبرك؟ قال : لا.
قال : فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟قال : لا .
فالتفت أبو عبدالله (عليه السلام) إليّ فقال : يا يونس بن يعقوب ، هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلّم ثمّ قال : يا يونس ، لو كنت تحسن الكلام كلّمته.
قال يونس : فيا لها من حسرة، فقلت : جعلت فداك ، سمعتك تنهى عن الكلام وتقول : ويل لأصحاب الكلام ، يقولون : هذا ينقاد وهذا لا ينقاد ، وهذا ينساق وهذا لا ينساق ، وهذا نعقله وهذا لا نعقله ؟
فقال أبو عبدالله (عليه السلام) : إنّما قلت : ويل لقوم تركوا قولي وذهبوا إلى ما يريدون ؛ ثمّ قال : اُخرج إلى الباب فانظر من ترى من المتكلّمين فادخله.
قال : فخرجت فوجدت حمران بن أعين وكان يحسن الكلام ومحمد بن النعمان الأحول وكان متكلّماً وهشام بن سالم وقيس الماصر وكانا متكلّمين فأدخلتهم عليه ، فلمّا استقرّ بنا المجلس وكنّا في خيمة لأبي عبدالله على طرف جبل في طرف الحرم وذلك قبل الحجّ بأيّام أخرج أبو عبدالله رأسه من الخيمة فإذا هو ببعير يخبّ فقال : هشام وربّ الكعبة.
قال : فظنّنا أنّ هشاماً رجلٌ من ولد عقيل كان شديد المحبّة لأبي عبدالله (عليه السلام) ، فإذا هو هشام بن الحكم قد ورد وهو أوّل ما اختطّت لحيته وليس فينا إلاّ من هو أكبر سنّاً منه فوسّع له أبو عبدالله (عليه السلام) وقال : هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده ثمّ قال لحمران : كلّم الرجل يعني الشامي فكلّمه حمران فظهر عليه ؛ ثمّ قال : يا طاقي ، كلمه فكلمه فظهر عليه محمد بن النعمان .
ثمّ قال : يا هشام بن سالم كلّمه فتعارفا ثمّ قال لقيس الماصر : لأكلّمه فكلّمه .
وأقبل أبو عبدالله (عليه السلام) يتبسّم من كلامهما وقد استخذل الشامي في يده ، ثمّ قال للشامي : كلّم هذا الغلام يعني هشام بن الحكم .
فقال : نعم . ثمّ قال الشامي لهشام : يا غلام ، سلني في إمامة هذا يعني أبا عبدالله (عليه السلام) فغضب هشام حتّى ارتعد، ثم قال له : خبرني يا هذا أربّك أنظر لخلقه أم هم لأنفسهم ؟ قال : بل ربّي أنظر لخلقه . قال : ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا؟ قال الشامي : كلّفهم وأقام لهم حجّة ودليلاً على ما كلّفهم ، وأزاح في ذلك عللهم .
فقال له هشام : فما هذا الدليل الذي نصبه لهم ؟ قال الشامي : هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
فقال له هشام : فبعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ؟ قال : الكتاب والسنّة .
قال له هشام : فهل ينفعنا اليوم الكتاب والسنّة فيما اختلفنا فيه حتّى يرفع عنّا الاختلاف ويمكّنا من الاتّفاق ؟ قال الشامي : نعم.
قال له هشام : فلم اختلفنا نحن وأنت وجئتنا من الشام تخالفنا وتزعم أنّ الرأي طريق الدين ، وأنت مقر بأنّ الرأي لا يجمع على القول الواحد المختلفين ؟فسكت الشامي كالمفكر، فقال له أبو عبدالله (عليه السلام) : ما لك لاتتكلّم ؟ قال : إن قلت : إنّا ما اختلفنا كابرت ، وإن قلت : إن الكتاب والسنّة يرفعان عنّا الاختلاف أبطلت لأنّهما يحتملان الوجوه ، ولكن لي عليه مثل ذلك .
فقال له أبوعبدالله (عليه السلام) : سله تجده مليّاً.
قال الشاميّ : ومن هو غير النبيّ القائم مقامه في حجّته . قال هشام : في وقتنا هذا أم قبله ؟ قال الشامي : بل في وقتنا هذا.
فقال هشام : هذا الجالس يعني أبا عبدالله (عليه السلام) الذي تشدّ إليه الرّحال ، ويخبرنا عن أخبار السماء وراثة عن أب عن جدّ .
قال الشامي : فكيف لي بعلم ذلك ؟ قال هشام : سله عمّا بدا لك .
قال الشامي : قطعت عذري ، فعليّ السؤال. فقال له أبو عبدالله (عليه السلام) : أنا أكفيك المسالة يا شامي ، اُخبرك عن مسيرك وسفرك ، خرجت يوم كذا ، وكان طريقك كذا ، ومررت على كذا ، ومرّ بك كذا ؛ فاقبل الشامي كلّما وصف له شيئاً من أمره يقول : صدقت والله ، ثم قال الشامي : أسلمت الساعة .
فقال له أبو عبدالله (عليه السلام) : إنّك امنت بالله الساعة ، إنّ الإسلام قبل الإيمان ، وعليه يتوارثون ويتناكحون ، والإيمان عليه يثابون .
والتفت إلى هشام بن سالم فقال : تريد الأثر ولا تعرف .
ثمّ التفت إلى الأحول فقال : قيّاس روّاغ تكسر باطلاً بباطل ، إلاّ أنّ باطلك أظهر.
ثمّ التفت إلى قيس الماصر فقال : تتكلّم وأقرب ما تكون من الخبر عن الرسول (صلى الله عليه وآله) أبعد ما تكون منه ، تمزج الحقّ بالباطل ، وقليل الحقّ يكفي عن كثير الباطل ، أنت والأحول قفّازان حاذقان .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|