أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
3078
التاريخ: 10-04-2015
4990
التاريخ: 10-04-2015
3350
التاريخ: 15-04-2015
3904
|
قال الشيخ المفيد : كان الحسين بن عليّ بن الحسين (عليهم السّلام) فاضلا ورعا و روى حديثا كثيرا عن أبيه عليّ (عليه السلام) و عمته فاطمة بنت الحسين (عليها السلام) و أخيه أبي جعفر (عليه السلام) .
و روى أحمد بن عيسى، قال : حدثنا أبي، قال : كنت أرى الحسين بن عليّ بن الحسين (عليهم السّلام) يدعو فكنت أقول لا يضع يده حتى يستجاب له في الخلق جميعا، و روى حرب الطحان، قال : حدثني سعيد صاحب الحسن بن صالح، قال : لم أر أحدا أخوف من الحسن بن صالح حتى قدمت المدينة فرأيت الحسين بن عليّ بن الحسين (عليه السلام) فلم أر أشدّ خوفا منه كأنما ادخل النار ثم أخرج منها لشدّة خوفه.
و روى يحيى بن سليمان بن الحسين عن عمّه ابراهيم بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) قال : كان ابراهيم بن هشام المخزومي واليا على المدينة و كان يجمعنا يوم الجمعة قريبا من المنبر ثم يقع في عليّ (عليه السلام) و يشتمه، قال : فحضرت يوما و قد امتلأ ذلك المكان فلصقت بالمنبر فاغفيت فرأيت القبر قد انفرج و خرج منه رجل عليه ثياب بياض، فقال لي : يا أبا عبد اللّه أ لا يحزنك ما يقول هذا؟ قلت : بلى و اللّه، قال : افتح عينيك فانظر ما يصنع اللّه به، فإذا هو قد ذكر عليّا فرمي به من فوق المنبر فمات لعنه اللّه .
يقول المؤلف : علمت انّ لمولانا زين العابدين ابنين باسم الحسين، و يقال للأصغر منهما الحسين الأصغر، و لا يعلم من كلام الشيخ المفيد انّه أيهما يعني لكن حمل شيخنا في مستدرك الوسائل و غيره كلامه على الحسين الاصغر، و على أيّة حال فان الحسين الذي صاحب الاولاد و الأعقاب هو الحسين الاصغر، و كنيته أبو عبد اللّه و كان رجلا عفيفا محدثا فاضلا و يروي عنه جمع، منهم عبد اللّه بن المبارك و محمد بن عمر الواقدي الشيعي.
و توفى الحسين المذكور سنة (157) هـ و هو ابن أربع و ستين سنة و دفن بالبقيع و له أولاد:
1- عبد اللّه، والد القاسم الذي كان رئيسا جليلا .
2- الحسن بن الحسين، و هو رجل محدث نزيل مكة، و توفي في الروم .
3- أبو الحسن عليّ بن الحسين الذي يعدّ من رجال بني هاشم و كان ذا فضل و بيان و سخاء، و نقل عن اخلاقه انّه إذا سمع صوت سائل و هو على مائدة الطعام قام إليه و أعطاه طعامه، و إذا سمع صوت سائل آخر و قد احضرت له مائدة ثانية قام و تصدق بها، فلذا كانت زوجته تضع جارية على الباب كي تعطي السائلين شيئا حتى لا يرفعوا صوتهم و يمضون كي يتمّ عليّ طعامه .
4- عبيد اللّه الأعرج، ؛ و على أية حال فإنّ أولاد الحسين الاصغر و أعقابه كثيرون و متفرقون في العراق و الحجاز و بلاد العجم و المغرب، و منهم حفيده أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن الحسين المذكور المدني نزيل الكوفة الذي ذكره علماء الرجال، و توفي سنة (981) هـ و كان أخوه القاسم بن عبد اللّه بن الحسين رئيسا فاضلا، و قد ذكره أبو الفرج في مقاتل الطالبيين، و منهم عبد اللّه بن الحسن بن الحسين الأصغر المدفون بشوشتر الذي قال القاضي نور اللّه في المجالس في حقّه : كان من كبار ذريّة سيد المرسلين و مشابها لجدّه عليّ بن الحسين (عليه السلام) في الفضل و الطهارة و لذا قتلته أيدي أعداء الدين.
و قال أيضا : انّ اسمه الشريف عبد اللّه و لقبه زين العابدين، و بنى عمارة قبره الخليفة العباسي المستنصر الذي بنى قبّة الامام موسى الكاظم و محمد الجواد (عليهما السّلام) ثم زاد السادة الحسينية المرعشية الشوشترية في تلك العمارة و بذلوا مساعي جميلة في اعلاء ذلك المزار ذي البركات الكثيرة الذي هو من اشرف بقاع شوشتر و ألطفها، شكر اللّه سعيهم.
