المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



خطبة العقيلة زينب في مجلس الطاغية  
  
3381   12:11 مساءً   التاريخ: 7-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص604-606.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2019 2800
التاريخ: 19-10-2015 4219
التاريخ: 18-4-2019 2507
التاريخ: 3284

قامت زينب بنت عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فقالت : الحمد للّه ربّ العالمين و صلى اللّه على رسوله و آله أجمعين صدق اللّه سبحانه كذلك يقول : {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ} [الروم: 10].

أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الارض و آفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الاسارى أن بنا على اللّه هوانا و بك عليه كرامة و انّ ذلك لعظم خطرك عنده؟ فشمخت بأنفك‏

ونظرت في عطفك‏  جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك مستوثقة و الامور متسقة و حين صفا لك ملكنا و سلطاننا.

 فمهلا مهلا أنسيت قول اللّه عز و جل : {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } [آل عمران: 178] أمن العدل يا بن الطلقاء تخديرك حرائرك وامائك وسوقك بنات رسول اللّه سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدو بهن الاعداء من بلد الى بلد، و يستشرفهن أهل المناهل و المناقل ، و يتصفح وجوههن القريب و البعيد و الدني و الشريف ، ليس معهنّ من رجالهن و لا من حماتهن حمي ، و كيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه أكباد الازكياء و نبت لحمه من دماء الشهداء و كيف لا يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف و الشنآن‏  و الاحن و الأضغان ، ثم تقول غير متأثم و لا مستعظم:

لا هلوا و استهلوا فرحا           ثم قالوا يا يزيد لا تشل‏

منتحيا على ثنايا ابي عبد اللّه سيد شباب أهل الجنة ، تنكتها بمخصرتك و كيف لا تقول ذلك و قد نكأت القرحة و استأصلت الشأفة باراقتك دماء ذريّة محمد (صلى الله عليه واله) و نجوم الارض من آل عبد المطلب ، و تهتف بأشياخك زعمت انك تناديهم ، فلتردنّ وشيكا موردهم و لتودنّ انّك شللت و بكمت و لم تكن قلت ما قلت و فعلت ما فعلت.

اللهم خذ لنا بحقنا و انتقم ممن ظلمنا و احلل غضبك بمن سفك دماءنا و قتل حماتنا ، فو اللّه ما فريت‏ الّا جلدك و لا حززت الّا لحمك و لتردن على رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بما تحملت من سفك دماء ذريته و انتهكت من حرمته في عترته و لحمته حيث يجمع اللّه شملهم ويلم شعثهم و يأخذ بحقهم : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [آل عمران : 169].

وحسبك باللّه حاكما ، و بمحمد خصيما ، و بجبرئيل ظهيرا ، و سيعلم من سوّل لك و مكّنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلا و أيّكم شرّ مكانا و أضعف جندا.

ولئن جرت عليّ الدواهي مخاطبتك انّي لاستصغر قدرك ، وأستعظم تقريعك ، واستكثر توبيخك لكنّ العيون عبرى و الصدور حرى ، ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب اللّه النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ، فهذه الايدي تنطف‏ من دمائنا و الأفواه تتحلّب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل‏  و تعفرها أمّهات الفراعل‏ .

 ولئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما حين لا تجد الّا ما قدمت يداك و ما ربك بظلام للعبيد ، فالى اللّه المشتكى و عليه المعول ، فكد كيدك واسع سعيك و ناصب جهدك فو اللّه لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا و لا تدرك أمدنا و لا ترحض‏  عنك عارها ، و هل رأيك الّا فند و أيامك الّا عدد و جمعك إلّا بدد ، يوم ينادي المنادي : ألا لعنة اللّه على الظالمين.

فالحمد للّه رب العالمين الذي ختم لأولنا بالسعادة و المغفرة و لآخرنا بالشهادة و الرحمة ، و نسأل اللّه أن يكمل لهم الثواب و يوجب لهم المزيد و يحسن علينا الخلافة انّه رحيم ودود و حسبنا اللّه و نعم الوكيل‏ .

 فعظم على يزيد كلام زينب (عليها السلام) و استشاط غضبا و أراد أن يلفّق لنفسه عذرا فأشار الى أنّ النوائح يقلن شعرا ، و هذا القسم من الكلام يغفر لهنّ و لا يعاقبن عليه فقال لعنه اللّه:

يا صيحة تحمد من نوائح‏                  ما أهون النوح على النوائح‏

ثم استشار أهل الشام فيما يصنع بهم ، فأشاروا عليه بقتلهم و قالوا له الكلمة الخبيثة التي طويت كشحا عن نقلها ، فقال النعمان بن بشير : انظر ما كان الرسول يصنع بهم فاصنعه بهم.

قال المسعودي (في اثبات الوصية) : فابتدر أبو جعفر (الباقر) (عليه السلام) الكلام - و كان عمره الشريف آنذاك سنتان و أشهر- فحمد اللّه و أثنى عليه ، ثم قال ليزيد : لقد أشار عليك هؤلاء بخلاف ما أشار جلساء فرعون عليه حيث شاورهم في موسى و هارون فانهم قالوا له : «أرجه و أخاه» و قد اشار هؤلاء عليك بقتلنا و لهذا سبب.

فقال يزيد : ما السبب؟.

فقال : انّ هؤلاء كانوا لرشدة (ابناء الحلال) وهؤلاء لغير رشدة (أولاد زنا) ولا يقتل الأنبياء و أولادهم الّا أولاد الأدعياء ، فأمسك يزيد مطرقا .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.