المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

سنتيمتر زئبق cm Hg
3-5-2018
احكام تتعلق بالمحتضر مما هي وظيفة الغير
7-11-2016
سرجون وقيام والمملكة الاكدية
27-10-2016
Division Coniferophyta: Conifers
24-11-2016
الحكم الواقعي والظاهري
2-9-2016
عدم جمع المستحاضة بين صلاتين بوضوء واحد
27-12-2015


ورود موكب الاباء الى الكوفة  
  
3378   11:49 صباحاً   التاريخ: 7-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص567-570.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /

لما بلغ ابن زياد لعنه اللّه وصول أهل بيت الحسين (عليه السلام) وانهم على أبواب الكوفة أمر بإخراج الرءوس التي أرسلها ابن سعد لعنه اللّه ، وأن توضع على القنا و تحمل مع أهل البيت ، وأن تطاف مع أهل البيت في الاسواق والسكك كي يظهر غلبة يزيد لعنه اللّه ، و يزيد من ارعاب الناس و تخويفهم ، فلما علم أهل الكوفة قدومهم خرجوا للنظر إليهم.

روى عن مسلم الجصاص انّه قال : دعاني ابن زياد لإصلاح دار الامارة بالكوفة ، فبينما أنا أجصّص الابواب و اذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفة ، فأقبلت على خادم كان معنا ، فقلت : ما لي أرى الكوفة تضج؟ .

قال : الساعة أتوا برأس خارجي خرج على يزيد.

فقلت : من هذا الخارجي؟.

قال : الحسين بن عليّ .

قال : فتركت الخادم حتى خرج و لطمت وجهي حتى خشيت على عيني أن تذهب ، و غسلت يدي من الجص و خرجت من ظهر القصر و أتيت الى الكناس ، فبينما أنا واقف و الناس يتوقّعون وصول السبايا و الرءوس ، إذ أقبلت نحو أربعين شقّة  تحمل على أربعين جملا فيها الحرم و النساء و أولاد فاطمة (عليها السلام) و اذا بعليّ بن الحسين (عليه السلام) على بعيره بغير وطاء و أوداجه تشخب دما و هو مع ذلك يبكي و يقول:

يا أمة السوء لا سقيا لربعكم‏               يا أمة لم تراع جدّنا فينا

لو انّنا و رسول اللّه يجمعنا                يوم القيامة ما كنتم تقولونا

تسيّرونا على الاقتاب عارية               كأنّنا لم نشيّد فيكم دينا

بني أميّة ما هذا الوقوف على‏             تلك المصائب لا تلبون داعينا

تصفّقون علينا كفّكم فرحا                  و أنتم في فجاج الأرض تسبونا

أليس جدّي رسول اللّه ويلكم‏               أهدى البريّة من سبل المضلّينا

يا وقعة الطف قد أورثتني حزنا           و اللّه تهتك أستار المسيئينا

قال : و صار أهل الكوفة يناولون الاطفال الذين على المحامل بعض التمر و الخبز و الجوز، فصاحت بهم أم كلثوم و قالت : يا أهل الكوفة انّ الصدقة علينا حرام و صارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال و أفواههم و ترمي به الى الارض ، قال : كلّ ذلك و الناس يبكون على ما أصابهم ، ثم انّ أم كلثوم أطلعت رأسها من المحمل و قالت لهم : صه يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم و تبكينا نساؤكم؟ , فالحاكم بيننا و بينكم اللّه يوم فصل القضاء ، فبينما هي تخاطبهنّ اذا بضجّة قد ارتفعت فاذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين (عليه السلام)‏ ، و هو رأس زهريّ‏  قمريّ ، أشبه الخلق برسول اللّه (صلى الله عليه واله) ولحيته كسواد السبج‏  قد انتصل منها الخضاب ، و وجهه دارة قمر طالع ، و الريح تلعب بها يمينا و شمالا.

 فالتفتت زينب (عليها السلام) فرأت رأس أخيها فنطحت جبينها بمقدم المحمل حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها ، و أومأت إليه بحرقة و جعلت تقول:

يا هلالا لما استتمّ كمالا            غاله خسفه فأبدا غروبا

ما توهّمت يا شقيق فؤادي‏       كان هذا مقدّرا مكتوبا

يا أخي فاطم الصغيرة كلّمها      فقد كاد قلبها أن يذوبا

يا أخي قلبك الشفيق علينا        ما له قد قسى و صار صليبا

يا أخي لو ترى عليا لدى الأ      سر مع اليتم لا يطيق وجوبا

كلما أوجعوه بالضرب نادا        ك بذلّ يفيض دمعا سكوبا

يا أخي ضمّه إليك و قرّبه‏         و سكّن فؤاده المرعوبا

ما أذلّ اليتيم حين ينادي‏          بأبيه و لا يراه مجيبا

يقول المؤلف : لا يوجد ذكر المحمل الّا في خبر مسلم الجصاص ، و هذا الخبر و ان نقله العلامة المجلسي لكن مستنده هو كتاب منتخب الطريحي و كتاب نور العين ، و لا يخفى على أهل الخبرة و الفن في علم الحديث ، حال الكتابين المذكورين ، و نستبعد القول بانّ زينب نطحت جبينها بمقدم المحمل حتى سال الدم و إنشادها تلك الابيات فانها أجلّ من ذلك و هي عقيلة الهاشميين ، عالمة غير معلمة ، رضيعة ثدي النبوة و ذات مقام شامخ في الرضا و التسليم.

والذي يظهر من المقاتل المعتبرة حمل أهل البيت (عليهم السّلام) على أقتاب المطايا من دون أن يكون لها ستر و غطاء ، بل قدموا بأهل البيت الكوفة و هم محصورون بين الجيش - كما في رواية حذلم بن ستير التي رواها الشيخان - و ذلك لخوفهم من ثورة الناس و نهوضهم ضدهم ، لكثرة الشيعة في الكوفة ، و النساء اللواتي خرجن لاستقبال أهل البيت شققن جيوبهنّ و نشرن شعورهنّ و بكين و نحبن ، كما سنذكره.

على أي حال ، لما سار ابن سعد بالسبي المشار إليه ، و قربوا الكوفة اجتمع اهلها للنظر إليهم ، فأشرفت امرأة من الكوفيات فقالت : من أي الأسارى أنتنّ؟.

فقلن : نحن أسارى آل محمد (صلى الله عليه واله)، فنزلت المرأة من سطحها فجمعت لهنّ ملأ و أزرا و مقانع و أعطتهنّ ، فتغطّين‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.