المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Barban,s Constant
12-3-2020
المضادات الحيوية الحلقية الببتيدية Cyclic Peptide Antibiotics
29-12-2017
الروايات غير الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / الدعاء.
2024-10-13
أنواع التجوية - التجوية الميكانيكية
4/9/2022
وجوب التوبة وفضلها
10/9/2022
Barrelene
11-7-2018


ثورة التوّابين  
  
3984   12:19 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص199-201.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /

كان التوابون يعتقدون بأنّ الحكم الأموي هو المسؤول في الدرجة الأُولى عن قتل الحسين لا الافراد، ولهذا انطلقوا نحو الشام بدافع الانتقام والثأر وقالوا فننطلق بعد الانتقام من بني أُميّة إلى طواغيت الكوفة ومجرميها.

وكما هو ملحوظ فإنّ دافع هذه الحركة هو الشعور بالندم من الذنب والرغبة في تلافي الخطيئة التي اقترفوها، ونلاحظ ذلك خلال كلامهم ورسائلهم وخطبهم حيث يلاحظ فيها الشعور العميق بالندم والرغبة الجامحة والملحة في غسل الخطيئة، ومن يمر عليها مروراً سريعاً يجد الأمر واضحاً جداً، وكان هذا هو الدافع الذي جعل التقييم الظاهري ان يعتبر ويقدم ثورة التوابين على أنّها ثورة انتحارية، كان التوابون يريدون الانتقام والثأر لدم لحسين وتدارك ما ارتكبوه من ذنب وخطيئة ليس غير.

وما كانت هذه الثلة تطلب فتحاً ونصراً وغنماً وحكماً، بل كان الانتقام هو هدفهم الأوّل والأخير، وكانوا حينما غادروا ديارهم على يقين من أنّهم سوف لن يعودوا إليها كانوا عطاشى الموت يتعطشون إليه في سبيل أهدافهم، بحيث نجد عدوهم يقدّم لهم الأمان فيرفضونه، لأنّهم يعتبرونه خديعة لإفشال الثورة.

لم يكن الشيعة وحدهم هم الذي التحقوا بثورة التوابين وناصروها، بل راح كلّ من يريد تغيير الواقع الفاسد والخروج من تحت نير الظلم الأموي واضطهاده من خلال حركة دامية يلتحق بها ويناصر أصحابها التوابين، وبالطبع لم ينضم إليهم وإلى ثورتهم الكثير بسبب انّ ثورتهم ثورة انتقامية استشهادية لم يفكر أصحابها بغير هدف الثأر أو الاستشهاد في سبيل ذلك.

كان عدد من بايع سليمان بن صرد وسجل في ديوانه ستة عشر ألفاً، فلم يأته منهم سوى خمسة آلاف بينما كان عدد جيش الشام ثلاثين ألفاً، ومن المؤكد انّ سبب هذا الأمر واضح، لأنّ الشخصيات التي تتمتع بدرجة عالية من التضحية في سبيل العقيدة هي وحدها فقط تنجذب إلى العمليات الاستشهادية الانتحارية، وواضح أيضاً انّ هذا النوع من الشخصيات قليل في كلّ زمان.

بدأت حركة التوابين سنة إحدى وستين هجرية، فمازالوا منذ ذلك الحين يجمعون آلة الحرب ويدعون الناس في السر إلى الطلب بدم الحسين، فكان الناس من الشيعة وغيرهم يجيبونهم ويلتحقون بهم زرافات ووحداناً، ولم يزالوا على تلك الحال حتى مات يزيد، فأخذوا يبثّون دعاتهم إلى الناس في البلاد يدعونهم لمناصرتهم، وخلال هذه الفترة راحوا يتجهزون للقتال ويعدّون عدة الحرب علانية بلا توخي الحذر والحيطة إلى أن جاءت ليلة الجمعة الخامس من ربيع الثاني عام 65 هجرية واتّقدت جذوة الثورة، فانطلقوا تلك الليلة نحو تربة الإمام الحسين الطاهرة، فلمّا وصلوا إليها أطلقوا صيحة من الأعماق فقدوا فيها سيطرتهم على أنفسهم ومزجوها بهذه الكلمات:

اللّهم ارحم حسيناً الشهيد ابن الشهيد، المهدي ابن المهدي، الصدِّيق ابن الصدِّيق.

اللّهمّ إنّا نشهدك انّا على دينهم وسبيلهم وأعداء قاتليهم وأولياء محبيهم.

اللّهم إنّا خذلنا ابن بنت نبينا (صلى الله عليه واله) واغفر لنا ما مضى منّا وتب علينا وارحم حسيناً وأصحابه الشهداء الصديقين، وانّا نشهدك انّا على دينهم وعلى ما قتلوا عليه وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

وبعد انتهاء هذا المشهد المثير تركوا الضريح منطلقين نحو الشام، وواجهوا جيش الشاميين بقيادة عبيد اللّه بن زياد في أرض تسمى «عين الوردة»  وهزموا بعد اقتتال شديد دام ثلاثة أيّام، واستشهد قادة الثورة سوى «رفاعة»، فعادت بقية القوات تحت قيادته إلى الكوفة وانضموا إلى حركة المختار وأنصاره الذين نشطوا هناك.

وبالرغم من أنّ ثورة التوابين لم تكن ذات أهداف اجتماعية وقضي عليها بسرعة، لكنّها تركت تأثيراً كبيراً على أهالي الكوفة وهيّأت الرأي العام لمحاربة الحكم الأموي.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.