أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2016
3768
التاريخ: 6-4-2016
4355
التاريخ: 20-3-2016
3620
التاريخ: 20-6-2019
3293
|
دعى الحسين (عليه السلام) مسلم بن عقيل فسرحه مع قيس بن مسهر الصيداوي وعمارة بن عبدالله السلولى، وعبدالله وعبدالرحمن ابنا شداد الارحبى، وأمره بالتقوى وكتمان أمره واللطف، فان رأى الناس مجتمعين مستوثقين عجل اليه بذلك، فأقبل مسلم رحمه الله حتى أتى المدينة فصلي في مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) وودع من أحب من أهله واستأجر دليلين من قيس، فاقبلا به ينكبان الطريق فضلا وأصابهما عطش شديد، فعجزا عن السير فأو ماله الي سنن الطريق بعد أن لاح لهما ذلك، فسلك مسلم ذلك السنن ومات الدليلان عطشا. فكتب مسلم بن عقيل رحمة الله عليه من الموضع المعروف بالمضيق مع قيس بن مسهر: اما بعد فأنى اقبلت من المدينة مع دليلين، فجازا عن الطريق فضلا واشتد عليهما العطش فلم يلبثا أن ماتا وأقبلنا حتى انتهينا إلى الماء، فلم ننج إلا بحشاشة أنفسنا وذلك الماء بمكان يدعى المضيق من بطن الخبت، وقد تطيرت من توجهي هذا، فان رأيت أعفيتني منه وبعثت غيرى ! والسلام.
فكتب اليه الحسين (عليه السلام): اما بعد فقد خشيت أن لا يكون حملك علي الكتاب إلى في الاستعفاء من الوجه الذى وجهتك له إلا الجبن فامض لوجهك الذى وجهتك فيه والسلام، فلما قرأ مسلم الكتاب قال: اما هذا فلست أتخوفه على نفسى، فأقبل حتى مر بماء لطي فنزل ثم ارتحل عنه، فاذا رجل يرمى الصيد فنظر اليه قد رمى ظبيا حين أشرف له فصرعه، فقال مسلم بن عقيل: نقتل عدونا أنشاء الله تعالى، ثم أقبل حتى دخل الكوفة، فنزل في دار المختار بن أبي عبيدة وهي التي تدعي اليوم دار مسلم بن المسيب وأقبلت الشيعة تختلف اليه، فما اجتمع اليه منهم جماعة قرء عليهم كتاب الحسين (عليه السلام) وهم يبكون، وبايعه الناس حتى بايعه منهم ثمانية عشر ألفا فكتب مسلم إلى الحسين (عليه السلام) يخبره ببيعة ثمانية عشر ألفا ويأمره بالقدوم، وجعلت الشيعة تختلف إلى مسلم بن عقيل (ره) حتى علم بمكانه، فبلغ النعمان بن بشير ذلك وكان واليا على الكوفة من قبل معاوية فأقره يزيد عليها، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: اما بعد فاتقوا الله عباد الله، ولا تسارعوا إلى الفتنه والفرقة، فان فيها تهلك الرجال وتسفك الدماء، وتغصب الاموال، انى لا اقاتل من لايقا تلنى ولاآتى على من لم يأت علي ولا انبه نائمكم ولا اتحرش بكم ولا آخذ بالقرف ولا لظنة ولا التهمة و لكنكم ان أبديتم صفحتكم لي ونكثتم بيعتكم وخالفتم امامكم فوالله الذي لا أله غيره لا ضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدى ولو لم يكن لى منكم ناصر، اما اني ارجو أن كون من يعرف الحق منكم أكثر ممن يرديه الباطل، فقام اليه عبدالله بن مسلم بن ربيعة الحضرمي حليف بنى امية فقال له: انه لا يصلح ما ترى أيها الامير إلا الغشم، وان هذا الذى أنت عليه فيما بينك وبين عدوك رأى المستضعفين فقال له النعمان: لئن أكون من المستضعفين في طاعة الله أحب إلى من أن أكون من الاعزين في معصية الله ثم نزل. وخرج عبدالله بن مسلم وكتب الي يزيد بن معاوية كتابا: اما بعد فان مسلم بن عقيل قد قدم الكوفة وبايعته الشيعة للحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام)، فان يكن لك في الكوفة حاجة فابعث اليها رجلا قويا ينفذ أمرك ويعمل مثل عملك في عدوك، فان النعمان بن بشير رجل ضعيف أوهو يتضعف ثم كتب اليه عمارة بن عقبة بنحو من كتابه، ثم كتب اليه عمر بن سعد بن ابى وقاص مثل ذلك، فلما وصلت الكتب إلى يزيد داعى سر جون مولى معاوية فقال: ما رأيك؟ ان حسينا قد نفذ إلى الكوفة مسلم بن عقيل يبايع له، وقد بلغني عن النعمان ضعف وقول سيئ، فمن ترى ان استعمل على الكوفة؟ وكان يزيد عاتبا على عبيد الله بن زياد، فقال له سرجون: أرأيت لو يشير لك معاوية حيا ما كنت آخذا برأيه؟ قال: بلى، قال: فأخرج سرجون عهد عبيد الله بن زياد على الكوفة وقال هذا رأى معاوية، مات وقد أمر بهذا الكتاب فضم المصرين إلى عبيد الله فقال له يزيد: أفعل، ابعث بعهد عبيد الله بن زياد إليه، ثم دعى مسلم بن عمرو الباهلي وكتب إلى عبيد الله معه: أما بعد فانه كتب إلى شيعتي من أهل الكوفة يخبر وننى ان ابن عقيل فيها يجمع الجموع ليشق عصا المسلمين فسرحين تقرأ كتابي هذا حتى تأتى الكوفة فتطلب ابن عقيل طلب الخزرة حتى تثقفه فتوثقه أو تقتله أو تنفيه والسلام، وسلم اليه عهده على الكوفة فخرج مسلم بن عمرو حتى قدم على عبيد الله بالبصرة، وأوصل إليه العهد والكتاب فأمر عبيد الله بالجهاز من وقته والمسير والتهيؤ إلى الكوفة من الغد، ثم خرج من البصرة فاستخلف اخاه عثمان وأقبل إلى الكوفة ومعه مسلم بن عمر والباهلي وشريك بن الاعور الحارثي، وحشمه وأهل بيته حتى دخل الكوفة، وعليه عمامة سوداء وهو متلثم والناس قد بلغهم اقبال الحسين (عليه السلام)، فهم ينتظرون قدومه، فظنوا حين رأوا عبيد الله انه الحسين (عليه السلام)، فاخذ لا يمر على جماعة من الناس إلا سلموا عليه وقالوا: مرحبا بك يا بن رسول الله قدمت خير مقدم، فرأى من تباشرهم بالحسين (عليه السلام) ماسائه فقال مسلم بن عمرو لما اكثروا: تأخروا هذا الاميرعبيد الله بن زياد.
وسار حتى وافي القصر بالليل ومعه جماعة قد إلتفوا به لا يشكون انه الحسين (عليه السلام)، فاغلق النعمان بن بشير عليه وعلى خاصته فناداه بعض من كان معه ليفتح لهم الباب، فاطلع عليه النعمان وهو يظنه الحسين (عليه السلام) فقال انشدك الله إلا تنحيت، والله ماأنا بمسلم إليك أمانتى ومالى في قتالك من أرب فجعل لا يكلمه، ثم انه دنى وتدلى النعمان من شرف القصر فجعل يكلمه فقال: افتح لا فتحت فقد طال ليلك وسمعها انسان خلفه، فنكص إلى القوم الذين اتبعوه من أهل الكوفة على انه الحسين (عليه السلام) فقال: يا قوم ابن مرجانة والذي لاإله غيره، ففتح له النعمان فدخل وضربوا الباب في وجوه الناس وانفضوا. فاصبح فنادى في الناس الصلوة جامعة، فاجتمع الناس فخرج اليهم فحمدالله واثنى عليه ثم قال: أما بعد فان امير المؤمنين يزيد ولانى مصركم وثغركم وفيئكم وامرنى بانصاف مظلومكم واعطاء محرومكم والاحسان إلى سامعكم ومطيعكم، كالوالد البر وسوطى وسيفى على من ترك أمرى وخالف عهدى، فليتق امرؤ على نفسه " الصدق ينبى عنك لا الوعيد " ثم نزل واخذ العرفآء والناس أخذا شديدا، فقال: اكتبو إلى العرفاء ومن فيكم من طلبة أمير المؤمنين، ومن فيكم من أهل الحرورية واهل الريب الذين شأنهم الخلاف والنفاق