أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-9-2018
1814
التاريخ: 3-2-2018
1918
التاريخ: 1-4-2018
1907
التاريخ: 13-11-2018
1656
|
ربما ما كنت أضفت هذه الاستراتيجية في كتاب منذ عشر سنوات مضت ذلك لأنني أعتبر تقديم المجاملات أمراً طبيعياً يشابه كل الأمور الروتينية. لطالما استمتعت بتقديم وتلقي المجاملات وكذلك نعمت بالزواج من سيدة تعتبر من أكثر مقدمات المجاملات سخاءً. إلا أنه بعد مناقشة هذا الموضوع مع مئات من الأفراد استطعت أن أدرك وبصورة ليست جيدة أن غالبيتهم لا يتلقون نفس قدر المجاملات التي يودون تلقيها من الآخرين خاصة شركائهم.
يبدو أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الأفراد يحجمون عن تقديم المجاملات العديدة. في البداية يشعر العديد منهم أن شريكهم ليس بحاجة لإطراء، إن أحد أصدقائي على سبيل المثال قال لي في إحدى المناسبات (إن سارة زوجتي تعلم أنني أحب ما تطهوه وهي لا تحتاج لأن أخبرها مرة أخرى) أما الآخرون فإنهم ينسون بكل بساطه ما يعنيه ذلك من أهمية لأنه من السهل أن تأخذ الأمور كأنها مسلم بها وخاصة فيما يتعلق بالأفراد الأكثر منا قرباً بدرجة كبيرة؛ حيث إن ما يقدمونه يصبح غير ملموس. كنت أتحدث مع أحد الرجال عن أسرته، كان لديهم ثلاثة أطفال في مراحل التعليم واعتادت زوجته لأعوام عديدة أن تقوم بالتدريس في الفصول المدرسية مرة في الأسبوع على أقل تقدير، وغالباً يكون أكثر – إلا أن زوجها لم يقم بمثل هذا العمل من قبل ولو لمرة واحدة. لقد اندهش ثم أخبرته (لا بد أنك شديد الفخر لأن زوجتك قد كرست حياتها لأولادك) ثم خطر على ذهنه فجأة مقدار ما تبذله زوجته من عمل ومقدار ما احتاجه هذا العمل من تفانٍ، ولقد أقر بصورة خجولة أنه لم يفكر من قبل بهذه الصورة وأنه لم يوجه الشكر ولو لمرة واحدة لزوجته على كل مجهوداتها تلك وأضاف (ولكنني عندما أعيد التفكير في الأمر فإنني قد شكرتها على اجتهاداتها في العمل البتة).
وأخيرا فإن البعض يربط بين تقديم المجاملات كما لو أنها نوع من الضعف ومنطقهم في هذا هو: لو أنني أقدم الكثير من الإطراءات فإن ذلك قد يوحي بأنني لا أقوم بما يكفي من أعمال، أو أنني لم أكن متقناً بما فيه الكفاية. كانت هناك سيدة تدعى بيث أخبرتني أنها لا ترغب في أن تبلغ زوجها بامتنانها وتقديرها له على محاولاته مساعدتها في أعمال المنزل لأنها تقول (أنا أقوم بأعمال أكثر منه بكثير ولو أنني قدمت له الإطراء فسوف يظن أنه يقوم بأعمال أكثر مني).
إن كل سبب من تلك الأسباب (وكذلك جميعها) يحمل خطأً جسيما. إن الناس تحتاج للإطراء وتزدهر به وتقدره ونحن نصبح نشطين عند تلقي المجاملات، وعلى العموم فإن عدم معرفتنا بما يحبه شريكنا من أمور في شخصيتنا يجعل الأمر شديد الصعوبة لأن نتمكن من تقديم السعادة له. ولقد أخبرتني إحدى الفتيات عندما كنت أوقع لها أحد كتبي (كإهداء) (أنا أعرف كل ما لا يحبه زوجي من صفات خاصة بي ولكنني أعرف القليل عن الأشياء التي يحبها).
إن هذه الاستراتيجية تعتبر سهلة التنفيذ، وكل ما يجب القيام به هو أن تحس وتدرك مدى أهمية إبداء المجاملات وتبدأ في استخدامها بالفعل. وطالما أن مجاملاتك صادقة وتنبع من القلب فلن تخسر أي علاقة طيبة. فكر ملياً فيما يتعلق بزوجتك ومقدار امتنانك لها، إذ ما كنت ستفعل بدونها، على اية حال؟ ألم تكن تسعد بسماع الإطراء منك؟
دعها تعلم ما يعجبك فيها، أخبرها وليس لمرة واحدة فقط ولكن دائماً، وأنتِ إن أعجبك أمر ما يقوم به فأطلعيه عليه لو أنك تقدر لزوجتك مشاركاتها في الناحية المالية للأسرة أو لو انها هي المسؤولة عن الناحية المالية فيجب أن تبلغها بحقيقة مشاعرك. ولو أن زوجك قام بتشذيب العشب فلا تعتبري أن هذا أمر مفروغ منه ولكن قولي له بصوت واضح (أنت رائع بحق وأنا مدينه لك بالشكر الكثير) وكلما دققت في الأمر بدت الأمور أكثر وضوحاً وأكثر يسراً.
إياك وافتراض أن المجاملة ليست ضرورية أو أن لا مكان لها. لكن هذا يعتبر أحد أنسب الأوقات التي تستدعي أن تكثر المجاملة – لقد قالت لي كريس زوجتي وربما عشرة آلاف مرة مقدار ما تكنه لي من تقدير واعتزاز وذكرت العديد من الأسباب المختلفة، ولأن كلماتها كانت صادقة فلقد شعرت في كل مرة قالتها بنفس القدر من إعزازها لي كما أحسست بذلك أول مرة عبرت لي عن امتنانها.
اعط نفسك اليوم قدرا من الوقت وفكر في شريكتك، فكر في كل الامور التي تقوم بها (او يقوم بها) حتى تجعل حياتك أفضل وأسهل وأكثر احتمالاً، فكر في كل مواهبها وصفاتها وطباعها الطيبة. وعندما تراها المرة القادمة فاجئها بالإطراء وأنت تتحدث معها ثم اجعل تقديم الإطراء والمجاملة جزءاً هاماً من حياتك.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|