* الخاصية السابعة : بالرغم من استعارة جزء من الثقافة المؤسسية من ثقافات اخرى سواء من الثقافة الانسانية للأفراد او ثقافة مؤسسات او مجتمعات اخرى إلا ان الثقافة التي تم استعارتها وجمعها بشكل فريد تصبح جزءا من التراث الثقافي ومتفردة ذاتيا.

* الخاصية الثامنة : ان خاصية التشابه والاختلاف في نفس الوقت في روافد الثقافة المؤسسية لها اهمية كبيرة في امتلاك القدرة على فهم وتقييم تلك الثقافات عند انتاج الثقافة المؤسسية حيث ان التقييم يعتبر احد عمليات انتاج الثقافة المؤسسية ، كما اوضحنا سلفا ، فالتشابه في الثقافات قد يخلق لدى رجل الإدارة الذي تنقصه الخبرة شعورا غير حقيقي، والسبب في ذلك هو عدم القدرة على تقييم وفهم الثقافة فهما حقيقيا. فقد يقصد البعض ان التحدث بلغة واحدة ، او وجود نفس التراث ، او ان الافراد من نفس الجنس يعكسون تشابها في ثقافاتهم ، ولكن في حقيقية الامر فإن هذا التشابه لا وجود له.

وعلى ذلك فإن ما يمكن تطبيقه في مجتمع معين او دولة او مؤسسة من نظم واستراتيجيات وسياسات إدارية ليس شرطا ان يكون مناسبا للتطبيق في دولة او مؤسسة اخرى يكون بينهما تشابه في الثقافة. فبالرغم من وجود أساس مشترك (تشابه) بينهما إلا ان عملية التكيف في كل منها قد خلقت شيئا مختلفا عن الاساس المشترك فحتى وحدة اللغة لا تضمن التفسير الموحد لكلمة او جملة معينة. 

كما انه يجب الا نفترض وجود الاختلافات الثقافية بين الشعوب القومية المختلفة فقط مثل الاختلافات بين ثقافات الدول العربية وانما يمكن ان توجد داخل الشعب الواحد ، حيث نجد بداخل كل ثقافة معينة ثقافات فرعية تستعصى على عمليات الصهر الناتجة من قرب المسافات وسرعة الاتصال ، كما هو في الاختلاف الثقافي بين سكان الصعيد وسكان الوجه البحري وهكذا.