المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02

رسالة ابن زياد للحرّ
20-10-2017
حرمة بذل الأموال العامة ـ بحث روائي
21-1-2016
تفسير الاية (163-164) من سورة البقرة
14-2-2017
شروط الحجز الاحتياطي
31-7-2017
Diachronic form-to-function mapping
16-4-2022
المقصود من : ورتلناه ترتيلا
20-10-2014


محمد بن القاسم العلوي  
  
4759   05:38 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص64-66.
القسم :

من أعقاب عمر الاشرف محمد بن القاسم العلوي الذي أسر في زمن المعتصم ؛ أمّه صفية بنت موسى بن عمر بن عليّ بن الحسين (عليه السلام) و كان رجلا عابدا زاهدا ورعا عالما فقيها، و كان يلبس الصوف دائما، و خرج بالكوفة ايام المعتصم ثم هرب منها بعد ما أرسل المعتصم الجيوش لحربه فذهب الى خراسان، و كان دائم الانتقال في مدنها يذهب تارة الى مرو و تارة الى سرخس و أخرى الى الطالقان أو نسّا، و له حروب و وقائع مذكورة في التاريخ و قد بايعه جمع غفير من الناس و أطاعوه و انقادوا إليه.

قال أبو الفرج : قال ابراهيم بن عبد اللّه العطار و كان مع أبي جعفر محمد بن القاسم في الطالقان : فلم نلبث الّا يسيرا حتى استجاب له أربعون ألفا و أخذنا عليهم البيعة و كنّا أنزلناه في رستاق من رساتيق مرو و أهله شيعة كلهم فأحلّوه قلعة لا يبلغها الطير، في جبل حريز، فلمّا اجتمع أمره و عدهم لليلة بعينها، فاجتمعوا إليه و نزل من القلعة إليهم، فبينا نحن عنده إذ سمع بكاء رجل و استغاثته، فقال لي : يا ابراهيم قم فانظر ما هذا البكاء، فأتيت الموضع فوقفت فيه فاستقربت البكاء حتى انتهيت الى رجل حائك قد أخذ منه رجل من أصحابنا ممن بايعنا لبدا و هو متعلق به.

 فقلت : ما هذا و ما شأنك؟ فقال : أخذ صاحبكم هذا لبدي، فقلت : أردد عليه لبده فقد سمع أبو جعفر بكاءه، فقال لي الرجل : إنمّا خرجنا معكم لنكتسب و ننتفع و نأخذ ما نحتاج إليه، فلم أزل أرفق به حتى أخذت منه اللبد و رددته الى صاحبه و رجعت الى محمد بن القاسم فأخبرته بخبره و انّى قد انتزعت منه اللبد و رددته على صاحبه.

فقال : يا ابراهيم أ بمثل هذا ينصر دين اللّه ؟ ثم قال لنا : فرقوا الناس عنّي حتى أرى رأيي، فخرجنا الى الناس فقلنا لهم : انّ صورة الأمر قد أوجبت أن تتفرّقوا في هذا الوقت، فتفرّقوا، و رحل محمد بن القاسم من وقته الى الطالقان و بينها و بين مرو أربعين فرسخا فنزلها و تفرقنا ندعوا الناس فاجتمع عليه عالم.

و بلغ خبره عبد اللّه بن طاهر فوجّه إليه رجلا يقال له الحسين بن نوح و كان صاحب شرطته، فلقيناه و قاتلناه فهزمناه هزيمة قبيحة، و لما اتصل خبره بعبد اللّه قامت قيامته، فأمده بجيش آخر ضخم فسار إليه متمهلا و نازله، و كمن لنا كمناء في عدة مواضع، فلمّا التقينا قاتلنا ساعة ثم انهزم متطاردا لنا فاتبعه أصحابنا، فلمّا تفرقنا في طلبه خرجت الكمناء على أصحابنا من كلّ وجه فانهزمنا و افلت محمد بن القاسم و صار الى نسّا مستترا .

 قال ابراهيم بن غسان : دعاني الأمير عبد اللّه بن طاهر يوما فدخلت عليه، فقال لي : قد جردت لك الف فارس من نخبة عسكري، فاخرج و اركض و خذ بين يديك دليلا قد رسمته لصحبتك فإذا صرت على فرسخ واحد من نسّا فافضض الكتاب و اقرأه و اعمل بما فيه.

