1/2 تتم المراحل الثلاث السابقة من خلال أربع أبعاد أساسية وتتمثل مخرجات تلك الأبعاد في القرارات الإدارية التي يتم اتخاذها في المراحل السابقة. وهذه الأبعاد وهي:

1/2/1 البعد التخطيطي وتتمثل مخرجاته في قرارات تصميم الخطط بمستوياتها الثلاث السابقة.

1/2/2 البعد التنظيمي وتتمثل مخرجاته في تحديد الآليات التنظيمية ، وتتمثل مخرجاته في تحديد الهياكل والاختصاصات والعلاقات التنظيمية والهياكل الوظيفية وغيرها.

1/2/3 البعد التنفيذي وتتمثل مخرجاته في القرارات المتعلقة بتحديد آليات التنفيذ واختيار وتعيين العاملين ثم قرارات التوجيه الفعلى وتشجيع العاملين على العمل أثناء التنفيذ من خلال آليات التوجيه السابق تحديدها.

1/2/4 البعد الرقابي وتتمثل مخرجاته في قرارات تصميم نظام الرقابة وأيضا القرارات المتعلقة بالرقابة والتقييم وعلاج فجوات الاداء. 

1/3 تربط الإدارة الاستراتيجية للدولة أداء الكيانات المؤسسية بأداء الكيانات التشغيلية لكل كيان مؤسسي. لقد أوضحنا سلفا ان الدولة تتكون من مجموعة من الكيانات المؤسسية ممثلة في كيان رئاسة الدولة والحكومة والوزارات والمؤسسات التابعة لها وهكذا. وقد أوضحنا ايضا ان كل كيان مؤسسي يتكون من مجموعة من الكيانات التشغيلية والتي يتم إنشاؤها وتشغيلها من خلال منظومة العمل الإداري. ومن ثم فإن الإدارة الاستراتيجية تحقق الترابط بين تلك الكيانات المؤسسية والكيانات التشغيلية لكل كيان مؤسسي ، ويتم هذا الترابط من خلال القرارات الإدارية لخارطة الإدارة الاستراتيجية والسابق الإشارة إليها ، حيث يتم في البداية إتخاذ القرارات الادارية بتصميم الخطة الاستراتيجية لجميع الكيانات المؤسسية للدولة، والتي تتضمن رسالة ورؤية الدولة واهم الاهداف مؤسسية (على مستوى كل مؤسسة من مؤسسات الدولة). وترجمة تلك الاهداف المؤسسية إلى اهداف وظيفية " متوازنة" على الكيانات التشغيلية لتلك المؤسسات يلي ذلك اتخاذ القرارات الادارية والمتعلقة بتحديد الآليات التنظيمية والتنفيذية والرقابية على كافة المستويات الادارية. وبهذا التتابع للقرارات الادارية يتم الربط بين اداء الكيانات المؤسسية ككل من خلال الخطة الاستراتيجية العامة والخطط الوظيفية لكل كيان مؤسسي والخطط التنفيذية للكيانات التشغيلية لكيان المؤسسة. ومن اهم تلك الكيانات التشغيلية ما يلي: 

* الكيان المكاني والمادي للدولة : ويركز هذا الكيان على كيفية تحديد مواقع الاجهزة والمؤسسات وتخطيطها داخليا وتجهيزها بالاجهزة والمعدات المطلوبة.

* الكيان الوظيفي : ويركز هذا الكيان على كيفية إدارة المهام والأدوار الوظيفية المختلفة التي تقوم بها رئاسة الدولة والوزارات والاجهزة والمؤسسات التابعة.

* كيان ضبط تطوير جودة الاداء التقني : ويركز هذا الكيان على تطوير وتحديث الجوانب الفنية والتقنية المتعلقة  بنشاط كل وزارة او جهاز او مؤسسة بما يتفق ودورة حياة منتجات كل منها.

* الكيان المعلوماتي : ويركز هذا الكيان على كيفية توفير المعلومات الدقيقة والموضوعية المختلفة لإتخاذ القرارات الادارية بكافة اجهزة ومؤسسات الدولة في ضوء تكنولوجيا المعلومات.

* الكيان الاجتماعي : ويركز هذا الكيان على كيفية تنظيم العلاقات بين رئاسة الدولة والوزارات والمؤسسات وبينها وبين كافة النقابات العمالية والمهنية ومؤسسات المجتمع المدني ، كمنظمات غير رسمية ، لتحقيق الترابط الاجتماعي بين الدولة كتنظيم رسمي وتلك المؤسسات كتنظيمات غير رسمية بما يساهم في النهاية في مواجهة الصراعات والخلافات بين الدولة وبين تلك التنظيمات غير الرسمية مما يساهم في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة بدلا من تنظيم تلك العلاقات عن طريق القمع الأمني والذي يترتب عليه في النهاية عدم الاستقرار السياسي خاصة في الاجل الطويل.

* الكيان السلوكي : ويركز هذا الكيان على دراسة وتحليل السلوك الإنساني للمواطنين والتعرف على أسبابه ودوافعه سواء السلوك العام للمواطنين او السلوك الوظيفي بما يساهم في النهاية في ضبط السلوك العام للمواطنين والسلوك الوظيفي للعاملين في الوزارات والمؤسسات والاجهزة المختلفة. وفي النهاية تتمثل مخرجات الإدارة الاستراتيجية للدولة في خارطة طريق الإدارة الاستراتيجية ويوضح الشكل التالي نموذج عناصر خارطة طريق الإدارة الاستراتيجية للدولة في إطار الخطوات والأبعاد السابقة :

                                                 شكل رقم (10) 

               نموذج عناصر خارطة طريق الادارة الاستراتيجية للدولة من المنظور الاداري 

ويعد هذا إطار عام لمفهوم الدولة من المنظور الإداري وكيفية إدارتها. ونحن لا نرى ان هناك تعارضا بين مفهوم الدولة من المنظور السياسي ومفهوم الدولة من المنظور الإداري فكلاهما يكمل الآخر ، وقد أردنا فقط تحقيق الترابط والتكامل بين مصادر المعرفة المختلفة ن إذا كانت هناك بعض الجوانب الإدارية الغامضة في المفهوم السياسي للدولة ، فإن المفهوم الإداري يلقى عليها الضوء ويحددها بشكل دقيق.