المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

على مفترق الطرق الصعب
15-04-2015
آراء المفسرين في الحروف المقطعة هو علامة اختصار وإشارة إلى اسم من أسماء الله
2023-11-24
نبات الثلجي
2023-04-17
ليدرو ، فيليب
29-11-2015
Immunophilins
14-9-2018
الأقاليم الرئيسية في استغلال الطاقة الكهربائية في العالم
1-2-2023


عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين (عليه السلام)  
  
5575   05:38 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص79-83.
القسم :

هو أبو يحيى عيسى بن زيد، و لقبه موتم الأشبال و ذلك لقتله أسدا له أشبال قعد على طريق الناس، فلقب بموتم الأشبال أي ميتّم أشبال الأسد، قد مدحه أبو الفرج مدحا بليغا و قال : و كان عيسى أفضل من بقي من أهله دينا و علما و ورعا و زهدا و تقشفا و أشدهم بصيرة في أمره و مذهبه مع علم كثير، و قد روى عن أبيه و جعفر بن محمد (عليهم السّلام)‏ .

و كانت له منزلة خاصة عند سفيان الثوري فكان يحترمه و يعظمه كثيرا، و لكن في مدحه نظر لما ورد انّه أساء الادب بالنسبة الى امام زمانه جعفر الصادق (عليه السلام) و على أية حال، فقد حضر عيسى في جيش محمد و ابراهيم ابني عبد اللّه بن الحسن فلمّا قتلا اعتزل الناس و اختفى في بيت عليّ بن صالح بن حيّ بالكوفة و أخفى نسبه عن الناس حتى مات.

و في الايام التي كان مختفيا قال يحيى بن الحسين بن زيد وعلى قول صاحب عمدة الطالب، محمد بن محمد بن زيد قلت لأبي : يا أبة انّي اشتهي أن أرى عمي عيسى بن زيد فانّه يقبح بمثلي أن لا يلقى مثله من أشياخه، فدافعني عن ذلك مدّة و قال : انّ هذا أمر يثقل عليه و أخشى أن ينتقل عن منزله كراهية للقائك ايّاه فتزعجه.

فلم أزل به أداريه و الطف به حتى طابت نفسه لي بذلك، فجهزني الى الكوفة و قال لي : اذا صرت إليها فاسأل عن دور بني حيّ فإذا دللت عليها فاقصدها في السكة الفلانية و سترى في وسط السكة دارا لها باب صفته كذا و كذا فاعرفه و اجلس بعيدا منها في أوّل السكة، فانّه سيقبل عليك عند المغرب كهل طويل مسنون الوجه قد أثر السجود في جبهته عليه جبة صوف يستقي الماء على جمل و قد انصرف يسوق الجمل لا يضع قدما و لا يرفعها الّا ذكر اللّه عز و جل و دموعه تنحدر، فقم و سلّم عليه و عانقه فانّه سيذعر منك كما يذعر الوحش، فعرّفه نفسك و انتسب له، فانّه يسكن إليك و يحدثك طويلا و يسألك عنّا جميعا و يخبرك بشأنه و لا يضجر بجلوسك معه و لا تطل عليه و ودّعه فانّه سوف يستعفيك من العودة إليه فافعل ما يأمرك به من ذلك، فانّك إن عدت إليه توارى عنك و استوحش منك و انتقل عن موضعه و عليه في ذلك مشقة.

فقلت : أفعل كما أمرتني، ثم جهّزني الى الكوفة و ودعته و خرجت، فلمّا وردت الكوفة قصدت سكة بني حي بعد العصر، فجلست خارجها بعد أن تعرفت الباب الذي نعته لي، فلمّا غربت الشمس إذ أنا به قد أقبل يسوق الجمل و هو كما وصف لي أبي لا يرفع قدما و لا يضعها الّا حرك شفتيه بذكر اللّه و دموعه ترقرق في عينيه و تذرف أحيانا.

 فقمت فعانقته فذعر منّي كما يذعر الوحش من الانس، فقلت : يا عم أنا يحيى بن الحسين بن زيد ابن أخيك، فضمّني إليه و بكى حتى قلت قد جاءت نفسه، ثم أناخ جمله و جلس معي فجعل يسألني عن أهله رجلا رجلا و امرأة امرأة و صبيا صبيا و أنا أشرح له أخبارهم و هو يبكي.

ثم قال : يا بني أنا أستقي على هذا الجمل الماء فاصرف ما اكتسب، يعني من أجرة الجمل الى صاحبه و أتقوت باقيه و ربما عاقني عائق عن استقاء الماء فأخرج الى البرية، يعني بظهر الكوفة، فالتقط ما يرمي الناس به من البقول فأتقوته.

و قد تزوّجت الى هذا الرجل ابنته و هو لا يعلم من أنا الى وقتي هذا، فولدت منّي بنتا فنشأت و بلغت و هي أيضا لا تعرفني و لا تدري من أنا، فقالت لي أمها : زوج ابنتك بابن فلان السقاء لرجل من جيراننا يسقي الماء فانّه أيسر منّا و قد خطبها، و ألحّت عليّ فلم أقدر على أخبارها بانّ ذلك غير جائز و لا هو بكف‏ء لها فيشيع خبري، فجعلت تلح عليّ فلم أزل استكفي اللّه أمرها حتى ماتت بعد أيام فما أجدني آسي على شي‏ء من الدنيا أساي على انّها ماتت و لم تعلم بموضعها من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) .

قال : ثم أقسم عليّ أن انصرف و لا أعود إليه و ودعني، فلمّا كان بعد ذلك صرت الى الموضع الذي انتظرته فيه لأراه فلم أره و كان آخر عهدي به‏ .