والشقاق، فمن يجئ لنابهم فبرئ ومن لم يكتب لنا أحدا فليضمن لنا من في عرافته أن لا يخالفنا منهم مخالف، ولا يبغى علينا منهم باغ، فمن لم يفعل برئت منه الذمة، وحلال لنادمه وماله، وايما عريف وجد في عرافته من بغية أمير المؤمنين أحد لم يرفعه الينا صلب على باب داره، وألغيت تلك العرافة من العطاء. ولما سمع مسلم بن عقيل مجيء عبيد الله إلى الكوفة ومقالته التي قالها وما اخذ به العرفاء والناس، خرج من دار المختار حتى انتهى إلى دار هانئ بن عروة فدخلها، فأخدت الشيعة تخلف إليه في دار هانئ على تستر واستخفاء من عبيد ألله، وتواصوا بالكتمان فدعى ابن زياد مولى له يقال له معقل، فقال له: خذ ثلاثة آلاف درهم واطلب مسلم بن عقيل والتمس أصحابه، فاذا ظفرت بواحد منهم أوجماعة فأعطهم هذه الثلاثة آلاف درهم، وقل لهم: استعينوا بها على حرب عدوكم وأعلمهم انك منهم، فانك لوأعطيتهم اياها لقد اطمأنوا اليك ووثقوا، ولم يكتموك شيئا من أخبارهم، ثم اغد عليهم ورح حتى تعرف مستقر مسلم بن عقيل وتدخل عليه، ففعل ذلك وجاء حتى جلس إلى مسلم بن عوسجة الأسدي في المسجد الاعظم، وهو يصلى فسمع قوما يقولون: هذا يبايع للحسين (عليه السلام)، فجاء وجلس إلى جنبه حتى فرغ من صلاته، ثم قال: يا عبدالله انى امرء من أهل الشام أنعم الله على بحب أهل البيت وحب من أحبهم وتباكى، وقال: معي ثلاثة آلاف درهم أردت بها لقاء رجل منهم، بلغني انه قدم الكوفة رجل يبايع لابن بنت رسول الله (صلى الله عليه واله)، فكنت أريد لقائه فلم أجد أحدا يدلني عليه، ولا أعرف مكانه فاني لجالس في المسجد الآن اذ سمعت نفرا من المؤمنين يقولون: هذا رجل له علم بأهل هذا البيت، وانى أتيتك لتقبض منى هذا المال وتدخلنى على صاحبك فاني أخ من اخوانك وثقة عليك، وان شئت أخذت بيعتى له قبل لقائه، فقال له ابن عوسجة أحمد الله على لقائك إياي فقد سرني ذلك، لتنال الذى تحب ولينصر الله بك أهل بيت نبيه عليه وعليهم السلام، ولقد سائنى معرفة الناس إياي بهذا الامر قبل أن يتم مخافة هذه الطاغية وسطوته، قال له معقل: لا يكون إلا خيرا خذ البيعة على فأخذ بيعته واخذ عليه المواثيق المغلظة لينا صحن وليكتمن، فأعطاه من ذلك ما رضى به، ثم قال: اختلف الي اياما في منزلى فاني طالب لك الاذن على صاحبك، واخذ يختلف مع الناس فطلب له الاذن، فأذن له فأخذ مسلم بن عقيل بيعته وأمر أبا ثمامة الصائدى بقبض المال منه وهو الذي كان يقبض أموالهم وما يعين به بعضهم بعضا، و يشترى لهم السلاح وكان بصيرا وفارسا من فرسان العرب ووجوه الشيعة، وأقبل ذلك الرجل يختلف اليهم فهواول داخل وآخر خارج، حتى فهم ما احتاج اليه ابن زياد من أمرهم فكان يخبره به وقتا فوقتا. وخاف هانئ بن عروة عبيد الله على نفسه فانقطع عن حضور مجلسه وتمارض، فقال ابن زياد لجلسائه :
مالي لاارى هانئاً؟فقالوا:هو شاك فقال:لوعلمت بمرضه لعدته, ودعا محمد محمد بن الاشعث واسماء بن خارجة وعمرو بن الحجاج الزبيدي وكانت رويحة بنت عمرو تحت هانئ وهي ام يحيى بن هانيء فقال لهم :ما يمنع هانيء بن عروة من اتياننا ؟فقالوا: ماندري وقد قيل انه يشتكي قال: قد بلغني انه قد برئ وهو يجلس على باب داره فالقوه ومروه الا يدع ما عليه من حقنا فاني لا احب ان يفسد عندي مثله من اشراف العرب.
