المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

حكم القران بين السورتين في ركعة واحدة.
14-1-2016
Silverman,s Sequence
4-11-2020
جواز النكاح على ظاهر الإسلام
26/12/2022
مُصَبِّح بن الهِلْقام
15-9-2016
Parentheticals
2023-03-29
استنجاد الإمام بالكوفة لحسم معركة الجمل
1-5-2016


علم وكرم الامام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)  
  
3755   03:47 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص386-389.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / مناقب الإمام الباقر (عليه السلام) /

جاءت الاخبار ان نافع بن الازرق جاء إلى محمد بن على  (عليهما السلام ) فجلس بين يديه يسئله عن مسائل في الحلال والحرام، فقال له أبو جعفر (عليه السلام) في عرض كلامه قل لهذه المارقة بما استحللتم فراق أمير المؤمنين (عليه السلام)؟ وقد سفكتم دمائكم بين يديه في طاعته والقربة إلى الله بنصرته؟ فسيقولون لك : انه حكم في دين الله فقل لهم : قد حكم الله تعالى في شريعة نبيه (صلى الله عليه وآله) رجلين من خلقه فقال : { فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا } [النساء : 35] وحكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) سعد بن معاذ في بنى قريظة فحكم فيهم بما أمضاه الله، أوما علمتم ان امير المؤمنين (عليه السلام) انماأمر الحكمين ان يحكمان بالقرآن ولا يتعدياه، واشترط رد ما خالف القرآن من أحكام الرجال، وقال حين قالوا له : حكمت على نفسك من حكم عليك؟ فقال : ما حكمت مخلوقا، وانما حكمت كتاب الله، فأين تجد المارقة تضليل من أمر بالحكم بالقرآن، واشترط رد ما خالفه؟! لولا ارتكابهم في تدعيهم البهتان؟

 

فقال نافع بن الازرق : هذا والله كلام ما مر بسمعي قط، ولا خطر مني ببال وهو الحق انشا الله تعالى.
وروى العلماء : ان عمرو بن عبيد وفد على محمد بن على بن الحسين (عليهم السلام) ليمتحنه بالسؤال، فقال له : جعلت فداك ما معنى قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا } [الأنبياء : 30] ما هذا الرتق والفتق؟

فقال له ابوجعفر (عليه السلام) : كانت السماء رتقا لا تنزل القطر وكانت الارض رتقا لا تخرج النبات، فانقطع عمرو ولم يجد اعتراضا ومضى، ثم عاد اليه فقال له اخبرني جعلت فداك عن قوله عزوجل : { وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} [طه : 81] فقال ابوجعفر (عليه السلام) : غضب الله عقابه يا عمرو، ومن ظن ان الله يغيره شيء فقد كفر.

وكان مع ما وصفناه من الفضل في العلم والسؤدد والرياسة والامامة، ظاهر الجود في الخاصة والعامة، مشهود الكرم في الكافة، معروفا بالفضل والاحسان، مع كثرة عياله وتوسط حاله.
حدثنى الشريف ابومحمد الحسن بن محمد قال : حدثنى جدى قال : حدثنا أبونصر قال : حدثنى محمد بن الحسين، قال : حدثنا أسود بن عامر قال : حدثنا حيان بن على عن الحسن بن كثير قال : شكوت إلى أبى جعفر محمد بن على  (عليهما السلام ) الحاجة، وجفاء الاخوان فقال : بئس الاخ أخ يرعاك غنيا، ويقطعك فقيرا، ثم أمر غلامه فاخرج كيسا فيه سبعمائة درهم وقال : استنفق هذه فاذا نفدت فأعلمني.

وقد روى محمد بن الحسين قال حدثنا عبدالله بن الزبير قال : حدثونا عن عمرو بن دينار، وعبدالله بن عبيد بن عمير، انهما قالا : ما لقينا أبا جعفر محمد بن على  (عليهما السلام ) الا وحمل الينا النفقة والصلة والكسوة، ويقول : هذه معدة لكم قبل أن تلقوني.

وروى ابونعيم النخعي عن معاوية بن هشام عن سليمان بن قرم قال : كان ابوجعفر محمد بن على  (عليهما السلام ) يجيرنا بالخمسمائة درهم إلى الستمائة  إلى الالف درهم، وكان لا يمل من صلة الاخوان وقاصديه ومؤمليه وراجيه.

وروى عنه عن آبائه (عليه وعليهم السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقول : أشد الاعمال ثلاثة : مواساة الاخوان في المال، وانصاف الناس من نفسك، وذكر الله على كل حال.
وروى اسحق بن منصور السلولى قال : سمعت الحسن بن صالح يقول : سمعت أبا جعفر محمد بن على  (عليهما السلام ) يقول : ما شيب شيء بشيء أحسن من حلم بعلم.

وروي عنه (عليه السلام) انه سئل عن الحديث يرسله ولا يسنده، فقال : اذا حدثت الحديث فلم أسنده فسندى فيه أبى عن جدى عن أبيه عن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن جبرئيل (عليه السلام) عن الله عزوجل.

وكان (عليه السلام) يقول : بلية الناس علينا عظيمة، ان دعونا هم لم يستجيبوا لنا، وان تركنا هم لم يهتدوا بغيرنا.

وكان (عليه السلام) يقول : ما ينقم الناس منا، نحن أهل بيت الرحمة، وشجرة النبوة ومعدن الحكمة ومختلف الملائكة، ومهبط الوحى.

وتوفي (عليه السلام) وخلف سبعة أولاد، وكان لكل واحد من اخوته فضل وان لم يبلغ فضله، لمكانه من الامامة، ورتبته عند الله في الولاية، ومحله من النبى (صلى الله عليه وآله) في الخلافة، وكانت مدة امامته وقيامه في مقام ابيه  (عليهما السلام ) في خلافة الله عزوجل على العباد تسع عشرة سنة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.