روى أبو الفرج عن خصيب الوابشي و كان من أصحاب زيد بن عليّ و كان خصيصا بعيسى بن زيد، قال : استتر عيسى بن زيد بالكوفة في دار عليّ بن صالح بن حيّ، فكنّا نصير إليه حال خوف و ربّما صادفناه في الصحراء يستقي الماء على جمل لرجل من أهل الكوفة، فيجلس معنا و يحدّثنا.

و كان يقول لنا : و اللّه لوددت انّي آمن عليكم هؤلاء فأطيل مجالستكم فأتزود من محادثتكم و النظر إليكم، فو اللّه انّي لأتشوقكم و اتذكركم في خلوتي و على فراشي عند مضجعي، فانصرفوا لا يشهر موضعكم و امركم فيلحقكم معرة  و ضرر .

و كان لعيسى نفر من خواصه و أصحاب سرّه، هم ابن علاق الصيرفي و حاضر و صباح الزعفراني و كان المهدي في صدد أخذهم و حبسهم بعد ما أيس من العثور على عيسى، فظفر بعد مدّة بحاضر فحبسه و قرره و رفق به و اشتد عليه ليعرفه موضع عيسى فلم يفعل، فقتله.

 ثم مات عيسى و خلّف ابنان له يتيمان و أخذ صباح بكفالتهما، و قيل انّ صباح قال للحسن بن صالح : أ ما ترى هذا العذاب و الجهد الذي نحن فيه بغير معنى قد مات عيسى بن زيد و مضى‏

لسبيله و انما نطلب خوفا منه فإذا علم انّه قد مات أمنوه و كفوا عنّا، فدعني آتي هذا الرجل- يعني المهدي- فأخبره بوفاته حتى نتخلّص من طلبه لنا و خوفنا منه.

فقال : لا و اللّه لا تبشر عدو اللّه بموت وليّ اللّه ابن نبيّ اللّه، و لا نقر عينه فيه و نشمته به، فو اللّه لليلة نبيتها خائفا منه أحبّ إليّ من جهاد سنة و عبادتها.

قال صباح : و مات الحسن بن صالح بعده بشهرين فأخذت أحمد بن عيسى و أخاه زيدا فجئت بهما الى بغداد فجعلتهما في موضع أثق به عليهما ثم لبست أطمارا و جئت الى دار المهدي.

فاستأذنت الدخول على الخليفة و قلت أنا صباح الزعفراني، فأذن لي و أدخلت عليه فقال : أنت صباح الزعفراني؟ قلت : نعم، قال : فلا حياك اللّه و لا بياك و لا قرب دارك يا عدو اللّه أنت الساعي على دولتي و الداعي الى أعدائي؟

فقلت : اني جئتك مبشرا و معزيا، قال : مبشرا بما ذا و معزيا بمن؟

قلت : اما البشرى فبوفاة عيسى بن زيد و اما التعزية ففيه لأنّه ابن عمك و لحمك و دمك، فحوّل وجهه الى المحراب و سجد و حمد اللّه ثم أقبل عليّ و قال : منذ كم مات؟ قلت : منذ شهرين، قال : فلم لم تخبرني بوفاته الّا الآن؟

قلت : منعني الحسن بن صالح و الآن مات و لو لا ذلك ما وصل إليك الخبر ما دام حيّا، فسجد سجدة أخرى و قال : الحمد للّه الذي كفاني أمره فلقد كان أشدّ الناس عليّ، ثمّ قال : سلني ما شئت فو اللّه لأغنينّك و لا رددتك عن شي‏ء تريده.

 قلت : و اللّه ما لي حاجة و لا أسألك شيئا الّا حاجة واحدة، قال : و ما هي؟ قلت : ولد عيسى بن زيد، و اللّه لو كنت أملك ما أعولهم به ما سألتك في أمرهم و لا جئتك بهم، فذكرت له شيئا من حالهم ثم قلت : و أنت أولى الناس بصيانتهم و أحق بحمل ثقلهم فهم لحمك و دمك و أيتامك و أهلك.

قال : فبكى حتى جرت دموعه ثم قال : إذا يكونون و اللّه عندي بمنزلة ولدي لا أوثرهم عليهم بشي‏ء فأحسن اللّه يا هذا جزاءك عنّي و عنهم، فلقد قضيت حق أبيهم و حقوقهم‏ و خففت عنّي ثقلا و أهديت إليّ سرورا عظيما.

 قلت : و لهم امان اللّه و رسوله و امانك و ذمتك و ذمة آبائك في أنفسهم و أهليهم و اصحاب أبيهم أن لا تتبع أحدا منهم و لا تطلبه؟ قال : ذلك لك و لهم من امان اللّه و أماني و ذمتي و ذمة آبائي، فاشترط ما شئت، فاشترطت عليه و استوثقت حتى لم يبق في نفسي شي‏ء.

ثم قال : يا حبيبي و ايّ ذنب لهؤلاء و هم أطفال صغار، و اللّه لو كان أبوهم بموضعهم حتى يأتيني أو أظفر به ما كان له عندي الّا ما يحب فكيف بهؤلاء، اذهب يا هذا فجئني بهم و اسألك بحقي أن تقبل منّي صلة تستعين بها على معاشك.

قلت : اما هذا فلا، و خرجت فجئته بهم فضمهم إليه و أمر لهم بكسوة و منزل و جارية تحضنهم و مماليك يخدمونهم، و كنت اتعهدهم فأعرف أخبارهم فلم يزالوا في دار الخلافة الى أن قتل محمد الأمين فخرج أحمد بن عيسى فتوارى و كان أخوه زيد مرض قبل ذلك و مات‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.