أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2019
2800
التاريخ: 19-10-2015
4219
التاريخ: 18-4-2019
2507
التاريخ:
3284
|
قامت زينب بنت عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فقالت : الحمد للّه ربّ العالمين و صلى اللّه على رسوله و آله أجمعين صدق اللّه سبحانه كذلك يقول : {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ} [الروم: 10].
أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الارض و آفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الاسارى أن بنا على اللّه هوانا و بك عليه كرامة و انّ ذلك لعظم خطرك عنده؟ فشمخت بأنفك
ونظرت في عطفك جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك مستوثقة و الامور متسقة و حين صفا لك ملكنا و سلطاننا.
فمهلا مهلا أنسيت قول اللّه عز و جل : {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } [آل عمران: 178] أمن العدل يا بن الطلقاء تخديرك حرائرك وامائك وسوقك بنات رسول اللّه سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدو بهن الاعداء من بلد الى بلد، و يستشرفهن أهل المناهل و المناقل ، و يتصفح وجوههن القريب و البعيد و الدني و الشريف ، ليس معهنّ من رجالهن و لا من حماتهن حمي ، و كيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه أكباد الازكياء و نبت لحمه من دماء الشهداء و كيف لا يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف و الشنآن و الاحن و الأضغان ، ثم تقول غير متأثم و لا مستعظم:
لا هلوا و استهلوا فرحا ثم قالوا يا يزيد لا تشل
منتحيا على ثنايا ابي عبد اللّه سيد شباب أهل الجنة ، تنكتها بمخصرتك و كيف لا تقول ذلك و قد نكأت القرحة و استأصلت الشأفة باراقتك دماء ذريّة محمد (صلى الله عليه واله) و نجوم الارض من آل عبد المطلب ، و تهتف بأشياخك زعمت انك تناديهم ، فلتردنّ وشيكا موردهم و لتودنّ انّك شللت و بكمت و لم تكن قلت ما قلت و فعلت ما فعلت.
اللهم خذ لنا بحقنا و انتقم ممن ظلمنا و احلل غضبك بمن سفك دماءنا و قتل حماتنا ، فو اللّه ما فريت الّا جلدك و لا حززت الّا لحمك و لتردن على رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بما تحملت من سفك دماء ذريته و انتهكت من حرمته في عترته و لحمته حيث يجمع اللّه شملهم ويلم شعثهم و يأخذ بحقهم : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [آل عمران : 169].
وحسبك باللّه حاكما ، و بمحمد خصيما ، و بجبرئيل ظهيرا ، و سيعلم من سوّل لك و مكّنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلا و أيّكم شرّ مكانا و أضعف جندا.
ولئن جرت عليّ الدواهي مخاطبتك انّي لاستصغر قدرك ، وأستعظم تقريعك ، واستكثر توبيخك لكنّ العيون عبرى و الصدور حرى ، ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب اللّه النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ، فهذه الايدي تنطف من دمائنا و الأفواه تتحلّب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل و تعفرها أمّهات الفراعل .
ولئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما حين لا تجد الّا ما قدمت يداك و ما ربك بظلام للعبيد ، فالى اللّه المشتكى و عليه المعول ، فكد كيدك واسع سعيك و ناصب جهدك فو اللّه لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا و لا تدرك أمدنا و لا ترحض عنك عارها ، و هل رأيك الّا فند و أيامك الّا عدد و جمعك إلّا بدد ، يوم ينادي المنادي : ألا لعنة اللّه على الظالمين.
فالحمد للّه رب العالمين الذي ختم لأولنا بالسعادة و المغفرة و لآخرنا بالشهادة و الرحمة ، و نسأل اللّه أن يكمل لهم الثواب و يوجب لهم المزيد و يحسن علينا الخلافة انّه رحيم ودود و حسبنا اللّه و نعم الوكيل .
فعظم على يزيد كلام زينب (عليها السلام) و استشاط غضبا و أراد أن يلفّق لنفسه عذرا فأشار الى أنّ النوائح يقلن شعرا ، و هذا القسم من الكلام يغفر لهنّ و لا يعاقبن عليه فقال لعنه اللّه:
يا صيحة تحمد من نوائح ما أهون النوح على النوائح
ثم استشار أهل الشام فيما يصنع بهم ، فأشاروا عليه بقتلهم و قالوا له الكلمة الخبيثة التي طويت كشحا عن نقلها ، فقال النعمان بن بشير : انظر ما كان الرسول يصنع بهم فاصنعه بهم.
قال المسعودي (في اثبات الوصية) : فابتدر أبو جعفر (الباقر) (عليه السلام) الكلام - و كان عمره الشريف آنذاك سنتان و أشهر- فحمد اللّه و أثنى عليه ، ثم قال ليزيد : لقد أشار عليك هؤلاء بخلاف ما أشار جلساء فرعون عليه حيث شاورهم في موسى و هارون فانهم قالوا له : «أرجه و أخاه» و قد اشار هؤلاء عليك بقتلنا و لهذا سبب.
فقال يزيد : ما السبب؟.
فقال : انّ هؤلاء كانوا لرشدة (ابناء الحلال) وهؤلاء لغير رشدة (أولاد زنا) ولا يقتل الأنبياء و أولادهم الّا أولاد الأدعياء ، فأمسك يزيد مطرقا .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|