المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



عمر الأشرف بن عليّ بن الحسين (عليه السلام)  
  
7633   05:38 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص62-64.
القسم :

قال الشيخ المفيد  : و كان عمر بن عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) فاضلا جليلا و وليّ صدقات رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و صدقات أمير المؤمنين (عليه السلام) و كان ورعا سخيا.

و قد روى داوود بن القاسم قال : حدثنا الحسين بن زيد قال : رأيت عمّي عمر بن عليّ بن الحسين (عليه السلام) يشترط على من ابتاع صدقات عليّ (عليه السلام) أن يثلم في الحائط كذا و كذا ثلمة و لا يمنع من دخله يأكل منه‏.

 يقول المؤلف : ان عمر بن علي هو الذي لقّب بالأشرف، فقيل عمر الأشرف، و ذلك بالنسبة الى عمر الأطرف ابن أمير المؤمنين (عليه السلام) فانّ هذا لما نال فضيلة النسب الى الزهراء البتول (عليها السلام) و أمير المؤمنين (عليه السلام) كان أشرف من الثاني الذي سمّي بالاطرف لأن فضيلته من طرف واحد و هو طرف أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) و يروي عمر الاشرف عن الامام الصادق (عليه السلام) و أعقب من ثلاثة : أبو علي القاسم و عمر الشجري و أبو محمد الحسن.

 و اعلم انّ عمر الاشرف المذكور جدّ علم الهدى السيد المرتضى و أخيه السيد الرضي من أمهما، و قد ذكر السيد المرتضى في بداية كتاب الرسائل الناصريات نسبه الشريف و بيّن فضائلهم الى أن قال : و أما عمر بن عليّ الملقّب بالاشرف فهو فخم السيادة جليل القدر و المنزلة و كان عالما في دولة بني أميّة و بني العباس، و روي عنه، و روي عن أبي الجارود بن المنذر انّه قال : قلت لأبي جعفر الباقر (عليه السلام)  : أيّ إخوانك أحبّ إليك؟ فقال : اما عبد اللّه فهو يدي التي‏ بها أحمل (عبد اللّه هذا أخو الامام من أمّه و أبيه)، و أما عمر فهو عيني التي بها أرى، و أما زيد فهو لساني الذي انطق به، و أما الحسين فهو الحليم { يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا } [الفرقان : 63]

 يقول المؤلف : انّ نسب السيدين من أمهما الى عمر الاشرف كما يلي : فاطمة بنت الحسين بن احمد بن أبي محمد الحسن بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر الأشرف بن عليّ بن الحسين (عليه السلام) .

و أبو محمد الحسن هو الملقب بالأطروش و الناصر الكبير و مالك بلاد الديلم و طود العلم و العالم، صاحب المؤلفات الكثيرة منها المائة مسألة التي صححها السيد المرتضى رضى اللّه عنه و سمّاها بالناصريات، و منها كتاب أنساب الائمة (عليهم السّلام) و مواليدهم، و منها كتابان في الامامة، و غيرها من الكتب الكثيرة، و جاء الى طبرستان سنة (301) فكان حاكما عليها مدة ثلاث سنين و ثلاثة أشهر فلقّب بالناصر للحق، و أسلم كثير من الناس على يده و عظم أمره حتى توفي سنة (304) بآمل و هو ابن (95) أو (99) سنة.

و له ابن آخر غير ابنه أحمد يسمى بأبي الحسن علي، كان على مذهب الامامية و يهجو الزيدية كثيرا ردّا على عبد اللّه المعز الذي ذم العلويين في قصائده.

 قال المسعودي في مروج الذهب : و ظهر ببلاد طبرستان و الديلم الأطروش و هو الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام) و أخرج عنها المسوّدة  و ذلك في سنة إحدى و ثلاثمائة، و قد كان أقام في الديلم و الجبل سنين و هم جاهلية و منهم مجوس فدعاهم الى اللّه تعالى فاستجابوا و اسلموا الّا قليلا منهم، و بنى في بلادهم مساجد .

على أيّة حال، فالظاهر انّ فاطمة أم السيدين هي التي كتب لها الشيخ المفيد كتاب أحكام النساء و عبّر عنها بالسيدة الفاضلة أدام اللّه عزّها، و حكي في بعض الكتب المعتبرة انّ الشيخ المفيد رأى في المنام فاطمة الزهراء (عليها السلام) دخلت عليه و هو في مسجده و معها ابناها الحسن و الحسين (عليهما السّلام) حال كونهما صبيين فسلّمتها إليه و قالت له:

علمهما الفقه، فانتبه الشيخ متعجبا، و ذهب الى مسجده فبينا هو في المسجد إذ دخلت عليه فاطمة أم السيدين مع جواريها و ابنيها المرتضى و الرضي، فلمّا رآها الشيخ قام لها احتراما و سلّم عليها، فقالت له : يا شيخ انّ هذين الغلامين ابناي و لقد أحضرتهما كي تعلمهما الفقه، فبكى الشيخ و ذكر لها رؤياه، و تبنّى الشيخ الغلامين و بدأ بتعليمهما حتى و صلا الى تلك المدارج العالية من الكمال و الفضل.

و رثي السيد الرضي أمّه لما ماتت بقصيدة منها:

أبكيك لو نفع الغليل بكائي‏                  و أردّ لو ذهب المقال بدائي‏

و ألوذ بالصبر الجميل تعزيا               لو كان في الصبر الجميل عزائي‏

لو كان مثلك كلّ أم برة                     غني البنون بها عن الآباء

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.