المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تأثير النجاح الطويل الأمد على بنكرياسك
2024-09-07
Time Preposition
31-5-2021
حرف الألف ‌استعمالات الهمزة
1-2-2016
بيرنوي ، دانيال (بيرنولي)
20-10-2015
الملفات المتكاملة Integrated inductor
11-10-2021
آراء حول السجود لادم
24-09-2014


مناظرة الباقر(عليه السلام) مع العالم النصراني  
  
6738   03:26 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص150-152.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / التراث الباقريّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2016 2835
التاريخ: 21-8-2016 4162
التاريخ: 21-8-2016 3165
التاريخ: 21-8-2016 3080

روى الشيخ الصدوق عن الامام الصادق (عليه السلام)  عندما خرجنا من هشام انه قال : وانتهينا الى ميدان ببابه و في آخر الميدان أناس قعود عدد كثير قال أبي : من هؤلاء؟ فقال الحجّاب : هؤلاء القسيسون و الرّهبان و هذا عالم لهم يقعد إليهم في كلّ سنة يوما واحدا يستفتونه فيفتيهم، فلفّ أبي عند ذلك رأسه بفاضل ردائه و فعلت أنا مثل فعل أبي، فأقبل نحوهم حتّى قعد نحوهم و قعدت وراء أبي، و رفع ذلك الخبر الى هشام، فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع فينظر ما يصنع أبي، فأقبل و أقبل عداد من المسلمين فأحاطوا بنا، و أقبل عالم النصارى و قد سدّ حاجبيه بحريرة صفراء حتى توسّطنا، فقام إليه جميع القسيسين و الرهبان مسلّمين عليه، فجاؤوا به الى صدر المجلس فقعد فيه و أحاط به‏ أصحابه و أبي و أنا بينهم.

فأدار نظره ثم قال لأبي : أمنّا أم من هذه الأمة المرحومة؟ فقال أبي : بل من هذه الأمة المرحومة، فقال : من أيهم أنت من علمائها أم من جهّالها؟ فقال له أبي : لست من جهّالها، فاضطرب اضطرابا شديدا، ثم قال له : أسألك؟ فقال له أبي : سل، فقال : من أين ادّعيتم انّ أهل الجنّة يطعمون و يشربون و لا يحدثون و لا يبولون؟ و ما الدليل فيما تدّعونه من شاهد لا يجهل؟

فقال له أبي : دليل ما ندّعي من شاهد لا يجهل الجنين في بطن أمّه يطعم و لا يحدث، فقال : فاضطرب النصرانيّ اضطرابا شديدا ثم قال : هلّا زعمت انّك لست من علمائها؟ فقال له أبي :

و لا من جهّالها، و أصحاب هشام يسمعون ذلك، فقال لأبي : أسألك عن مسألة أخرى، فقال له أبي : سل، فقال : من أين ادّعيتم انّ فاكهة الجنّة أبدا غضّة طريّة موجودة غير معدومة عند جميع أهل الجنة؟ و ما الدليل عليه من شاهد لا يجهل؟

فقال له أبي : دليل ما ندّعي انّ ترابنا أبدا يكون غضّا طريّا موجودا غير معدوم عند جميع أهل الدنيا لا ينقطع، فاضطرب اضطرابا شديدا، ثم قال : هلّا زعمت انّك لست من علمائها؟

فقال له أبي : و لا من جهّالها، فقال له : أسألك عن مسألة؟

فقال : سل، فقال : أخبرني عن ساعة لا من ساعات الليل و لا من ساعات النهار، فقال له أبي : هي الساعة التي بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس يهدأ فيها المبتلى و يرقد فيها الساهر و يفيق المغمى عليه، جعلها اللّه في الدنيا رغبة للراغبين و في الآخرة للعاملين لها دليلا واضحا و حجة بالغة على الجاحدين المتكبّرين التاركين لها.

