المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

مالك بن كعب / اسوة الشباب من أصحاب رسول الله والامام علي
25-6-2022
مشكلة أنطاكية.
2023-11-05
نقطة التشغيل Q
22-9-2021
فضيلة تلاوة سورة الحاقة
1-12-2014
أنواع أخرى من ميكروسكوبات المسبار الماسح
2023-11-29
التوحيد في الصفات
5-07-2015


بعض احداث التاسع من المحرم  
  
3420   03:39 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص334-335.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

جاء شمر حتى وقف على أصحاب الحسين (عليه السلام) فقال : اين بنو اختنا؟.

فخرج اليه العباس وجعفر وعبدالله وعثمان بنو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقالوا : ما تريد؟.

فقال: انتم يا بنى اختى آمنون، فقالت له الفتية : لعنك الله ولعن أمانك أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له؟.

ثم نادى عمربن سعد : يا خيل الله اركبي وبالجنة ابشرى ، فركب الناس حتى زحف نحوهم بعد العصر، والحسين (عليه السلام) جالس امام بيته محتبيا بسيفه ، اذ خفق برأسه على ركبتيه فسمعت اخته الضجة فدنت من أخيها فقالت : يا أخى أما تسمع الاصوات قد اقتربت؟.

فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه فقال انى رأيت رسول الله (صلى الله عليه واله) الساعة في المنام، فقال لي : انك تروح الينا ، فلطمت أخته وجهها ونادت بالويل فقال لها الحسين (عليه السلام):

ليس لك الويل يا أخية اسكتي رحمك الله ، ثم قال له العباس بن علي (عليه السلام) : يا أخى أتاك القوم؟ فنهض ثم قال : يا عباس اركب بنفسي أنت يا أخى حتى تلقاهم وتقول لهم : ما لكم وما بدالكم؟ وتسئلهم عما جاء بهم ، فاتاهم العباس في نحو من عشرين فارسا فيهم زهيربن القين و حبيب بن مظاهر فقال لهم العباس : ما بدالكم وما تريدون؟.

قالوا : قد جاء أمر الاميران نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أونناجزكم؟.

فقال : فلا تعجلوا حتى ارجع إلى أبى عبدالله فاعرض عليه ما ذكرتم، فوقفوا وقالوا : القه فاعلمه ثم القنا بما يقول لك، فانصرف العباس راجعا يركض إلى الحسين (عليه السلام) يخبره الخبر ووقف أصحابه يخاطبون القوم ويعظونهم ويكفونهم عن قتال الحسين (عليه السلام).

فجاء العباس إلى الحسين (عليه السلام) فأخبره بما قال القوم، فقال (عليه السلام) : ارجع اليهم فان استطعت أن تؤخرهم إلى غدوة وتدفعهم عنا العشية لعلنا نصلى لربنا الليلة وندعوه ونستغفره ، فهو يعلم اني قد كنت أحب الصلوة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار، فمضى العباس إلى القوم ورجع من عندهم ومعه رسول من قبل عمر بن سعد يقول : انا قد أجلناكم إلى غد ، فان استسلمتم سرحناكم إلى اميرنا عبيد الله بن زياد ، وان ابيتم فلسنا تاركيكم وانصرف.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.