فاتوه حتى وقفوا عليه عشية وهو جالس على بابه فقالوا ما يمنعك عن لقاء الامير ؟فانه قد ذكرك وقال :لو اعلم انه شاك لعدته فقال لهم :الشكوة تمنعني فقالوا له: قد بلغه انك تجلس كل عشيه على باب دارك وقد استبطأك والابطاء والجفاء لا يحتمله السلطان ,اقسمنا عليك لما ركبت معنا ,فدعا بثيابه فلبسها ثم دعا ببغلته فركبها حتى اذا دنا من القصر كان نفسه احست ببعض الذي كان فقال لحسان بن اسماء بن خارجة :يأبن اخي اني والله لهذا الرجل لخائف فما ترى ؟قال :اي عم !والله ما تخوف عليك شيئاً ولم تجعل على نفسك سبيلا ولم يكن حسان يعلم في اي شيء بعث اليه عبيد الله.
وقد كان اول ما قدم مكرما له ملطفا فقال له هانئ: وما ذاك ايها الامير؟ قال: ايه يا هانئ بن عروة ما هذه الامور التي تربص في دارك لأمير المؤمنين وعامة المسلمين؟ جئت بمسلم بن عقيل فأدخلته دارك وجمعت له السلاح والرجال في الدور حولك، وظننت ان ذلك يخفى على؟ فقال: ما فعلت ذلك وما مسلم عندى، قال: بلى قد فعلت، فلما كثر ذلك بينهما وأبي هانئ إلا مجاحدته ومناكرته، دعى ابن زياد معقلا ذلك العين فجاء حتى وقف بين يديه فقال له: أتعرف هذا؟ قال: نعم وعلم هاني عند ذلك انه كان عينا عليهم، وانه قد أتاه بأخبارهم، فاسقط في يده ساعة ثم راجعه نفسه، فقال اسمع منى وصدق مقالتي فوالله لا كذبت، والله ما دعوته إلى منزلى ولا علمت بشيء من أمره حتى جاءني يسئني النزول فاستحييت من رده ودخلني من ذلك ذمام فضيفته وآويته، وقد كان من أمره ما بلغك، فان شئت ان أعطيك الآن موثقا مغلظا ألا أبغيك سوء ولاغائلة ولآتينك حتى أضع يدى في يدك، وان شئت أعطيتك رهينة تكون في يدك حتى آتيك وانطلق اليه فآمره أن يخرج من دارى إلى حيث شاء من الارض فاخرج من ذمامه وجواره؟ فقال له ابن زياد: والله لا تفارقنني أبدا حتى تأتينني به قال: لا والله لا أجيئك به أبدا، أجيئك بضيفي تقتله؟ قال: والله لتأتيني به قال: لا والله لا آتيك به فلما كثر الكلام بينهما قام مسلم بن عمرو الباهلي وليس بالكوفة شامي ولا بصرى غيره، فقال: أصلح الله الامير خلني واياه حتى اكلمه، فقام فخلا به ناحية من ابن زياد وهما منه بحيث يراهما، فإذا رفعا أصواتهما سمع ما يقولان فقال له مسلم: يا هاني انشدك الله أن تقتل نفسك وأن تدخل البلاء في عشيرتك ! فو الله اني لأنفس بك عن القتل ان هذا الرجل ابن عم القوم، وليسوا قاتليه ولا ضائريه، فارفعه اليهم فانه ليس عليك بذلك مخزاة ولا منقصته، انما تدفعه إلى السلطان؟ فقال هاني: والله ان علي في ذلك الخزي والعاران أدفع جارى وضيفي وأنحى صحيح أسمع وأرى شديد الساعد كثير الاعوان، والله لولم أكن إلا واحدا ليس لي ناصرلم أدفعه حتى أموت دونه، فأخذ يناشده وهو يقول: والله لا أدفعه اليه أبدا، فسمع ابن زياد ذلك فقال: ادنوه منى فأدنوه منه، فقال والله لتأتيني به اولاضرين عنقك؟ فقال هاني: اذا والله لتكثر البارقة حول دارك، فقال ابن زياد: والهفاه عليك!أبالبارقة تخوفني - وهو يظن أن عشيرته سيمنعونه -؟ ثم قال أدنوه مني فادني منه، فاعترض وجهه بالقضيب فلم يزل يضرب به أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه وسال الدماء على وجهه ولحيته ونثر لحم جبينه وخده على لحيته حتى كسر القضيب، وضرب هاني يده إلى قائم سيف شرطي وجاذبه الرجل ومنعه، فقال عبيدالله: أحرورى ساير اليوم قد حل لنا دمك، جروه فجروه فالقوه في بيت من بيوت الدار وأغلقوا عليه بابه، فقال: اجعلوا عليه حرسا، ففعل ذلك به، فقام اليه حسان بن اسماء، فقال: ارسل غدر سائر اليوم ,امرتنا ان نجيئك بالرجل حتى اذا جئناك به هشمت أنفه ووجهه وسيلت دمائه على لحيته وزعمت انك تقتله. فقال له عبيدالله: وانك لها هنا ! فأمر به فلهز وتعتع واجلس ناحية.