قال : فصاح النصرانيّ صيحة، ثم قال : بقيت مسألة واحدة و اللّه لأسألك عن مسألة لا تهدي الى الجواب عنها أبدا، قال له أبي : سل، فانّك حانث في يمينك، فقال : أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد و ماتا في يوم واحد عمر أحدهما خمسون سنة و عمر الآخر مائة و خمسون سنة في دار الدنيا؟

فقال له أبي : ذلك عزير و عزيره ولدا في يوم واحد، فلمّا بلغا مبلغ الرجال خمسة و عشرين عاما مرّ عزير على حماره راكبا على قرية بأنطاكية و هي خاوية على عروشها : { قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا } [البقرة : 259] و قد كان اصطفاه و هداه، فلمّا قال ذلك القول غضب اللّه عليه فأماته اللّه مائة عام سخطا عليه بما قال، ثم بعثه على حماره بعينه و طعامه و شرابه و عاد الى داره، و عزيره أخوه لا يعرفه فاستضافه فأضافه، و بعث إليه ولد عزيره و ولد ولده و قد شاخوا و عزير شابّ في سنّ خمس و عشرين سنة، فلم يزل عزير يذكر أخاه و ولده و قد شاخوا و هم يذكرون ما يذكّرهم و يقولون : ما أعلمك بأمر قد مضت عليه السنون و الشهور.

و يقول له عزيرة و هو شيخ كبير ابن مائة و خمسة و عشرين سنة : ما رأيت شابا في سنّ خمسة و عشرين سنة أعلم بما كان بيني و بين أخي عزير أيام شبابي منك فمن أهل السماء أنت أم من أهل الأرض؟ فقال : يا عزيرة أنا عزير سخط اللّه عليّ بقول قلته بعد أن اصطفاني و هداني فأماتني مائة سنة ثم بعثني لتزدادوا بذلك يقينا، انّ اللّه على كلّ شي‏ء قدير، و ها هو هذا حماري و طعامي و شرابي الذي خرجت به من عندكم أعاده اللّه تعالى كما كان، فعندها أيقنوا فأعاشه اللّه بينهم خمسة و عشرين سنة ثم قبضه اللّه و أخاه في يوم واحد.

فنهض عالم النصارى عند ذلك قائما و قاموا النصارى على أرجلهم فقال لهم عالمهم : جئتموني بأعلم منّي و أقعدتموه معكم حتى هتكني و فضحني و أعلم المسلمين بأنّ لهم من أحاط بعلومنا و عنده ما ليس عندنا، لا و اللّه لا كلّمتكم من رأسي كلمة واحدة و لا قعدت لكم إن عشت سنة، فتفرّقوا و أبي قاعد مكانه و أنا معه و رفع ذلك الخبر الى هشام ؛ و في رواية أخرى انّه لما جنّ الليل جاء ذلك العالم الى الامام (عليه السلام) و رأى منه المعجزات فأسلم .

فلمّا تفرّق الناس نهض أبي و انصرف الى المنزل الذي كنّا فيه، فوافانا رسول هشام بالجائزة و أمرنا أن ننصرف الى المدينة من ساعتنا و لا نجلس، لأنّ الناس ماجوا و خاضوا فيما دار بين أبي و بين عالم النصارى، فركبنا دوابّنا منصرفين ؛ و في رواية اخرى ان هشام أرسل الامام (عليه السلام) الى السجن فقيل له : ان جميع من في السجن صاروا من شيعته و لذلك عجّل بإرساله الى المدينة.