و ذكر في تحفة العالم نحو ما ذكر في المجالس و أضاف : انّ الناس يذهبون الى زيارته يوم الخميس و الجمعة عموما و يوم الحادي و العشرين من شهر رمضان يوم استشهاد عليّ (عليه السلام) خصوصا.
و منهم احمد بن عليّ بن محمد بن جعفر بن عبد اللّه بن الحسين الاصغر، المعروف بالعقيقي، مقيم مكة المعظمة، و يروي كثيرا عن أصحابنا الكوفيين و له كتب و مصنفات، و لابنه عليّ بن احمد المعروف بالعقيقي كتب كثيرة أيضا و له كتاب الرجال، و هو معاصر للشيخ الصدوق، ينقل عنه الشيخ أبو عليّ في منتهى المقال كثيرا و رمز له بلفظ عق و ذكر انّه من أجلّة علماء الامامية و أعاظم فقهاء الاثنى عشرية، صاحب المصنفات المشهورة، و نقل آية اللّه العلامة عن كتابه الرجال في «الخلاصة» كثيرا، و ذكر الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين حديثا يصرّح بجلالته و علوّ منزلته و كان عمّه الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد اللّه بن الحسين الأصغر واليا على مدينة ساري من قبل الداعي الكبير و لبس اللباس الأسود الذي هو شعار العباسيين في غياب الداعي الكبير و خطب لسلاطين خراسان، فلمّا عاد الداعي و قوي أمره مرّة أخرى أخذه و قتله ؛ و منهم السيد الشريف النسابة قاضي صابر المدفون ب ونك، و هي قرية من قرى طهران، و نسبه الشريف كما في «الروح و الريحان» : أبو القاسم عليّ بن محمد بن نصر بن المهدي بن محمد بن عليّ بن عبد اللّه بن عيسى بن عليّ بن الحسين الأصغر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) و نقل عن نهاية الأعقاب انّه ولد في تلك القرية و له في علم النسب يد، و كان في الماضي لكل بلد نسابة فكان هو نسابة الري و كان يرجع إليه سائر علماء النسب و يستفيدون منه، و نقل عن مجد الدين من نسابة الري انّه قال: و قد رأيته بالري و حضرت مجلسه و كان يدخل عليّ و يجري بيننا مذاكرة في علم الأنساب في شهور سنة ستا و عشرين و خمسمائة .
و منهم محمد السليق و علي المرعشي ابنا عبيد اللّه بن محمد بن الحسين الاصغر، و اما كلمة السليق فهي مأخوذة من قوله تعالى : {سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} [الأحزاب: 19].
و اما المرعش فقال القاضي نور اللّه التستري انّه حمام يحلّق في الهواء، فلقب عليّ المذكور بالمرعش لعلوّ شأنه و رفعة منزلته و ينسب إليه السادة المرعشية و هم أربع فرق:
الفرقة الأولى : سادة مازندران المشهورون بالتشيّع، و منهم الأمير قوام الدين ينسب إليه سلاطين القوامية المرعشية المازندرانية، و هو المشهور بالأمير الكبير و نسبه : السيد قوام الدين صادق بن عبد اللّه بن محمد بن أبي هاشم بن عليّ بن الحسن بن عليّ المرعش ؛ و كان مشغولا بالعبادة و السلوك مدة في خراسان ثم رجع الى مازندران وطنه الأصلي و صار واليا عليها سنة (760) هـ ، و توفي سنة (781)هـ و دفن في مدينة آمل، و مشهده مزار ساطع الأنوار، و جعلت عليه قبّة عظيمة في عهد الصفوية، و له أولاد أماجد منهم السيد رضي الدين والي آمل ، و السيد فخر الدين القائد، و السيد كمال الدين قائم مقام ساري.
الفرقة الثانية : سادة شوشتر الذين هاجروا من مازندران إليها و روّجوا مذهب الأئمّة الأطهار (عليهم السّلام) هناك ، و من أكابر المتأخرين الأمير شمس الدين أسد اللّه الشهير بالشاهمير و هو والد منشرح الصدر الأمير سيد شريف .
الفرقة الثالثة : سادة اصفهان و جاءوا أيضا من مازندران إليها.
الفرقة الرابعة : مرعشيّة قزوين، و هم سكّانها من قديم الايام و كان البعض منهم نقيبا و متوليا لحرم شاهزاده حسين .
و من جملة أولاد علي المرعش السيد الفاضل الفقيه العارف الزاهد الورع الاديب أبو محمد الحسن بن حمزة بن عليّ المرعش، من أجلّاء فقهاء الطائفة الشيعية و من علماء الإمامية في المائة الرابعة و كان في طبرستان، و قد ذكره الشيخ النجاشي و الطوسي و العلامة و سائر أرباب الرجال (رضوان اللّه عليهم) و أثنوا عليه ثناء بليغا و ذكروا مصنّفاته و يروي عنه التلعكبري.
