المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Primitive Unit Cells
9-7-2017
الاسرة المصرية القديمة
4-10-2020
منهج كتاب نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
16-3-2022
displacement (n.)
2023-08-15
أعجاب الشخصيات بالأمام الرضا
1-8-2016
أهل بيت النبي يشمل زوجاته واعمامه ايضا
19-11-2016


الأخبار الصريحة الدالة على إمامة الصادق (عليه السلام)  
  
3295   03:17 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص529-534.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

ذكر ابن جمهور العمّي في كتاب الواحدة قال  : حدّث أصحابنا : أنّ محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن قال لأبي عبدالله  : والله إنّي لأعلم منك وأسخى منك وأشجع منك .

فقال  : أمّا ما قلت  : إنّك أعلم منّي ، فقد أعتق جدّي وجدّك ألف نسمة من كدّ يده فسمّهم لي ، وإن أحببت أن اُسمّهم لك إلى آدم فعلت .

وأما ما قلت  : إنّك أسخى منّي ، فوالله ما بتّ ليلة ولله عليّ حقّ يطالبني به.

وأما ما قلت : إنّك أشجع منّي فكأني أرى رأسك وقد جيءَ به ووضع على حجر الزنابير يسيل منه الدم إلى موضع كذا وكذا .

قال  : فصار إلى أبيه فقال  : يا أبه كلّمت جعفر بن محمد بكذا فردّ عليّ كذا فقال أبوه  : يا بنيّ آجرني الله فيك ، إنّ جعفراً أخبرني أنّك صاحب حجر الزنابير.

ومن الأخبار الصريحة الدالة على إمامته  : ما رواه محمد بن يعقوب الكليني ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ،عن أبيه ، عن جماعة من رجاله ، عن يونس بن يعقوب قال  : كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) فورد عليه رجل من أهل الشام فقال  : إنّي رجلٌ صاحب كلام وفقه وفرائض ، وقد جئت لمناظرة أصحابك .

فقال له أبو عبدالله (عليه السلام)  : كلامك هذا من كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو من عندك؟ فقال : من كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعضه ومن عندي بعضه.

فقال له أبو عبدالله : فأنت شريك رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال  : لا.

قال : فسمعت الوحي عن الله عز وجل يخبرك؟ قال : لا.

قال  : فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟قال  : لا .

فالتفت أبو عبدالله (عليه السلام) إليّ فقال  : يا يونس بن يعقوب ، هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلّم  ثمّ قال  : يا يونس ، لو كنت تحسن الكلام كلّمته.

قال يونس  : فيا لها من حسرة، فقلت  : جعلت فداك ، سمعتك تنهى عن الكلام وتقول  : ويل لأصحاب الكلام ، يقولون  : هذا ينقاد وهذا لا ينقاد ، وهذا ينساق وهذا لا ينساق ، وهذا نعقله وهذا لا نعقله ؟

فقال أبو عبدالله (عليه السلام)  : إنّما قلت  : ويل لقوم تركوا قولي وذهبوا إلى ما يريدون  ؛ ثمّ قال  : اُخرج إلى الباب فانظر من ترى من المتكلّمين فادخله.

قال  : فخرجت فوجدت حمران بن أعين وكان يحسن الكلام ومحمد بن النعمان الأحول وكان متكلّماً وهشام بن سالم وقيس الماصر وكانا متكلّمين فأدخلتهم عليه ، فلمّا استقرّ بنا المجلس وكنّا في خيمة لأبي عبدالله على طرف جبل في طرف الحرم وذلك قبل الحجّ بأيّام أخرج أبو عبدالله رأسه من الخيمة فإذا هو ببعير يخبّ  فقال  : هشام وربّ الكعبة.

قال  : فظنّنا أنّ هشاماً رجلٌ من ولد عقيل كان شديد المحبّة لأبي عبدالله (عليه السلام) ، فإذا هو هشام بن الحكم قد ورد وهو أوّل ما اختطّت لحيته وليس فينا إلاّ من هو أكبر سنّاً منه فوسّع له أبو عبدالله (عليه السلام) وقال  : هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده  ثمّ قال لحمران  : كلّم الرجل  يعني الشامي فكلّمه حمران فظهر عليه ؛ ثمّ قال  : يا طاقي ، كلمه  فكلمه فظهر عليه محمد بن النعمان .

ثمّ قال  : يا هشام بن سالم كلّمه  فتعارفا ثمّ قال لقيس الماصر : لأكلّمه فكلّمه .

وأقبل أبو عبدالله (عليه السلام) يتبسّم من كلامهما وقد استخذل الشامي في يده ، ثمّ قال للشامي  : كلّم هذا الغلام يعني هشام بن الحكم .

