أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-3-2016
8390
التاريخ: 1-11-2017
9954
التاريخ: 19-3-2016
3816
التاريخ: 5-04-2015
4047
|
لما بلغ ابن زياد قدوم الركب الى الكوفة ، اذن للناس اذنا عاما ، (فامتلا مجلسه من الحاضر و البادي ، ثم) أمر باحضار رأس سيد الشهداء (عليه السلام) فأحضر بين يديه ، فجعل ينظر إليه و يتبسم و بيده قضيب يضرب به ثناياه و يقول : انّ للحسين ثنايا حسنة.
وكان زيد بن أرقم - من أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وهو آنذاك شيخ كبير السنّ - حاضرا في ذلك المجلس ، فلما رأى ذلك قال لابن زياد : اعل بهذا القضيب عن هاتين الثنيتين ، فو الذي لا إله غيره رأيت شفتي رسول اللّه (صلى الله عليه واله) على هاتين الشفتين يقبلهما ، ثم انفضح الشيخ يبكي.
فقال له ابن زياد : ابكى اللّه عينيك فو اللّه لو لا انّك شيخ قد خرفت و ذهب عقلك لضربت عنقك ، فنهض زيد فخرج و ذهب الى داره .
وأدخل عيال الحسين (عليه السلام) على ابن زياد لعنه اللّه - كأنّهم أسرى الروم أو الديلم - فدخلت زينب أخت الحسين (عليه السلام) في جملتهم متنكرة و عليها أرذل ثيابها ، فمضت حتى جلست ناحية من القصر و حف بها إماؤها.
فقال ابن زياد : من هذه التي انحازت ناحية و معها نساؤها؟ , فلم تجبه زينب، فأعاد ثانية و ثالثة يسأل عنها.
فقال له بعض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
فأقبل عليها ابن زياد فقال : الحمد للّه الذي فضحكم و قتلكم و أكذب أحدوثتكم.
فقالت زينب : الحمد للّه الذي اكرمنا بنبيه محمد (صلى الله عليه واله) وطهرنا من الرجس تطهيرا، إنمّا يفتضح الفاسق و يكذب الفاجر و هو غيرنا و الحمد للّه.
فقال ابن زياد : كيف رأيت فعل اللّه بأهل بيتك؟ .
قالت : (ما رأيت الّا جميلا هؤلاء القوم) كتب اللّه عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم و سيجمع اللّه بينك و بينهم فتحاج و تخاصم فانظر لمن يكون الفلج يومئذ هبلتك امك يا ابن مرجانة.
فغضب ابن زياد و استشاط - و كأنّه همّ بقتلها - فقال له عمرو بن الحريث :
أيها الامير انّها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها ولا تذم على خطابها.
فقال لها ابن زياد : قد شفى اللّه نفسي من طاغيتك و العصاة من أهل بيتك.
فرقت زينب (عليها السلام) وبكت و قالت له : لعمري لقد قتلت كهلي و أبرت أهلي و قطعت فرعي و اجتثثت أصلي ، فان يشفك هذا فقد اشتفيت.
فقال لها ابن زياد، هذه سجاعة و لعمري لقد كان أبوها سجاعا شاعرا.
فقالت : ما للمرأة و السجاعة ، انّ لي عن السجاعة لشغلا و لكن صدري نفث بما قلت .
وفي رواية ابن نما انّها قالت : و انّي لأعجب ممن يتشفى بقتل أئمته و يعلم انّهم منتقمون منه في آخرته .
وعرض عليه عليّ بن الحسين (عليه السلام) فقال له : من أنت؟.
فقال : أنا عليّ بن الحسين.
فقال : أليس قد قتل اللّه عليّ بن الحسين؟.
فقال له عليّ : قد كان لي أخ يسمى عليا قتله الناس.
فقال له ابن زياد : بل اللّه قتله.
فقال عليّ بن الحسين (عليه السلام) : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر : 42].
فغضب ابن زياد و قال : و بك جرأة لجوابي و فيك بقية للرد عليّ؟ , اذهبوا به فاضربوا عنقه ، فتعلقت به زينب عمته و قالت : يا ابن زياد حسبك من دمائنا و اعتنقته و قالت : و اللّه لا أفارقه فان قتلته فاقتلني معه ، فنظر ابن زياد إليها و إليه ساعة ثم قال : عجبا للرحم ، و اللّه انّي لأظنّها ودّت انّي قتلتها معه ، دعوه فانّي أراه لما به .
وقال ابن طاوس : قال عليّ (بن الحسين) (عليه السلام) لعمته : اسكتي يا عمة حتى أكلمه ، ثم أقبل (عليه السلام) فقال : أ بالقتل تهدّدني يا ابن زياد أ ما علمت انّ القتل لنا عادة و كرامتنا الشهادة .
وقيل انّ الرباب بنت امرئ القيس، زوجة الحسين (عليه السلام) أخذت الرأس و وضعته في حجرها و قبلته و قالت:
وا حسينا فلا نسيت حسينا اقصدته أسنة الأعداء
غادروه بكربلاء صريعا لا سقى اللّه جانبي كربلاء
قال الراوي : ثم أمر ابن زياد بعليّ بن الحسين (عليه السلام) و أهله فحملوا الى دار الى جنب المسجد الاعظم.
فقالت زينب بنت عليّ (عليه السلام) : لا يدخلن علينا عربية الّا أمّ ولد أو مملوكة فانهنّ سبين كما سبينا .
ثم أمر ابن زياد برأس الحسين (عليه السلام) فطيف به في سكك الكوفة ، و يناسب في هذا المقام أن أذكر شعر ابي قيس بن الاسلت الأوسي :
ويكرمها جارتها فيزرنها و تعتل عن اتيانهنّ فتعذر
وليس لها أن تستهين بجارة و لكنها منهنّ تحمى و تخفر.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|