قال الشيخ النجاشي : يعرف بالمرعش، كان من أجلاء هذه الطائفة و فقهائها، قدم بغداد و لقيه شيوخنا في سنة ست و خمسين و ثلاثمائة و مات في سنة ثماني و خمسين و ثلاثمائة .
و وثقه السيد بحر العلوم و قال : و قد صحّ بما قلناه انّ حديث الحسن، صحيح ، و ذكر ابن شهرآشوب في كتاب معالم العلماء انّ من جملة كتبه كتاب الغيبة .
يقول المؤلف : نقل عن كتاب الغيبة المذكور هذه الحكاية و حاصلها انّه : حدثنا رجل صالح من أصحاب الامامية قال : خرجت الى الحج في سنة من السنين و كان الجوّ حارّا جدا تهبّ فيه رياح السموم، فانقطعت عن القافلة و ضيّعت الطريق، و وقعت على الارض من شدّة العطش و الظمأ و أشرفت على الموت، فبينا أنا كذلك إذ سمعت صهيل فرس، ففتحت عيني و إذا انا بشاب جميل حسن الهندام و هو على فرس شهباء فسقاني ماء أحلى من العسل و أبرد من الثلج و نجّاني من الهلكة.
فقلت له : من أنت يا سيدي؟ فقال : أنا حجة اللّه على العباد و بقية اللّه في الارض أنا الذي يملأ الارض قسطا و عدلا بعد ما ملأت ظلما و جورا أنا ابن الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام).
ثم قال لي : أغمض عينيك، ففعلت، ثم قال : افتح عينيك، ففتحتهما و إذا أنا أمام القافلة، فغاب عنّي صلوات اللّه و سلامه عليه.
و ينتهي أيضا الى عليّ المرعش نسب السيد الشريف و الشهيد و العالم و الفاضل الجليل القاضي نور اللّه ابن شريف الدين الحسيني المرعشي، صاحب كتاب (مجالس المؤمنين) و (احقاق الحق) و (الصوارم المحرقة) و غيرها من الكتب القيمة و كان معاصرا لشيخنا البهائي، و كان قاضي القضاة في مدينة أكبرآباد من بلاد الهند، و كان يعمل بالتقية لكونه بين ابناء العامة فيفتي في مسألة و يقضي فيها على مذهب الإمامية دائما و لكن يطابق فتواه مع رأي أحد أئمتهم، و كان خبيرا في فقه الشيعة و السنة و له إحاطة كاملة بتأليفات أهل السنة.
و استشهد بسبب تأليف كتاب (احقاق الحق) و مرقده الشريف في أكبرآباد يزار، و له تأليفات تبلغ التسعين مجلدا في شتّى العلوم، منها كتاب (مصائب النواصب) في ردّ الميرزا مخدوم الشريفي، و قد ألّفه خلال سبعة عشر يوما، و كان والده أيضا من أهل العلم و الفضل و الحديث.
و من السادة المرعشيّة المحقق العلامة الخليفة السلطان الحسين بن محمد بن محمود الحسيني الآملي الاصفهاني الملقب بسلطان العلماء، صاحب مصنفات كثيرة و حواشي دقيقة، موجزة و مفيدة، و فوّض إليه منصب الصدارة و الوزارة في زمن (شاه عباس) الأول، و بلغ من الوجاهة و المكانة عند السلطان بحيث تزوج ابنته و أصبح صهره، توفي سنة (1064) هـ في أشرف مازندران فحملت جنازته الى النجف الاشرف فدفن هناك.
و من السادة المرعشيّة السيد السند و الركن المعتمد العالم الفاضل الجليل الفقيه بلا بديل المحدّث الباهر و السحاب الماطر و البحر الزاخر الميرزا محمد حسين الشهرستاني الحائري صاحب المؤلفات الفائقة و التصانيف الرائعة، ولد بعد ألف سنة و شهرين من ولادة الامام الحجة (عليه السلام) من بطن كريمة قدوة العلماء العظام السيد أحمد بن السيد محمد الكرمان شاهي ابن الاستاذ الكبير المحقق البهبهاني ؛ و كان عمدة تحصيله العلم عند العلامة الثاني سميه المرحوم فاضل الأردكاني، و كتب هو في الموائد عند ترجمته للسيد محمد ابراهيم بن السيد أحمد : انّه خالي و شقيق أمّي، و هي أخت صاحب الفصول، فلمّا ولدت في كرمانشاه كان والدي في السفر فكتب إليه خالي المذكور انّ اللّه رزقك ولدا يفاخرك و يقول أنا الحسين و أبي عليّ و أمّي فاطمة و جدّي أحمد و خالي ابراهيم، أقول : نعم و أخي الحسن و ابناي عليّ و زين العابدين و بناتي سكينة و فاطمة.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|