أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-07-2015
1499
التاريخ: 8-4-2018
1235
التاريخ: 8-4-2018
5012
التاريخ: 25-10-2014
2178
|
المرتبة الثانية من مراتب التوحيد هو: التوحيد في صفات الذات الاِلَهيّة .
نحن نعتقد أنّ الله تعالى موصوف بكلّ الصفات الكمالية، وأنّ العقلَ والوحيَ معاً يَدُلاّن على وجودِ هذه الكمالات في الذات الاِلَهيّة المقدسة.
وعلى هذا الاَساس فإنّ الله عالمٌ، قادرٌ، حيٌ، سميعٌ، بصيرٌ و.. و .
وهذه الصفات تتفاوت فيما بينها من حيث المفهوم، فما نفهمه من لفظة «عالِم» غير ما نفهمه من لفظة: «قادر».
ولكن النقطة الجديرة بالبحث هو أن هذه الصفات كما هي متغايرة من حيث المفهوم هل هي في الواقع الخارجيّ متغايرة أم متحدة؟
يجب القول في معرض الاِجابة على هذا السؤال: حيث إنّ تغايرَها في الوجود، والواقع الخارجي، يستلزم الكثرةَ والتركّب في الذات الاِلَهيّة المقدسة، لذلك يجب القولُ حتماً بأنّ هذه الصفات مع كونها مختلفةً ومتغايرةً من حيث المعنى والمفهوم إلاّ أنّها في مرحلة العينيةِ الخارجيةِ، والواقع الخارجِي متحدةٌ.
وبتعبير آخر: إن الذات الاِلَهيّة في عين بساطتها، واجدةٌ لجميع هذه الكمالات، لا أنّ بعض الذات الاِلَهيّة «عِلم» وبعضها الآخر «قُدرة» والقسم الثالث هو «الحياة» بل هو سبحانه ـ كما يقول المحقّقون: ـ علمٌ كلُّه وقدرةٌ كلّهُ وحياةٌ كلهُ...
وعلى هذا الاَساس فإنّ الصفاتِ الذاتية للهِ تعالى، مع كونها قديمةً وأزليةً فهي في نفس الوقت عين ذاته سبحانه لا غيرها.
وأمّا ما يقولهُ فريقٌ من أنّ الصفات الاِلَهية قديمةٌ وأزليةٌ ولكنها زائدةٌ على الذات غير صحيح، لاَنّ هذه النظرة تنبع ـ في الحقيقة ـ من تشبيه صفات الله بصفات الاِنسان وحيث إنّ صفاتِ الاِنسان زائدةٌ على ذاته فقَد تصوَّروا أنّها بالنسبة إلى الله كذلك.
يقول الاِمام جعفر الصادق : « لم يَزلِ اللهُ ـ جلّ وعزّ ـ ربُّنا والعلمُ ذاتُه ولا معلومَ، والسَمعُ ذاتُه ولا مسموعَ، والبَصَرُ ذاتُه ولا مُبْصَرَ، والقدرةُ ذاتُه ولا مقدورَ»(1)
ويقول الاِمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : « وكمالُ الاِخلاصِ له نفي الصفاتِ عنه، لشهادة كلِّ صفَةٍ أنها غيرُ الموصوف، وشهادةِ كلّ موصوفٍ أنّه غير الصفة»(2) (3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التوحيد، للصدوق، ص 139 الباب 211، الحديث 1 .
(2) نهج البلاغة، الخطبة 1 .
(3)سمّى بعض من لا إلمامَ له بالمسائل الكلاميّة هذه النظرية بالتعطيل والمعتقدينَ بها بالمعطلة، في حين أنّ المعطّلة إنما يُطلَقُ على من لا يُثبت الصفات الجمالية للذات الاِلَهيّة، ويستلزم موقفُهم هذا خلوَّ الذات الاِلَهيّة من الكمالات الوجودية، وهذه العقيدة الخاطئة لا علاقة لها مطلقاً بنظرية (عينيّة الصفات للذات الاِلَهيّة ووحدتهما خارجاً) بل نظريةُ العينيّة هذه في عين كونها تُثبت الصفاتِ الجماليّة والكماليّة لله، مُنزَّهَة من الاِشكالات والاِعتراضات الواردةِ على نظريّة زيادةِ الصفاتِ على الذات.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|