فقال  : نعم . ثمّ قال الشامي لهشام  : يا غلام ، سلني في إمامة هذا يعني أبا عبدالله (عليه السلام)  فغضب هشام حتّى ارتعد، ثم قال له  : خبرني يا هذا أربّك أنظر لخلقه أم هم لأنفسهم ؟ قال  : بل ربّي أنظر لخلقه . قال  : ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا؟ قال الشامي  : كلّفهم وأقام لهم حجّة ودليلاً على ما كلّفهم ، وأزاح في ذلك عللهم .

فقال له هشام  : فما هذا الدليل الذي نصبه لهم ؟ قال الشامي  : هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

فقال له هشام  : فبعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ؟ قال  : الكتاب والسنّة .

قال له هشام  : فهل ينفعنا اليوم الكتاب والسنّة فيما اختلفنا فيه حتّى يرفع عنّا الاختلاف ويمكّنا من الاتّفاق ؟ قال الشامي  : نعم.

قال له هشام  : فلم اختلفنا نحن وأنت وجئتنا من الشام تخالفنا وتزعم أنّ الرأي طريق الدين ، وأنت مقر بأنّ الرأي لا يجمع على القول الواحد المختلفين ؟فسكت الشامي كالمفكر، فقال له أبو عبدالله (عليه السلام)  : ما لك لاتتكلّم ؟ قال  : إن قلت  : إنّا ما اختلفنا كابرت ، وإن قلت  : إن الكتاب والسنّة يرفعان عنّا الاختلاف أبطلت لأنّهما يحتملان الوجوه ، ولكن لي عليه مثل ذلك .

فقال له أبوعبدالله (عليه السلام)  : سله تجده مليّاً.

فقال الشامي لهشام  : من أنظر للخلق ، ربّهم أم أنفسَهم ؟ قال هشام  : بل ربّهم أنظر لهم . فقال الشامي  : فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم ويرفع إختلافهم ويبيّن لهم حقّهم من باطلهم ؟ قال هشام  : نعم . قال الشاميّ  : من هو؟ قال هشام  : أمّا في ابتداء الشريعة فرسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأمّا بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) فغيره .

قال الشاميّ  : ومن هو غير النبيّ القائم مقامه في حجّته . قال هشام  : في وقتنا هذا أم قبله ؟ قال الشامي  : بل في وقتنا هذا.

فقال هشام  : هذا الجالس يعني أبا عبدالله (عليه السلام)  الذي تشدّ إليه الرّحال ، ويخبرنا عن أخبار السماء وراثة عن أب عن جدّ .

قال الشامي  : فكيف لي بعلم ذلك ؟ قال هشام  : سله عمّا بدا لك .

قال الشامي  : قطعت عذري ، فعليّ السؤال. فقال له أبو عبدالله (عليه السلام)  : أنا أكفيك المسالة يا شامي ، اُخبرك عن مسيرك وسفرك ، خرجت يوم كذا ، وكان طريقك كذا ، ومررت على كذا ، ومرّ بك كذا ؛ فاقبل الشامي كلّما وصف له شيئاً من أمره يقول  : صدقت والله ، ثم قال الشامي  : أسلمت الساعة .

فقال له أبو عبدالله (عليه السلام)  : إنّك امنت بالله الساعة ، إنّ الإسلام قبل الإيمان ، وعليه يتوارثون ويتناكحون ، والإيمان عليه يثابون  .

قال الشامي : صدقت ، فانا الساعة أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله وأنّك وصيّ الأوصياء. 
قال  : فاقبل أبو عبدالله (عليه السلام) على حمران فقال  : يا حمران تجري الكلام على الأثر فتصيب  .

والتفت إلى هشام بن سالم فقال  : تريد الأثر ولا تعرف  .

ثمّ التفت إلى الأحول فقال  : قيّاس روّاغ تكسر باطلاً بباطل ، إلاّ أنّ باطلك أظهر.

ثمّ التفت إلى قيس الماصر فقال  : تتكلّم وأقرب ما تكون من الخبر عن الرسول (صلى الله عليه وآله) أبعد ما تكون منه ، تمزج الحقّ بالباطل ، وقليل الحقّ يكفي عن كثير الباطل ، أنت والأحول قفّازان حاذقان  .

قال يونس بن يعقوب  : فظننت والله أنّه يقول لهشام قريباً مما قال لهما ، فقال  : يا هشام لا تكاد تقع ، تلوي رجليك إِذا هممت بالأرض طرت ، مثلك فليكلّم الناس ، اتق الزلّة والشفاعة من ورائك. 
وهذا الخبر مع ما فيه من المعجز الدالّ على إمامة أبي عبدالله (عليه السلام) يتضمّن إثبات حجة النظر ودلالة الإِمامة من طريق النظر والاستدلال .



يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.