أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-09
1170
التاريخ: 9-2-2017
1713
التاريخ: 9-5-2017
1580
التاريخ: 9-2-2017
2009
|
الوقوف بوجه الدعوة ومحاربة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :
لقد تناول الشيخ الأميني في موسوعته العلمية الكبرى ( الغدير ) الدور المعادي للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم الذي مثلته أبرز الشخصيات الأموية في مرحلة الدعوة وهم : " أبو سفيان " و " عقبة بن أبي معيط " و " الحكم بن العاص " وستجد في ما سجله من مواقف ووقائع وحوادث لتلك الشخصيات الأموية صورة متكاملة للدور الأموي في مواجهة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم فقد كان أبو سفيان أحد أبرز ثلاث شخصيات تصدت لمواجهة الدعوة وهم :
أبو لهب وأبو جهل ، وقد تولى أبو سفيان قيادة الشرك والجاهلية في مكة ، بعد موت أبي لهب ومقتل أبي جهل " الحكم بن هشام " في معركة بدر حيث اندحرت قوى الشرك والطاغوت ، فكان القائد والمخطط والمعبئ لقوى العدوان بعد ذلك في أحد والأحزاب ، والصاد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام الحديبية عن البيت الحرام ( في السنة السادسة من الهجرة ) ، كما تولى عمليات التعذيب للمستضعفين من المسلمين ، وأحد المخططين لاغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
ويستمر أبو سفيان في حربه وصراعه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طوال إحدى وعشرين عاما حتى حقق الله النصر لنبيه بفتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة فاضطر تحت ضغط القوة وعزة الإسلام وتعاظم تياره، إلى إعلان إسلامه بعد إقناع من العباس بن عبد المطلب - عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لحقن دمه .
السقوط والتواري :
وبفتح مكة سقطت المقاومة الجاهلية وانهار صرح الشرك، ودحر أبو سفيان ومن معه من قادة الضلال، وطهر البيت الحرام من الأصنام والوثنية، وفتح الرسول المنتصر صلى الله عليه وآله وسلم آفاق العفو الرحمة وأطلق شعاره المعروف " اليوم يوم المرحمة اليوم تحمى الحرمة ".
لقد جمع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أولئك الأعداء الذين حاربوه وأخرجوه من دياره ، وخططوا لقتله .
فخاطبهم بقلبه الكبير، وروحه الهادي، وخلقه العظيم، وهدفه الواسع لاستيعاب البشرية، بقوله: " ما تظنون وما أنتم قائلون .
قال سهيل : نظن خيرا ونقول خيرا ، أخ كريم وابن عم كريم ".
ليفتح أمامهم أبواب التوبة ويهئ لهم الأجواء النفسية للتفاعل مع كلمة التوحيد ، ومبادئ الهدى ، وليشعرهم بعفو الإسلام وعظيم خلقه . وهكذا طوقهم رسول الله بالفضل والمن ، وأطلق سراحهم ، فحملوا اسم ( الطلقاء ) كما حملوا اسما آخر هو : ( مسلمة الفتح ) .
وهكذا توارى هذا الوجود خلف الستار .
إلا أن تلك الفلول المهزومة لم تتفاعل مع روح الرسالة ولم يتغلغل الإسلام في أعماقها فظلت تختزن الماضي ، وتحمل الأحقاد على الرسول القائد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى الطليعة التي حققت الانتصار معه صلى الله عليه وآله وسلم وحطمت كبرياءهم وسيادتهم ، لا سيما ابن عمه ، زوج ابنته ، علي بن أبي طالب كما حملوا العداء ذاته لذريته من بعده .
إعادة تنظيم الصفوف :
بعد مرحلة السقوط والتواري عن مسرح الأحداث والابتعاد عن الأضواء والواجهة الاجتماعية الذي فرضه الأمر الواقع على الخط الأموي والذي استمر إلى ما بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعدد من السنين ، إذ لم يستطع الوجود الأموي أن يسجل أي حضور في أحداث السقيفة والنزاع على الخلافة لسقوطه من الاعتبار الاجتماعي آنذاك ، عدا محاولة أبي سفيان مع الإمام علي التي حاول فهيا التأليب ودفع الموقف إلى المواجهة المسلحة بين المسلمين يوم قال لعلي عليه السلام : " إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا الدم . . . ثم قال لعلي : " أبسط يدك أبايعك فوالله لئن شئت لأملأنها عليك خيلا ورجالا فأبى عليه السلام " ( 1 ) .
ثم زجره قائلا : " والله ما أردت بهذا إلا الفتنة ، وإنك والله طالما بغيت للإسلام شرا ، ولا حاجة لنا في نصيحتك " ( 2 ) .
وكان المسلمون الأولون يشعرون بأن الوجود الأموي سيعمل على تنظيم صفوفه وإعادة نشاطه من جديد ، جاء ذلك التشخيص واضحا في الحوار الذي دار بين أبي بكر والحباب بن المنذر والذي نصه : " أمنا تخاف يا حباب . . . وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد رأى في منامه أن بني أمية " ينزون على منبره . . .
وتلك رؤيا صادقة تكشف عن أن الموقف الأموي المواجه لن ينتهي بهزيمة الفتح ، بل سيعود إلى المواجهة بعد تنظيم صفوفه .
وقد تحقق ذلك ، وبدأ الحزب الأموي بتنظيم أوضاعه الداخلية ، والبحث عن مراكز السلطة والنفوذ لاستعادة مركزه المفقود بعد الفتح ، فاستغل ظروف الصراع على الخلافة ، بعد السقيفة وتألب الكثيرين على علي عليه السلام ووضع العقاب أمام تسلمه مقاليد الأمور .
علي الخصم العقائدي للوجود الأموي ، والسيف الذي حطم قوتهم العسكرية ، وهو الذي علا كتف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفتح فحطم أصنامهم ، وطهر البيت الحرام منها .
لقد استغلوا تلك الفترة فجمعوا فلولهم ليواصلوا البحث عن أهدافهم ، وكانت البداية تنطق من معاوية بن أبي سفيان حين ولاه عمر على الشام ، فهو كما وصفه المؤرخون داهية ومخطط ،
وبلا تورع عما نهى الله عنه ، راح يبني الوجود الأموي في الشام ، ويستقطب العناصر الموالية ، ويركز وجوده . ثم ، أتت الفرصة سانحة لبناء القوة الأموية في خلافة عثمان بن عفان وبشكل لم يسبق لم مثيل .
_________________
( 1 - 2 ) الكامل في التاريخ : 2 / 326 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|