أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-04-2015
3508
التاريخ: 26-6-2019
6302
التاريخ: 16-3-2016
4788
التاريخ: 16-3-2016
3823
|
اقبل مسلم حتّى دخل الكوفة، فنزل دار المختار بن أبي عبيدة ، وأقبلت الشيعة تختلف إليه ، وبايعه الناس حتّى بايعه منهم ثمانية عشر ألفاً ، فكتب مسلم إلى الحسين (عليه السلام) يخبره بذلك ويأمره بالقدوم ، وعلى الكوفة يومئذ النعمان بن بشير من قبل يزيد.
وكتب عبدالله بن مسلم الحضرمي إلى يزيد بن معاوية : أنّ مسلم بن عقيل قدم إلى الكوفة فبايعته الشيعة للحسين بن عليّ ، فإن كان لك في الكوفة حاجة فابعث إليها رجلاً قويّاً، فإنّ النعمان بن بشير رجلٌ ضعيفٌ .
وكتب إليه عمر بن سعد وغيره بمثل ذلك فلمّا وصلت الكتب إلى يزيد دعا بسرجون ـ مولى معاوية وشاوره في ذلك وكان يزيد عاتباً على عبيد الله بن زياد فقال سرجون : أرأيت معاوية لو يشير لك ما كنت آخذاً برأيه ؟.
قال : نعم .
فأخرج سرجون عهد عبيد الله بن زياد على الكوفة وقال : إنّ معاوية مات وقد أمر بهذا الكتاب فضمّ المصرين إلى عبيد الله ، فقال يزيد : أبعث بعهد ابن زياد إليه ، وكتب إليه :أن سر حين تقرأ كتابي هذا حتّى تأتي الكوفة فتطلب ابن عقيل طلب الخرزة حتّى تثقفه فتوثقه أو تقتله أوتنفيه والسلام .
فلمّا وصل العهد والكتاب إلى عبيد الله أمر بالجهاز من وقته والمسير إلى الكوفة، ومعه مسلم بن عمرو الباهلي ، وشريك بن الأعور الحارثي ، وحشمه وأهل بيته ، حتّى دخل الكوفة وعليه عمامة سوداء وهو متلثم ، والناس قد بلغهم إِقبال الحسين (عليه السلام) ، فهم ينتظرون قدومه فظنّوا أنّه الحسين (عليه السلام) ، فكان لا يمرّ على ملأ من الناس إلاّ سلّموا عليه وقالوا : مرحبا يا ابن رسول الله قدمت خير مقدم ، فرأى من تباشرهم بالحسين (عليه السلام) ما ساءه فقال مسلم بن عمرو لمّا أكثروا : تأخّروا، هذا الأمير عبيد الله بن زياد، وسار حتّى وافى قصر الأمارة فأغلق النعمان بن بشير عليه حتّى علم أنّه عبيد الله ففتح له الباب.
فلمّا أصبح نادى في الناس الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فخطب وقال : أمّا بعد : فإنّ أمير المؤمنين ولاّني مصركم وثغركم وفيئكم ، وأمرني بإنصاف مظلومكم ، وإعطاء محرومكم ، والإحسان إلى سامعكم ومطيعكم كالوالد البرّ، وسوطي وسيفي على من ترك أمري وخالف عهدي ، فليُبقِ امرؤٌ على نفسه الصدق ينبىء عنك لا الوعيد ثمّ نزل وأخذ الناس أخذاً شديداً. ولمّا سمع مسلم بن عقيل بمجيء ابن زياد إلى الكوفة ومقالته التي قالها خرج من دار المختار حتّى انتهى إلى دار هانئ بن عروة، وأقبلت الشيعة تختلف إليه سرّاً .
ونزل شريك بن الأعور دار هانئ بن عروة أيضاً ، ومرض فاُخبر بأن عبيد الله بن زياد يأتيه يعوده ، فقال لمسلم بن عقيل : اُدخل هذا البيت ، فإذا دخل هذا اللعين وتمكّن جالساً فاخرج إليه واضربه ضربة بالسيف تأتي عليه ، وقد حصل المراد واستقام لك البلد، ولو منّ الله عليّ بالصحّة ضمنت لك استقامة أمر البصرة فلمّا دخل ابن زياد وأمكنه ما وافقه عليه بدا له في ذلك ولم يفعل ،واعتذر إلى شريك بعد فوات الأمر بأنّ ذلك كان يكون فتكاً وقد قال النبيّ (صلى الله عليه واله) : إنّ الإيمان قيد الفتك.
فقال : أما والله لو قد قتلته لقتلت غادراً فاجراً كافراً ثمّ مات شريك من تلك العلّة رحمه الله .
ودعا عبيد الله بن زياد مولى له يقال له : معقل ، وقال : خذ ثلاثمائة درهم ثمّ اطلب مسلم بن عقيل والتمس أصحابه ، فإذا ظفرت منهم بواحد أو جماعة فأعطهم هذه الدراهم وقل : استعينوا بها على حرب عدوّكم ، فإذا اطمأنّوا إليك ووثقوا بك لم يكتموك شيئاً من أخبارهم ، ثمّ اغد عليهم ورح حتّى تعرف مستقرّ مسلم بن عقيل ففعل ذلك ، وجاء حتّى جلس إلى مسلم بن عوسجة الأسدي في المسجد الأعظم وقال : يا عبدالله إنّي امرؤٌ من أهل الشام ، أنعم الله عليّ بحبّ أهل هذا البيت.
فقال له مسلم : أحمد الله على لقائك ، فقد سرّني ذلك ، وقد ساءني معرفة الناس إيّاي بهذا الأمر قبل أن يتمّ مخافة هذا الطاغية.
فقال له معقل : لا يكون إلاّ خيراً ، فخذ منّي البيعة .
فأخذ بيعته ، وأخذ عليه المواثيق المغلّظة لي ناصحنّ وليكتمنّ ، ثمّ قال : اختلف إليّ ايّاماً في منزلي فأنا طالب لك الإذن ، فأذن له ، فأخذ مسلم بيعته ، ثمّ أمر قابض الأموال فقبض المال منه ، وأقبل ذلك اللعين يختلف إليهم ، فهو أوّل داخل وآخر خارج ، حتّى علم ما احتاج إليه ابن زياد، وكان يخبره به وقتاً وقتاً.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|