المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

سيطرة الحيوية Biocontrol
20-7-2017
محمد بن قيس
15-9-2016
مفهوم الخطأ المرفقي والخطأ الشخصي في القانون الإداري
12-4-2017
Cell Fusion, Cell Hybrids
20-12-2015
بين الشعر اليوناني والشعر العربي القديم
23-3-2018
تخصصات تساهم في وضع الخطة (التخطيط الإعلامي)
14-7-2019


حُسْن الخُلقِ وأثرهُ في التربية وبقاء الأسرة  
  
4383   01:11 صباحاً   التاريخ: 4-1-2020
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص294-297
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016 2023
التاريخ: 19-3-2022 2050
التاريخ: 2024-11-18 90
التاريخ: 10-2-2021 2022

عندما يلتزم الآباء والأمهات بالحق والفضيلة ويحكمان على أساس العدل والعقل، فإن تلك الأسرة ستبقى نشطة وفعالة، ولها القدرة على صد الهجمات والعوامل التي تحاول أن تهدم كيانها وبناءها.

وعلى العكس من ذلك، فإن الأسرة التي تعتمد على الاضطهاد والتهديد والوعيد، ولا تلتزم بحسن الخلق والتربية الصحيحة والعدالة فإنها ستكون ضعيفة وعرضه للتمزق والأفول والسقوط. لأن القسوة وسوء الخلق للوالدين يبذر بذور الحقد والكراهية والعقد في نفوس الأطفال، ولابد أن تنفجر تلك العقد في يوم من الأيام وتؤدي إلى سيل من الثأر والانتقام والدماء، وحصول النتائج الوخيمة الماحقة وغير المتوقعة.

(هناك آباء وأمهات مستبدون لا يتمالكون أنفسهم من الإساءة والضرب وفي هذه الصورة لا تكون بعض العقوبات البدنية مضرة بمقدار ضرر بعض التشديدات بالنسبة إلى القلب، إن الحبس في الغرفة أو النظر إلى الجدار من دون أن يجرأ على القيام بحركة صغيرة تحطم القابلية على التحمل عند الطفل).

(هناك بعض الأولياء يصبون طعام الطفل في إناء يشبه إناء طعام الحيوانات، وحتى في بعض الأحيان يقوم هذا الأب أو الأم غير العاديين بتقديم الطعام إلى الطفل في وعاء القاذورات أو يبصق الأب في وجه الطفل أو يعريه في الشارع وأمثال ذلك مشاهدة بكثرة!)

(هؤلاء الأطفال تتحطم أعصابهم، وتصبح أفعالهم خالية من التروّي والتفكير، وغالباً يؤدي بهم النفور نحو الانحراف وظهور ذلك مظهر الجريمة، ذلك إنّ هؤلاء الأطفال يريدون أن ينتقموا ممن يعذبهم بواسطة نوع من الانتحار الخلقي، ولذلك فإنهم لا يهتمون كثيراً بالترحم الذي يمكن أن يصيبهم، كما أنهم لا يتأثرون بكل عقوبة)(1).

وعليه: (فمن الضروري أن تكون إدارة الأسرة قائمة على العقل والدراية، والأنصاف والعدالة. وفي هذا يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) :

(ما من بيت ليس فيه شيء من الحكمة إلا كان خراباً)(2).

أجل، يجب أن تكون هناك حكمة في البيت يتصف بها رب الأسرة لكي لا يؤول حالها إلى الخراب، وينعدم حب التعالي والترقي من نفوس الأطفال، ولا تظهر استعداداتهم الخفية، ولا يفكرون في تحصيل المجد والكفاءة لأنفسهم، ولا يلتفتون إلى وجودهم وأهميتهم في الأسرة والمجتمع، فعلى الأب أن يسمع أطفاله كلاماً يحثهم على إظهار شخصياتهم وإثبات وجودهم، وزيادة ثقتهم بأنفسهم، وأن يربيهم تربية تهديهم إلى إيجاد الكفاءة والفضيلة والصلاحية في نفوسهم.

وطبيعي أنّها تربية تنعدم فيها كل لغة يُشّم منها رائحة التهديد والقسوة والعقوبة أي كما يريدها الإسلام الحنيف ويحث عليها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) لأن العظمة والكمال وذيوع الصيت يستلزم الكفاءة والفضيلة والتكامل.

نعم، إن التربية في ظل الإسلام الحقيقي الواقعي تقوم على العدل والحرية الواقعية وتنمية حب التعالي والسمو والتكامل في نفوس الأطفال، لذلك نرى الإمام علياً (عليه السلام) يكثر من الوصايا في هذا المجال لتربية أبناءه وأبناء الأمة، فنلاحظه يوصي ولده الإمام الحسن (عليه السلام) بقوله الشريف: (لاتكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً)(3).

إن هذه العبارة الشريفة الموجزة والنصيحة الغالية التي تفضل بها الإمام (عليه السلام) لها مدلول كبير وتأثير بالغ في خلق ثورة عارمة للشخصية في نفس ابنه الحسن (عليه السلام) وغيره من الأبناء وتعويدهم على الحرية الفكرية والقوة الذاتية.

وللإمام (عليه السلام) كلمة أخرى كبيرة المعنى وعظيمة الأثر في تعلم الأطفال مفادها: (من لم يتعلم في الصغر لم يتقدم في الكبر)(4).

وطبيعي ان إحراز الدرجات الرفيعة والمراتب السامية لا تتحقق ما لم يكن هناك تعلم صحيح منذ الصغر لأن التعلم في الصغر كالنقش في الحجر، وهذا خير منهاج تربوي وتعليمي لكل أب ومربّ ناجح.

إذن، إن المربي القدير هو الذي يستثمر هذه المرحلة من عمر الأطفال ويُجهد نفسه في تربيتهم وتعليمهم وتهذيبهم وتعويدهم على الفضائل والعادات الحسنة والتكامل الروحي وعليه أن يستفيد من غريزة حب الكمال والترقي عند الطفل، ويجعل قسماً كبيراً من أساليب التربية على هذا الأساس.

___________________

1- انظر الطفل بين الوراثة والتربية : ص396 نقلا عن: جه ميدا نيم تربيت أطفال دشوار ص30.

2- تفسير مجمع البيان الطبرسي: ج1 ، ص382

3- نهج البلاغة: ص450.

4- غرر الحكم ودرر الكلم : 697.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.