فقام وقال: يا امة الله مالي في هذا المصر منزل ولا عشيرة، فهل لك في أجر ومعروف ولعلى مكافئك بعد اليوم؟ قالت: يا عبدالله وما ذاك؟ قال: انا مسلم بن عقيل كذبني هؤلاء القوم وغروني وأخرجوني، قالت: أنت مسلم؟ قال: نعم، قالت: ادخل فدخل بيتا في دارها غير البيت الذي تكون فيه، وفرشت له وعرضت عليه العشاء فلم يتعش.
اقسمت لا اقتل إلا حرا * إني رأيت الموت شيئا نكرا
ويجعل البارد سخنا مرا * رد شعاع الشمس فاستقرا
كل امرئ يوما ملاق شرا * أخاف ان اكذب او اغرا
ثم قال ابن زياد: اصعدوا به فوق القصر واضربوا عنقه ثم اتبعوه جسده، فقال مسلم: والله لو كان بينى وبينك قرابة ما قتلتنى، فقال ابن زياد: اين هذا الذي ضرب ابن عقيل رأسه بالسيف
فدعى بكر بن حمران الاحمرى فقال له: اصعد فلتكن أنت الذي تضرب عنقه، فصعد به وهو يكبر ويستغفر الله ويصلى على رسوله ويقول: اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكذبونا وخذلونا، و اشرفوا على موضع الحذائين اليوم، فضربت عنقه واتبع جسده رأسه.
وقام محمد بن الاشعث إلى عبيدالله بن زياد فكلمه في هاني بن عروة فقال: انك قد عرفت منزلة هاني في المصر وبينه في العشيرة، وقد علم قومه انى أنا وصاحبي سقناه اليك، فأنشدك الله لما وهبته لي، فأنى أكره عداوة المصر وأهله لي، فوعده أن يفعل، ثم بداله، فأمر بهاني في الحال فقال: اخرجوه إلى السوق فاضربوا عنقه، فاخرج هاني حتى انتهى به مكانا من السوق كان يباع فيه الغنم، وهو مكتوف فجعل يقول: وا مذحجاه ولا مذحج لى اليوم، وا مذحجاه وا مذحجاه ! واين مذحج ! فلما رأى ان أحدا لا ينصره جذب يده فنزعها من الكتاف، ثم قال: اما من عصا أوسكين أو حجر أو عظم يحاجزبه رجل عن نفسه؟ فوثبوا اليه فشدوه وثاقا ثم قيل له: مد عنقك فقال: ما أنا بها بسخى وما أنا بمعينكم على نفسى، فضربه مولى عبيدالله تركى يقال له: رشيد بالسيف فلم يصنع شيئا فقال هاني: إلى الله المعاد، اللهم إلى رحمتك ورضوانك، ثم ضربه اخرى فقتله.
وفي مسلم بن عقيل وهاني بن عروة رحمة الله عليهما يقول عبدالله بن الزبير الأسدي:
فان كنت لا تدرين ما الموت فانظرى * إلى هاني في السوق وابن قيل
إلى بطل قد هشم السيف وجهه * وآخر يهوى من طمار قتيل
اصابهما أمر الامير فاصبحا * احاديث من يسرى بكل سبيل
ترى جسدا قد غير الموت لونه * ونصح دم قد سال كل سبيل
فتى هو أحيا من فتاة حيية * واقطع من ذي شفرتين صقيل
أيركب اسماء الهما ليج آمنا * وقد طلبته مذحج بذحول
يطيف حواليه مراد وكلهم * على رقبة من سائل ومسؤل
فان أنتم لم تثأروا بأخيكم * فكونوا بغايا ارضيت بقليل
لحسين ونصرتهم للحق".
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|