و قد سبقنا بريد من عند هشام الى عامل مدين على طريقنا الى المدينة أنّ ابني أبي تراب الساحرين، محمد بن عليّ و جعفر بن محمد الكذابين بل هو الكذّاب (لعنه اللّه) فيما يظهران من الاسلام و ردا عليّ و لما صرفتهما الى المدينة مالا الى القسيسين و الرهبان من كفار النصارى و أظهرا لهما دينهما و مرقا من الاسلام الى الكفر دين النصارى و تقرّبا إليهم بالنصرانيّة، فكرهت أن انكل بهما لقرابتهما، فاذا قرأت كتابي هذا فناد في الناس : برئت الذمة ممّن يشاريهما أو يبايعهما أو يصافحهما أو يسلّم عليهما فانّهما قد ارتدا عن الاسلام، و رأى أمير المؤمنين أن يقتلهما و دوابهما و غلمانهما و من معهما شرّ قتلة.

قال : فورد البريد الى مدينة مدين، فلمّا شارفنا مدينة مدين قدّم أبي غلمانه ليرتادوا لنا منزلا و يشروا لدوابنا علفا و لنا طعاما، فلمّا قرب غلماننا من باب المدينة اغلقوا الباب في وجوهنا و شتمونا و ذكروا عليّ بن أبي طالب (صلوات اللّه عليه) ، فقالوا : لا نزول لكم عندنا و لا شراء و لا بيع يا كفّار يا مشركين يا مرتدّين يا كذّابين يا شرّ الخلائق أجمعين.

فوقف غلماننا على الباب حتى انتهينا إليهم فكلّمهم أبي و ليّن لهم القول و قال لهم : اتّقوا اللّه و لا تغلظوا فلسنا كما بلغكم و لا نحن كما تقولون فأسمعونا، فقال لهم : فهبنا كما تقولون افتحوا لنا الباب و شارونا و بايعونا كما تشارون و تبايعون اليهود و النصارى و المجوس.

 فقالوا : أنتم شرّ من اليهود و النصارى و المجوس (نعوذ باللّه) لأنّ هؤلاء يؤدّون الجزية و أنتم ما تؤدّون، فقال لهم أبي : فافتحوا لنا الباب و أنزلونا و خذوا منّا الجزية كما تأخذون منهم، فقالوا : لا نفتح و لا كرامة لكم حتى تموتوا على ظهور دوابكم جياعا نياعا أو تموت دوابكم تحتكم، فوعظهم أبي فازدادوا عتوّا و نشوزا.

قال : فثنّى أبي رجله عن سرجه ثم قال لي : مكانك يا جعفر لا تبرح، ثم صعد الجبل المطلّ‏

على مدينة مدين و أهل مدين ينظرون إليه ما يصنع، فلمّا صار في أعلاه استقبل بوجهه المدينة و جسده، ثم وضع إصبعيه في أذنيه ثم نادى بأعلا صوته : { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا } [الأعراف : 85]  الى قوله {بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } [هود : 86] نحن و اللّه بقيّت اللّه في أرضه، فأمر اللّه ريحا سوداء مظلمة فهبّت و احتملت صوت أبي فطرحته في أسماع الرجال و الصبيان و النساء، فما بقي احد من الرجال و النساء و الصبيان الّا صعد السطوح و أبي مشرف عليهم، و صعد فيمن صعد شيخ من أهل مدين كبير السنّ فنظر الى أبي على الجبل، فنادى بأعلى صوته : اتقوا اللّه يا أهل مدين فانّه قد وقف الموقف الذي وقف فيه شعيب (عليه السلام) حين دعا على قومه، فان أنتم لم تفتحوا له الباب و لم تنزلوه جاءكم من اللّه العذاب فانّي أخاف عليكم و قد أعذر من أنذر.

ففزعوا و فتحوا الباب و أنزلونا، و كتب بجميع ذلك الى هشام، فارتحلنا في اليوم الثاني فكتب هشام الى عامل مدين يأمره بأن يأخذ الشيخ فيقتله (رحمة اللّه عليه ) ؛ و في رواية انّ هشام طلبه لكن مات الشيخ قبل الوصول إليه و كتب الى عامل مدينة الرسول أن يحتال في سمّ أبي في طعام أو شراب، فمضى هشام و لم يتهيّأ له في أبي من ذلك شي‏ء .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.