فخرجت و ضربت بالطبل و وافاني الفرسان جميعا، حتى صرنا في اليوم الثالث الى نسّا على فرسخ منها ففضضت الكتاب فقرأته فإذا يأمرني فيه بالذهاب إليها و أن ألقي القبض على محمد بن القاسم، و فعل ابراهيم بن غسان ما أمر به و ذهب الى المدينة و دخل على محمد و أسره مع أبي تراب و هو من خواص أصحابه فأوثقهما بالقيود ثم رجع الى نيسابور و جاء بمحمد الى عبد اللّه بن طاهر، فلمّا نظر الى محمد بن القاسم و ثقل الحديد عليه قال لإبراهيم : ويلك يا إبراهيم أ ما خفت اللّه في فعلك؟ أ تقيد هذا الرجل الصالح بمثل هذا القيد الثقيل؟

 فقال إبراهيم : أيها الأمير خوفك أنساني خوف اللّه، فأمر عبد اللّه بتخفيف قيوده و أقامه عنده ثلاثة أشهر يريد بذلك أن يعمي خبره على الناس، و كان عبد اللّه يخرج من اصطبله بغالا عليها القباب ليوهم الناس انّه قد أخرجه ثم يردّها حتى بعثه مع ابراهيم بن غسان في ليلة ظلماء الى بغداد، فلمّا أراد الخروج به عرض عبد اللّه على محمد كل شي‏ء نفيس من مال و جواهر و غير ذلك فلم يقبل الّا مصحفا جامعا كان لعبد اللّه بن طاهر.

 فلمّا دنوا من بغداد و بلغ ذلك المعتصم، أمر برفع القبة التي وضعوها على محمد و أخذ عمامته و أمر بإدخاله مكشوفا حافيا حاسرا، فدخل محمد بغداد على تلك الهيئة في يوم النيروز سنة (219) و أصحاب السماجة  بين يدي المعتصم يلعبون و الفراغنة يرقصون، فلمّا رآهم محمد بكى ثم قال : اللهم انّك تعلم انّي لم أزل حريصا على تغيير هذا و انكاره، و كان لسانه يلهج بذكر اللّه و تسبيحه فلمّا فرغوا من لعبهم مروا بمحمد بن القاسم على المعتصم فأمر بدفعه الى مسرور الكبير فدفع إليه، فحبس في سرداب شبيه بالبئر فكاد أن يموت فيه، و انتهى ذلك الى المعتصم فأمر بإخراجه منه فأخرج و حبس في قبة في بستان، و جعل عليه جمع يحرسونه‏.

و اختلف المؤرخون فقال البعض انّه قتل مسموما، و قال البعض الآخر انّه فرّ من السجن بحيلة و ذهب الى واسط و مات هناك، و قيل انّه بقي أيام المعتصم و الواثق مختفيا الى زمن المتوكل فأخذه المتوكل و حبسه حتى مات في السجن.

 و من أحفاد عمر الأشرف : الجعفري المعروف في دامغان و له هناك قبة و مزار، و نسبه كما كتب على القبة : هذا قبر الامام الهمام المقتول المقبول قرة عين الرسول (صلى الله عليه واله) جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب سلام اللّه عليهم.

و هذا غير الجعفري المقتول بالري فانّه جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين (عليه السلام) كما ذكر في مقاتل الطالبيين.

 قال ياقوت الحموي في معجم البلدان : قبر النذور مشهد بظاهر بغداد على نصف ميل من السور يزار و ينذر له، قال التنوخي : كنت مع عضد الدولة و قد أراد الخروج الى همذان، فوقع نظره على البناء الذي على قبر النذور، فقال لى : يا قاضي ما هذا البناء؟ قلت : أطال اللّه بقاء مولانا هذا مشهد النذور، و لم أقل قبر لعلمي بتطيّره من دون هذا.

فاستحسن اللفظ و قال : قد علمت انّه قبر النذور و إنمّا أردت شرح أمره، فقلت له : هذا قبر عبيد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن عليّ بن ابي طالب رضي اللّه عنهم، و كان بعض الخلفاء أراد قتله خفية فجعل هناك زبية  و ستر عليها و هو لا يعلم فوقع فيها و هيل عليه التراب حيّا و اشتهر بالنذور لانّه لا يكاد ينذر له شي‏ء الّا و يصح و يبلغ الناذر ما يريد، و أنا أحد من نذر له و صح مرارا لا أحصيها.

 فلم يقبل هذا القول و تكلّم بما دلّ على انّ هذا وقع اتفاقا فتسوّق العوام بأضعاف ذلك و يروون الأحاديث الباطلة، فأمسكت فلمّا كان بعد أيام يسيرة و نحن معسكرون في موضعنا استدعاني و ذكر لي انّه جرّبه لأمر عظيم و نذر له و صح نذره في قصة طويلة .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.