أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016
2023
التاريخ: 19-3-2022
2050
التاريخ: 2024-11-18
90
التاريخ: 10-2-2021
2022
|
عندما يلتزم الآباء والأمهات بالحق والفضيلة ويحكمان على أساس العدل والعقل، فإن تلك الأسرة ستبقى نشطة وفعالة، ولها القدرة على صد الهجمات والعوامل التي تحاول أن تهدم كيانها وبناءها.
وعلى العكس من ذلك، فإن الأسرة التي تعتمد على الاضطهاد والتهديد والوعيد، ولا تلتزم بحسن الخلق والتربية الصحيحة والعدالة فإنها ستكون ضعيفة وعرضه للتمزق والأفول والسقوط. لأن القسوة وسوء الخلق للوالدين يبذر بذور الحقد والكراهية والعقد في نفوس الأطفال، ولابد أن تنفجر تلك العقد في يوم من الأيام وتؤدي إلى سيل من الثأر والانتقام والدماء، وحصول النتائج الوخيمة الماحقة وغير المتوقعة.
(هناك آباء وأمهات مستبدون لا يتمالكون أنفسهم من الإساءة والضرب وفي هذه الصورة لا تكون بعض العقوبات البدنية مضرة بمقدار ضرر بعض التشديدات بالنسبة إلى القلب، إن الحبس في الغرفة أو النظر إلى الجدار من دون أن يجرأ على القيام بحركة صغيرة تحطم القابلية على التحمل عند الطفل).
(هناك بعض الأولياء يصبون طعام الطفل في إناء يشبه إناء طعام الحيوانات، وحتى في بعض الأحيان يقوم هذا الأب أو الأم غير العاديين بتقديم الطعام إلى الطفل في وعاء القاذورات أو يبصق الأب في وجه الطفل أو يعريه في الشارع وأمثال ذلك مشاهدة بكثرة!)
(هؤلاء الأطفال تتحطم أعصابهم، وتصبح أفعالهم خالية من التروّي والتفكير، وغالباً يؤدي بهم النفور نحو الانحراف وظهور ذلك مظهر الجريمة، ذلك إنّ هؤلاء الأطفال يريدون أن ينتقموا ممن يعذبهم بواسطة نوع من الانتحار الخلقي، ولذلك فإنهم لا يهتمون كثيراً بالترحم الذي يمكن أن يصيبهم، كما أنهم لا يتأثرون بكل عقوبة)(1).
وعليه: (فمن الضروري أن تكون إدارة الأسرة قائمة على العقل والدراية، والأنصاف والعدالة. وفي هذا يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) :
(ما من بيت ليس فيه شيء من الحكمة إلا كان خراباً)(2).
أجل، يجب أن تكون هناك حكمة في البيت يتصف بها رب الأسرة لكي لا يؤول حالها إلى الخراب، وينعدم حب التعالي والترقي من نفوس الأطفال، ولا تظهر استعداداتهم الخفية، ولا يفكرون في تحصيل المجد والكفاءة لأنفسهم، ولا يلتفتون إلى وجودهم وأهميتهم في الأسرة والمجتمع، فعلى الأب أن يسمع أطفاله كلاماً يحثهم على إظهار شخصياتهم وإثبات وجودهم، وزيادة ثقتهم بأنفسهم، وأن يربيهم تربية تهديهم إلى إيجاد الكفاءة والفضيلة والصلاحية في نفوسهم.
وطبيعي أنّها تربية تنعدم فيها كل لغة يُشّم منها رائحة التهديد والقسوة والعقوبة أي كما يريدها الإسلام الحنيف ويحث عليها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) لأن العظمة والكمال وذيوع الصيت يستلزم الكفاءة والفضيلة والتكامل.
نعم، إن التربية في ظل الإسلام الحقيقي الواقعي تقوم على العدل والحرية الواقعية وتنمية حب التعالي والسمو والتكامل في نفوس الأطفال، لذلك نرى الإمام علياً (عليه السلام) يكثر من الوصايا في هذا المجال لتربية أبناءه وأبناء الأمة، فنلاحظه يوصي ولده الإمام الحسن (عليه السلام) بقوله الشريف: (لاتكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً)(3).
إن هذه العبارة الشريفة الموجزة والنصيحة الغالية التي تفضل بها الإمام (عليه السلام) لها مدلول كبير وتأثير بالغ في خلق ثورة عارمة للشخصية في نفس ابنه الحسن (عليه السلام) وغيره من الأبناء وتعويدهم على الحرية الفكرية والقوة الذاتية.
وللإمام (عليه السلام) كلمة أخرى كبيرة المعنى وعظيمة الأثر في تعلم الأطفال مفادها: (من لم يتعلم في الصغر لم يتقدم في الكبر)(4).
وطبيعي ان إحراز الدرجات الرفيعة والمراتب السامية لا تتحقق ما لم يكن هناك تعلم صحيح منذ الصغر لأن التعلم في الصغر كالنقش في الحجر، وهذا خير منهاج تربوي وتعليمي لكل أب ومربّ ناجح.
إذن، إن المربي القدير هو الذي يستثمر هذه المرحلة من عمر الأطفال ويُجهد نفسه في تربيتهم وتعليمهم وتهذيبهم وتعويدهم على الفضائل والعادات الحسنة والتكامل الروحي وعليه أن يستفيد من غريزة حب الكمال والترقي عند الطفل، ويجعل قسماً كبيراً من أساليب التربية على هذا الأساس.
___________________
1- انظر الطفل بين الوراثة والتربية : ص396 نقلا عن: جه ميدا نيم تربيت أطفال دشوار ص30.
2- تفسير مجمع البيان الطبرسي: ج1 ، ص382
3- نهج البلاغة: ص450.
4- غرر الحكم ودرر الكلم : 697.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|