المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24
اتّصال السند.
2024-11-24

Captopril
25-9-2017
الانفال
2024-11-04
المقترنات الجليسينية (Glycine Conjugates)
19-10-2021
Intertwined languages
2024-01-17
لا تتخذوا أعداء الله أولياء لكم
23-9-2021
عـرض الـمنشـأة والصناعـة في الأسواق فـي المـدى الـقصـيـر
2023-05-11


كرامة الامام الصادق(عليه السلام)  
  
3729   03:09 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج3,ص250-253.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / مناقب الإمام الصادق (عليه السلام) /

قال ابن حمدون كتب المنصور إلى جعفر بن محمد لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس فأجابه ليس لنا ما نخافك من أجله و لا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له و لا أنت في نعمة فنهنيك و لا تراها نقمة فنعزيك بها فما نصنع عندك قال فكتب إليه تصحبنا لتنصحنا فأجابه (عليه السلام) من أراد الدنيا لا ينصحك و من أراد الآخرة لا يصحبك فقال المنصور و الله لقد ميز عندي منازل الناس من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة و أنه ممن يريد الآخرة لا الدنيا.

قال أفقر عباد الله تعالى إلى رحمته عبد الله علي بن عيسى (عفا الله عنه) مناقب الصادق (عليه السلام) فاضلة وصفاته في الشرف كاملة و مننه لأوليائه شاملة و بأغراضهم الأخروية كافلة و غرر شرفه و فضله على جبهات الأيام سائلة و الجنة لمواليه و محبيه حاصلة و أندية المجد و العز بمفاخره و مآثره آهلة صاحب الإمرة و الزعامة مركز دائرة الرسالة و الإمامة له إلى جهة الآباء محمد المصطفى و إلى جهة الأبناء المهدي و كفى به خلفا فذاك موضح المحجة و هذا الخلف الحجة و حسبك به شرفا فهو الواسطة بين المحمدين العالم بأسرار النشأتين المنعوت بالكريم الطرفين جرى على سنن آبائه الكرام و أخذ بهداهم عليه و عليهم السلام و وقف نفسه الشريفة على العبادة و حبسها على الطاعة و الزهادة و اشتغل بأوراده و تهجده و صلاته و تعبده لو طاوله الفلك لتزحزح عن مكانه و عاقه شيء عن دورانه و لو جاراه البحر لنطقت بقصوره ألسنة حيتانه و لو فاخره الملك لأذعن لعلو شأنه و سمو مكانه ابن سيد ولد آدم و ابن سيد العرب الماجد الذي يملأ الدلو إلى عقد الكرب الجواد الذي صابت راحتاه بالنضار و الغرب السيد بن السادة الأطهار الإمام أبو الأئمة الأخيار الخليفة و كلهم خلفاء أبرار كشاف أسرار العلوم الهادي إلى معرفة الحي القيوم صاحب المقام و المقال فارس الجلاد و الجدال الفارق بين الحلال و الحرام المتصدق حتى بقوت العيال السابق في حلبات الفضل و الإفضال الجاري على منهاج إله فنعم الجاري و نعم الآل الكاشف لحقائق التنزيل الواقف على دقائق التأويل العارف لله تعالى بالبرهان و الدليل الصائم في النهار الشامس القائم في الليل الطويل بحر الحكم و مصباح الظلم الأشهر من نار على علم البالغ الغاية في كرم الأخلاق و الشيم الناظر إلى الغيب من وراء ستر المخاطب في باطنه بما كان من سر الملقى في روعة ما تجدد من أمر وارث آبائه الكرام و مورث أبنائه عليهم أفضل السلام سلسلة ذهب و لا كرامة للذهب و سبب و نسب متصلان فنعم السبب و النسب إليهم الحوض و الشفاعة و لهم منا السمع و الطاعة بموالاتهم نرجو النجاة في العقبى و هم أحد السببين و أولو القربى الأجواد الأمجاد الأنجاد الأئمة الأبدال الأوتاد زندهم في الشرف وار و صيتهم في المجد سار و ليس لهم في فضائلهم ممار إلا من كان في الآخرة على شفا جرف هار فالله بكرمه يبلغهم عنا أفضل الصلاة و التسليم و إياه سبحانه نحمد على أن هدانا من موالاتهم إلى النهج القويم و الصراط المستقيم أنه جواد كريم.

و قد مدحت مولانا الصادق (عليه السلام) ومدائحه مذكورة بلسان عدوه و وليه و مربية على قطر السحاب و وسميه و وبليه بشعر يقصر عن مداه و لا ينهض بأدنى ما يجب من وصف علاه فما قدر نظمي و نثري و مبلغ كلامي و شعري عند من تعجز الفصحاء عن عد مفاخره و حد مآثره و لكني أتبع العادة على كل تقدير و لي ثواب النية و على عهده التقصير و الله نعم المولى و نعم النصير.

مناقب الصادق مشهورة              ينقلها عن صادق صادق

سما إلى نيل العلى وادعا              وكل عن إدراكه اللاحق

جرى إلى المجد كآبائه              كماجري في الحلبة السابق

و فاق أهل الأرض في عصره          وهو على حالاته فائق

سماؤه بالجود هطالة                    وسيبة هامي الحيا دافق

و كل ذي فضل بإفضاله                  وفضله معترف ناطق

له مكان في العلى شامخ              وطود مجد صاعد شاهق

من دوحة العز التي فرعها          سام على أوج السها سامق

نائله صوب حيا مسبل                  وبشره في صوبه بارق

صواب رأي إن عدا جاهل       وصوب غيث إن عرا طارق

كأنما طلعته ما بدا                        لناظريه القمر الشارق

له من الإفضال حاد على              البذل و من أخلاقه سائق

يروقه بذل الندى واللهي                 وهو لهم أجمعهم رائق

خلائق طابت و طالت على             أبدع في إيجادها الخالق

شاد المعالي و سعى للعلى              فهي له و هو لها عاشق

إن أعضل الأمر فلا يهتدى               إليه فهو الفاتق الراتق

يشوقه المجد ولا غرو                 أن يشوقه و هو له شائق

مولاي إني فيكم مخلص              إن شاب بالحب لكم ماذق

لكم موال وإلى بابكم                  أنضى المطايا و بكم واثق

أرجو بكم نيل الأماني إذا              نجا مطيع و هوى مارق.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.